يُباحُ للمُضطَرِّ أنْ يَأكُلَ مِنَ المَيْتةِ بقَدْرِ ما يَسُدُّ رَمَقَه، ولا يَجوزُ له الشِّبَعُ [599] قال ابنُ قُدامةَ: (ويُباحُ له أكْلُ ما يَسُدُّ الرَّمَقَ، ويَأمَنُ معه الموتَ بالإجماعِ. ويَحرُمُ ما زاد على الشِّبَعِ؛ بالإجماع أيضًا). ((المغني)) (9/415). ورَجَّح النَّوويُّ تفصيلَ الجُوَينيِّ والغَزاليِّ في المسألةِ إلى ثلاثةِ أحوالٍ، فقال: (وذَكَر هو والغَزاليُّ تفصيلًا جاء نقْلُه أنَّه إنْ كان في باديةٍ وخاف إنْ تَرَك الشِّبَعَ أنْ لا يَقْطعَها ويَهْلِكَ؛ وَجَب القطعُ بأنَّه يَشبَعُ. وإنْ كان في بلدٍ وتَوقَّع طعامًا طاهرًا قَبل عَوْدِ الضَّرورةِ؛ وَجَب القطعُ بالاقتِصارِ على سَدِّ الرَّمَقِ. وإنْ كان لا يَظهَرُ حُصولُ طعامٍ طاهرٍ وأَمكَنَ الحاجةُ إلى العَودِ إلى أكْلِ المَيْتةِ مرَّةً بعد أخرى إنْ لم يَجِدِ الطَّاهرَ؛ فهذا محلُّ الخلافِ. وهذا التَّفصيلُ الَّذي ذَكَره الإمامُ والغَزاليُّ تفصيلٌ حسَنٌ، وهو الرَّاجحُ). ((المجموع)) (9/43). ، وهذا مذهبُ الجُمهورِ: الحَنَفيَّةِ [600] ((شرح مختصر الطَّحاوي)) للجَصَّاص (6/393)، ((المبسوط)) للسَّرَخْسي (5/100). ما هو تعريف المضطر - الفجر للحلول. ، والشَّافعيَّةِ- في الصَّحيحِ عِندَهم- [601] ((المجموع)) للنَّووي (9/43)، ((تحفة المحتاج)) للهَيْتَمي (9/391).
معنى : أكلة
ثانيًا: مِنَ السُّنَّة عن عائشةَ رضي الله عنها، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((كَسْرُ عَظْمِ المَيِّتِ ككَسْرِه حَيًّا)) [629] أخرجه أبو داودَ (3207)، وابنُ ماجَهْ (1616)، وأحمدُ (24739). وأخرجه ابنُ حِبَّانَ في ((صحيحه)) (3167). وقال ابنُ عَديٍّ في ((الكامل في الضُّعفاء)) (4/389): مَدارُه على سعد بن سعيدٍ، لا أَرى بحديثِه بأسًا. وصحَّحه ابنُ حَزْمٍ في ((المحلى)) (5/166)، وقال البَيْهَقيُّ في ((السنن الكبرى)) (4/58): مَوصولٌ مرفوعٌ. وحسَّنه ابنُ القطَّانِ في ((الوهم والإيهام)) (4/212). وصحَّح إسنادَه النَّوويُّ في ((المجموع)) (5/300). وصحَّحه ابنُ دقيق في ((الاقتراح)) (98). وجهُ الدَّلالةِ: أنَّ الميِّتَ كالحيِّ في الحُرمةِ؛ فيَحرُمُ أذيَّتُه في جِسمِه كعظْمِه [630] ((الفروع)) لابن مُفلِح (1/148). ثالثًا: أنَّ الآدميَّ لا يُسمَّى مَيْتةً؛ فلمْ يَجُزْ للمُضطَرِّ أنْ يَأكُلَه بإباحةِ اللهِ تعالى له أكْلَ المَيْتةِ [631] ((البيان والتحصيل)) لابن رُشْد الجد (2/208). الاضطرار والتداوي ص52. رابعًا: أنَّه لا تُنتهَكُ حُرمةُ آدميٍّ لآخَرَ [632] ((مِنَح الجليل)) لعُلَيْش (1/532). انظر أيضا:
المبحث الثَّاني: أكْلُ المُضطَرِّ أحدَ أعضائِه.
