[٩] [١٠]
اشتهرت أمّ المؤمنين بكونها أمّاً للمساكين والفقراء، فكانت دائمة التّفقد لأحوالهم وحانية عليهم، ويُذكر أنّها أنفقت في يوم واحد سبعين ألف درهم على الفقراء، وكانت صائمة فلم تتذّكر نفسها ولم تشترِ لها ما تقتات به. [٨]
تميّزت السيّدة عائشة -رضي الله عنها- بذكر شأنها في كتاب الله -تعالى-، وذلك عندما رماها النّاس واتّهموها بالإفك ، فأنزل الله -تعالى- من فوق سبع سماوات قرآناً يُتلى إلى يوم الدّين في إثبات براءتها وطهرها. [١١]
المراجع ↑ محمد الزرقاني (1996)، شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (الطبعة 1)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 388، جزء 4. بتصرّف. ↑ غلي القاري (1985)، شرح مسند أبي حنيفة (الطبعة 1)، بيروت:دارالكتب العلمية، صفحة 465، جزء 1. بتصرّف. ↑ عبد الله القيرواني (1983)، الجامع في السنن والآداب والمغازي والتاريخ (الطبعة 2)، بيروت:مؤسسة الرسالة، صفحة 131. بتصرّف. ↑ محمد أبو زهرة (1425)، خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم ، القاهرة:دار الفكر العربي، صفحة 1097، جزء 3. كم كان عمر عائشة عندما تزوجها الرسول. بتصرّف. ↑ محمد النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين ، بيروت:دار الندوة الجديدة، صفحة 405. بتصرّف.
وربما قد تم القيام بذلك لإثبات أنه على الرغم من أن النبي ﷺ قد أوعز بتعلم نصف الدين من زوجته عائشة، إلا أنه لا يمكن للمرء أن يتعلم منها مسائل الدين على الإطلاق لأنها تزوجت النبي ﷺ في سن مبكرة عندما كانت لا تزال تلعب بالدمى مع فتيات أخريات وتوفي النبي ﷺ وهي لا تزال طفلة. علاوة على ذلك، هناك تناقض في روايات صحيح البخاري بخصوص عقد نكاح السيدة عائشة رضي الله عنها. حيث ذكر في إحدى الروايات أن النبي ﷺ قد تزوج السيدة عائشة بعد ثلاث سنوات من وفاة السيدة خديجة، بينما ورد في رواية أخرى أن السيدة خديجة توفيت قبل ثلاث سنوات من هجرة النبي ﷺ إلى المدينة المنورة وأنه انتظر لمدة عامين أو ما قريبًا من ذلك قبل أن يعقد قرانه على السيدة عائشة رضي الله عنها. وهكذا، وعلى الرغم من أن جامعي الأحاديث قد أدوا مهمتهم بعناية فائقة، إل ا أنه لا يزال هناك هامش للخطأ والشك والريبة لأن عملية جمع الأحاديث قد بدأت بعد وفاة النبيﷺ بحوالي 100 إلى 150 سنة، وكان المسلمون قد انقسموا إلى طوائف ونمت بينهم أنواع مختلفة من الخلافات. بالإضافة إلى الإصلاح وحل القضايا الأخرى، فإن الحكم العدل في هذا العصر- المسيح الموعود عليه السلام- قد حل القضية المطروحة على أفضل وجه.
يقول حضرته عليه السلام:
" مع أننا نحترم الأحاديث ولكن الحديث الذي يناقض القرآن الكريم ويناقض عصمة النبي - صلى الله عليه وسلم - لا نستطيع أن نقبله. لقد جُمعت الأحاديث في تلك المرحلة وقد دوّنوها بحذر شديد ولكنهم ما استطاعوا أن يأخذوا الحيطة الكاملة بعين الاعتبار. كانت تلك المرحلة لجمع الأحاديث، أما الآن فهي مرحلة التأمل والتدبر.. " (الملفوظات، المجلد 9، ص 471-472 [طبعة 1984]). إذا قمنا بتحليل قضية عمر السيدة عائشة من زاوية أخرى لوجدنا من كتب التاريخ والسيرة أن جميع أبناء سيدنا أبي بكر الصديق الأربعة (أي عبد الله وأسماء وعبد الرحمن وعائشة رضي الله عنهم) قد ولدوا قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. وأن السيدة عائشة مدرجة أيضًا ضمن قائمة السابقين الأولين التي وضعتها كتب السيرة. فكيف يمكن إدراج اسم السيدة عائشة في قائمة المسلمين الأوائل إذا كانت قد ولدت في السنة الخامسة من البعثة النبوية؟
كتب المؤرخون أن السيدة أسماء رضي الله عنها كانت أكبر بعشر سنوات من السيدة عائشة وأنه عند الهجرة كانت السيدة أسماء تبلغ من العمر 27 عامًا. فوفقًا لهذا يمكن أن تكون السيدة عائشة قد ولدت في السنة الرابعة قبل البعثة.