عباد الله: لقد حذر العلماء من الانتماء للأحزاب والجماعات؛ ومنها جماعة التبليغ التي أسَّسها في الهند صوفي العقيدة, يبايع على الطرق الصوفيَّة, وهذا الأمر قد لا يعلمه بعض من يسير مع هذه الجماعة, وقد ألِّفت الكتب التي تبين نشأة هذه الجماعة وعقيدة مؤسِّسها وأمرائها, فليقرأها من لا يعلم حالهم, ومن المؤلفات في ذلك كتاب الشيخ المحدث حمود التويجري -رحمه الله- (القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ). ومما يُنتقد على هذه الجماعة في خارج بلادنا: صلاتهم في المساجد التي فيها قبور, قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " لَعْنَةُ اللهِ عَلَى اليَهُودِ، وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ " يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا. (أخرجه الشيخان). خطب يوم الجمعة عن التحذير من جماعة التبليغ في السعودية - هوامير البورصة السعودية. وينتسب إلى جماعة التبليغ في الخارج من هم على عقيدة مخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة, فهي تجمع دعاة من مختلف المذاهب العقدية والبدع المتعددة, وهؤلاء يحتاجون من يدعوهم إلى العقيدة الصحيحة, والبدع لها دور كبير في تفرُّق الأمة واختلافها, قال الإمام ابن تيمية -رحمه الله-: " البدعة مقرونة بالفرقة؛ كَمَا أنَّ السّنة مقرونة بِالْجَمَاعَة, فَيُقَال أهل السّنة وَالْجَمَاعَة؛ كَمَا يُقَال أهل الْبِدْعَة والفرقة "(الاستقامة -1/ 42).
خطب يوم الجمعة عن التحذير من جماعة التبليغ في السعودية - هوامير البورصة السعودية
معاشر المسلمين: ومما ينتقد على هذه الجماعة: تفريط بعضهم في حقوق الأبناء والزوجة؛ لانشغالهم بالخروج للدعوة أياماً وأسابيع وشهوراً, فمن الذي يتولى البيت في غيابهم تربيةً للأبناء, ونصحاً وإرشاداً, ونفقةً ورعايةً؟! وكم اشتكت زوجة من كثرة خروج زوجها معهم وإهماله لأهله وعياله وبيته!, والواجب على الزوج أن يعرف حقوق زوجته وعياله, ويؤديه على أكمل وجه, قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا "(أخرجه الشيخان). وأختم بكلام للإمام ابن باز -رحمه الله- حيث قال: " جماعة التبليغ ليس عندهم بصيرة في مسائل العقيدة، فلا يجوز الخروج معهم إلا لمن لديه علم وبصيرة بالعقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنة والجماعة؛ حتى يرشدهم وينصحهم ويتعاون معهم على الخير؛ لأنَّهم نشيطون في عملهم، لكنَّهم يحتاجون إلى المزيد من العلم، وإلى من يبصرهم من علماء التوحيد والسنة "(مجموع فتاوى ابن باز - 8/ 331).
خطبة عن التحذير من جماعة التبليغ
[2] فسبيل الله لا عوج فيها ولا شبهة، أيها المسلمون إنّ الدعاة إلى الله هم غير الدعاة إلى الجاهلية، والدّعوة إلى الله هي واجب هذه الأمّة، لكن تظهر بعض الجماعات التي تسمّي نفسها جماعات التبليغ، التي تدّعي أنّها تقوم بنشر الدّعوة إلى الله، وهي تقوم بالكثير من المنكرات والمحظورات الشرعية، فأيّ دعوةٍ تكون.
8. ما يقع من بعضهم من الإعجاب بالنفس والغرور ويؤدي به ذلك إلى ازدراء غيره – بل والتطاول على أهل العلم ووصفهم بأنهم قاعدون ونائمون -
ووقوعه في الرياء ، فتجده يتحدث أنه خرج وسافر وانتقل وأنه رأى وشاهد ، وهو يؤدي إلى وقوعه فيما لا يحمد مما ذكرنا. 9. جعلهم الخروج للدعوة أفضل من كثير من العبادات كالجهاد وطلب العلم ، مع أن ما يفضلونه عليه هو من الواجبات أو قد يصير واجباً على أناس
دون غيرهم. 10. جرأة بعضهم على الفتوى والتفسير والحديث ، وذلك واضح في كونهم يجعلون كل واحد منهم يخاطب الناس ويبين لهم ، وهو يؤدي إلى جرأة هؤلاء
على الشرع ، فلن يخلو كلامه من بيان حكم أو حديث أو تفسير آية ، وهو لم يقرأ في ذلك شيئاً ، ولم يسمع أحداً من العلماء لينقل عنه ، وبعضهم يكون من المسلمين
أو المهتدين حديثاً. 11. تفريط بعضهم في حقوق الأبناء والزوجة ، وقد بيَّنا خطر هذا الأمر في جواب السؤال رقم (
3043). خطبة عن التحذير من جماعة التبليغ. لذا فإن العلماء لم يجوزوا الخروج معهم إلا لمن أراد أن يفيدهم ويصحح الأخطاء التي تقع منهم. ولا ينبغي لنا أن نصد الناس عنهم بإسقاطهم بالكلية بل علينا أن نحاول إصلاح الخطأ والنصيحة لهم حتى تستمر جهودهم وتكون صائبة على وفق
الكتاب والسنة.