حكم اكل المضطر للمحرم و مقدار ما يأكل ؟ - سطور العلم
الاضطرار في اللغة العربية كما ورد في لسان العرب لابن منظور (ج19 ص 483) معناه الاحتياج الى الشيء، وقد اضطر فلان الى كذا أي جملته الضرورة على فعل ذلك الشيء. والاضطرار عند الفقهاء فسر بمعنى الخوف من الهلاك، لذلك قال الحموي في حاشيته على الأشباه والنظائر لابن نجيم (ص 108) إن الضرورة هي بلوغ الانسان حداً إن لم يتناول الممنوع يهلك. وورد عن الإمام مالك أن الاضطرار هو خوف الهلاك وليس خوف الضرر كما يقول بعضهم، والواقع ان المعنيين يؤديان الى معنى واحد وهو الهلاك أو الضرر في نهاية الأمر. وبما ان دين الإسلام مبني على السماحة واليسر ورفع الحرج، فإنه أباح للمضطر ان يدفع الضرر عن نفسه باستباحة بعض المحرمات من المشروبات والمطعومات إذا اشرف على الهلاك. معنى : أكلة. أو أن يأتي بأفعال أو أقوال إذا تعرض لمواقف قد تؤدي الى هلاكه، كأن يكره على التلفظ بكلمة الكفر بلسانه من غير ان يعتقده بقلبه كما حصل لعمار بن ياسر. لكن هذا الاضطرار لا يبيح للانسان ان يرتكب على سبيل المثال جريمة الزنا أو جريمة القتل العمد بحجة انه أكره فكان مضطرا لأن القاعدة تقول: (الضرر يزال) ولكن قاعدة اخرى تقول: (الضرر لا يزال بالضرر أو بضرر اكبر) ألا ترى ان الجائع إذا لم يتناول الميتة وهي محرم مات وقتل النفس كبيرة، فجاز له تناول المحرم ليتلافى محرماً اكبر وهو قتل النفس؟ أما لو أجبر على قتل فلان، وإلا يؤخذ ماله مثلاً أو يقتل، فإن قتل فلان البريء جريمة لا يغفرها الله ومن ثم فإن ارتكابه لتلك الجريمة يعد ضرراً أو ضرراً أكبر.
الاضطرار والتداوي ص52
بتصرّف. ↑ محمد صدقي آل بورنو (1996)، الوجيز في إيضاح قواعد الفقة الكلية (الطبعة 4)، بيروت:مؤسسة الرسالة العالمية، صفحة 238. بتصرّف. ↑ محمد يسري إبراهيم (2013)، فقه النوازل للأقليات المسلمة (الطبعة 1)، القاهرة:دار اليسر، صفحة 480، جزء 1. بتصرّف. ↑ لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية، فتاوى الشبكة الإسلامية ، صفحة 126، جزء 23. بتصرّف. ↑ محمد الحسن الددو الشنقيطي، دروس للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي ، صفحة 26، جزء 26. بتصرّف. ↑ مجموعة من المؤلفين (2015)، موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام (الطبعة 1)، صفحة 144، جزء 1. بتصرّف.
ما هو تعريف المضطر - الفجر للحلول
((بداية المجتهد)) (3/29). ، وابنُ قُدامةَ [578] قال ابنُ قُدامة: (أَجمَع العلماءُ على تحريمِ المَيْتةِ حالَ الاختيارِ، وعلى إباحةِ الأكلِ منها في الاضطِرارِ). ((المغني)) (9/415). ، وابنُ القطَّانِ [579] قال ابنُ القطَّانِ: (واتَّفَقوا على أنَّ المَيْتةَ والدَّمَ ولحمَ الخِنزيرِ حلالٌ لمَن خَشيَ على نفْسِه الهلاكَ مِنَ الجوعِ، ولمْ يَأكُلْ مِن أمْسِه شيئًا، ولمْ يَكُ قاطعَ طريقٍ، ولا مسافرًا سفرًا لا يَحِلُّ). ((الإقناع في مسائل الإجماع)) (1/324). ، والنَّوويُّ [580] قال النَّوويُّ: (قال أصحابُنا: يُباحُ للمُضطَرِّ أنْ يَأكُلَ مِنَ المَيْتةِ ما يَسُدُّ الرَّمَقِ بلا خلافٍ، ولا يُباحُ له الزِّيادةُ على الشِّبَعِ بلا خلافٍ). ((المجموع)) (9/42). ، وابنُ تيميَّةَ [581] قال ابنُ تيميَّةَ: (فإنَّ الضَّرورةَ تُبيحُ أكْلَ المَيْتةِ، والدَّمِ، ولحمِ الخِنزيرِ؛ بنَصِّ القُرآنِ، والسُّنَّةِ، وإجماعِ الأُمَّةِ). ((الفتاوى الكبرى)) (1/432). انظر أيضا:
المبحث الثَّاني: حدُّ الاضطِرارِ في الأكلِ.
أكل المضطر
خلال إجابتك عن هذه الأسئلة ، اكتب تعريفاً مناسباً للمضطر:
حكم أكل المضطر للمحرم ومقدار ما يأكل
اهلا وسهلا بك عزيزي الطالب والطالبة في الصف الثالث المتوسط مادة الفقه طلابنا الأفاضل يسعدنا ان نقدم لكم عبر موقعنا وموقعكم التعليمي بتوفير اجابة سؤال
نرحب بجميع الطلاب والطالبات نسعى دائما لنستعرض إليكم من خلال موقع استفيد حلول الأسئلة نموذجية ونتمنى ان تنال إعجابكم نقدم لكم حل سؤال:
والحل بالصورة التالي