وتلك الآيات قائمة في الحكاية عن ذلك الزمن. وهذا القول المحكي عنهم قول تآمر وتحاور. التفريغ النصي - تفسير سورة الأنعام - الآيات [84-90] - للشيخ عبد الحي يوسف. وافتتاحُ المقول بلام الابتداء المفيدة للتّوكيد لقصد تحقيق الخبر. والمراد: توكيد لازم الخبر إذ لم يكن فيهم من يشك في أنّ يوسف عليه السّلام وأخاه أحبّ إلى أبيهم من بقيّتهم ولكنّهم لم يكونوا سواء في الحسد لهما والغيرة من تفضيل أبيهم إيّاهما على بقيتهم ، فأراد بعضهم إقناع بعض بذلك ليتمالؤوا على الكيد ليوسف عليه السّلام وأخيه ، كما سيأتي عند قوله: ونحن عصبة} ، وقوله: { قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف} [ سورة يوسف: 10] ؛ فقائل الكلام بعض إخوته ، أي جماعة منهم بقرينة قوله بعد { اقتلوا يوسف} [ سورة يوسف: 9] وقولهم: { قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف} [ سورة يوسف: 10]. وأخو يوسف عليه السّلام أريد به ( بنيامين) وإنّما خصّوه بالأخوة لأنّه كان شقيقه ، أمهما ( راحيل) بنت ( لابان) ، وكان بقية إخوته إخوة للأب ، أمُّ بعضهم ( ليئة) بنت ( لابان) ، وأمّ بعضهم ( بلهة) جارية ( ليئة) وهبتْها ( ليئة) لزوجها يعقوب عليه السّلام. وأحب} اسم تفضيل ، وأفعل التفضيل يتعدّى إلى المفضّل ب ( من) ، ويتعدّى إلى المفضّل عنده ب ( إلى). ودعواهم أنّ يوسف عليه السّلام وأخاه أحبّ إلى يعقوب عليه السّلام منهم يجوز أن تكون دعوى باطلة أثار اعتقادها في نفوسهم شدّةُ الغيرة من أفضليّة يوسف عليه السّلام وأخيه عليهم في الكمالات وربّما سمعوا ثناء أبيهم على يوسف عليه السّلام وأخيه في أعمال تصدر منهما أو شاهدوه يأخذ بإشارتهما أو رأوا منه شفقة عليهما لصغرهما ووفاة أمّهما فتوهّموا من ذلك أنّه أشدّ حبّاً إيّاهما منهم توهماً باطلاً.
التفريغ النصي - تفسير سورة الأنعام - الآيات [84-90] - للشيخ عبد الحي يوسف
عدد ايات سورة مرحبا بكم زوارنا الكرام الى موقع منهل الحلول الذي يسرنا ان نقدم لكم جميع الاجابات الصحيحة والدقيقة الذي تبحثون عنها والألغاز والألعاب والفن والمشاهير ينطلق بمشيئة الله تعالى موقع منهل الحلول الثقافي الشامل والمتنوع والذي سنقدم من خلاله المعلومة الدقيقة والمفيدة للزوار الكرام، ونامل ان يكون متميزا في طرحه ويلبي احتياجات الباحثين ، ونامل من الجميع المشاركة وتبادل الافكار والمعلومات بما يفيد الجميع وبما لا يسيء الى أحد
حل سوال عدد ايات سور(1 نقطة)
109
111
99سف
قراءة سورة الضحى - Addhuhaa | نص مكتوب بالخط الرسم العثماني
ويجوز أن تكون دعواهم مطابقة للواقع وتكون زيادة محبّته إيّاهما أمراً لا يملك صرفه عن نفسه لأنّه وجدان ولكنّه لم يكن يؤثرهما عليهم في المعاملات والأمور الظاهريّة ويكون أبناؤه قد علموا فرط محبّة أبيهم إيّاهما من التوسّم والقرائن لا من تفضيلهما في المعاملة فلا يكون يعقوب عليه السّلام مؤاخذاً بشيء يفضي إلى التباغض بين الإخوة. وجملة { ونحن عصبة} في موضع الحال من { أحبُّ} ، أي ونحن أكثر عدداً. والمقصود من الحال التعجّب من تفضيلهما في الحبّ في حال أنّ رجاء انتفاعه من إخوتهما أشدّ من رجائه منهما ، بناء على ما هو الشائع عند عامّة أهل البدو من الاعتزاز بالكثرة ، فظنوا مدارك يعقوب عليه السّلام مساوية لمدارك الدّهماء ، والعقولُ قلما تدرك مراقي ما فوقها ، ولم يعلموا أنّ ما ينظر إليه أهل الكمال من أسباب التفضيل غير ما ينظره مَن دونهم. وتكون جملة { إنّ أبَانَا لفي ضلال مبين} تعليلاً للتعجّب وتفريعاً عليه ، وضمير { ونحن عصبة} لجميع الإخوة عَدَا يوسف عليه السّلام وأخاه. ويجوز أن تكون جملة { ونحن عصبة} عطفاً على جملة { ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا}. والمقصود لازم الخبر وهو تجرئة بعضهم بعضاً عن إتيان العمل الذي سيغريهم به في قولهم: { اقتلوا يوسف} [ سورة يوسف: 9] ، أي إنّا لا يعجزنا الكيد ليوسف عليه السّلام وأخيه فإنّا عصبة والعصبة يهون عليهم العمل العظيم الذي لا يستطيعه العدد القليل كقوله: { قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنّا إذن لخاسرون} [ سورة يوسف: 14] ، وتكون جملة إنّ أبانا} تعليلاً للإغراء وتفريعاً عليه.
و«العصبة: اسم جمع لا واحد له من لفظه ، مثل أسماء الجماعات ، ويقال: العصابة. قال جمهور اللّغويين: تطلق العصبة على الجماعة من عشرة إلى أربعين». وعن ابن عبّاس أنّها من ثلاثة إلى عشرة ، وذهب إليه بعض أهل اللغة وذكروا أنّ في مصحف حفصة قوله تعالى: «إنّ الذين جاءوا بالإفك عصبة أربعةٌ منكم». وكان أبناء يعقوب عليه السّلام اثني عشر ، وهم الأسباط. وقد تقدّم الكلام عليهم عند قوله تعالى: { أم يقولون إنّ إبراهيم} الآية في سورة البقرة ( 140). والضلال إخطاء مسلك الصّواب. وإنّما: أراد وأخطأ التّدبير للعيش لا الخطأ في الدين والاعتقاد. والتخطئة في أحوال الدّنيا لا تنافي الاعتراف للمخطىء بالنبوءة.