خطبة السيدة زينب عليها السلام في مجلس يزيد هي خطبة ألقتها السيدة زينب (ع) بعد واقعة الطف، وذلك عندما
أخذوا أسرى إلى الشام في مجلس يزيد بن معاوية الذي كان يضرب متشمتاً بعصاه ثنايا الإمام الحسين (ع) وحينها قامت السيدة زينب، وخطبت هذه الخطبة؛ حتى أثارت الخطبة وكلمات الإمام السجاد (ع) إعجاب الحاضرين، وقلبت الأمور رأساً على عقب لصالح أهل البيت (ع). حيث تتمحور هذه الخطبة على الحمد وثناء على الله، والصلاة على النبي (ص)، وإمهال الكفار كسنة من السنن الإلهية، وتقبيح سلوك يزيد، والدعوة على الظالمين، واعتبرت المشتكى إلى الله، والخلود لأهل البيت (ع).
خطبة السيدة زينب عليها السلام في مجلس يزيد
خطبة السيدة زينب السيدة زينب عندما سمعت هذه الكلمات، وقفت وقالت ليزيد: صدق الله ورسوله يا يزيد "ثم كان عاقبة الذين أساءوا إن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون". أظننت يا يزيد أنه حين أخذ علينا بأطراف الأرض وأكناف السماء فأصبحنا نساق كما يساق الأسارى إن بنا هوانا على الله وبك عليه كرامة، وإن هذا لعظيم خطرك فشمخت بأنفك ونظرت في عطفيك جذلان فرحاً حين رأيت الدنيا مستوسقة لك والأمور متسقة عليك، وقد أمهلت ونفست، وهو قول الله تبارك وتعالى "لا يحسبن الذين كفروا إن ما نملي لهم خيراً لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إئماً ولهم عذاب مهين". أمن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك نساؤك وإماؤك وسوقك بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد هتكت ستورهن وأصحلت صوتهن، مكتئبات تخدى بهن الأباعر، ويحدو بهن الأعادي من بلد إلى بلد لا يراقبن ولا يؤوين يتشوفهن القريب والبعيد، ليس معهن ولي من رجالهن، وكيف يستبطأ في بغضتنا من نظر إلينا بالشنق والشنآن والأحن والأضغان. خطبة السيدة زينب في مجلس يزيد. أتقول "ليت أشياخي ببدر شهدوا"، غير متأثم ولا مستعظم وأنت تنكث ثنايا أبي عبد الله بمخصرتك، ولم لا تكون كذلك وقد نكأت القرحة واستأصلت الشاقة بإهراقك دماء ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونجوم الأرض من آل عبد المطلب، ولتردن على الله وشيكاً موردهم، ولتودن أنك عميت وبكمت وأنك لم تقل فاستهلوا وأهلوا فرحاً.
خطبة السيدة زينب (عليها السلام) في مجلس الطاغية يزيد
خطبة زينب عليها السّلام في مجلس يزيد بالشام:
• قال السيّد ابن طاووس وغيره: فقامت زينب بنت عليّ بن أبي طالب عليه السّلام في مجلس يزيد وقد سَمِعَته يقرأ ابيات ابن الزِّبَعرى:
ليتَ أشياخي ببـدرٍ شَهِـدوا جَزَعَ الخزرجِ مِن وَقْعِ الأسَلْ
فأهَلَّـوا واستَهـلُّـوا فَرَحـاً ثمّ قالـوا: يا يزيـدُ لا تُشَلّْ! لستُ مِن خِنْدَفَ إنْ لم أنتقـمْ مِن بني أحمدَ ما كان فَعَـلْ! فقالت زينب عليها السّلام في خطبتها تلك:
الحمد للهِ ربِّ العالمين، وصلَّى الله على رسوله وآله أجمعين. صدق الله كذلك يقول: ثُمّ كانَ عاقبةَ الذينَ أساؤوا السُّوأى أنْ كَذَّبوا بآياتِ اللهِ وكانُوا بها يَستهزِئُون. أظنَنْتَ يا يزيد حيث أخَذتَ علينا أقطار الأرض وآفاق السماء، فأصبَحنا نُساق كما تُساق الأُسارى، أنّ بنا على الله هَواناً وبك عليه كرامة ؟! وأنّ ذلك لِعِظَم خَطَرِك عنده! فشَمَختَ بأنفِك، ونظرتَ في عِطفِك، جَذلانَ مسروراً، حين رأيت الدنيا لك مُستَوسِقة، والأمورَ مُتَّسِقة، وحين صفا لك مُلكنا وسلطاننا. خطبة السيدة زينب عليها السلام في مجلس يزيد. مهلاً مهلا! أنَسِيتَ قول الله تعالى: ولا يَحسَبنَّ الذين كفروا أنّما نُملي لَهُم خيرٌ لأنفسِهِم، إنّما نُملي لَهُم ليزدادوا إثماً ولهم عذابٌ مُهين ؟!
خطبة السيدة زينب عليها السلام في مجلس يزيد - موقع مركز سيد الشهداء ع
فالحمد لله الذي ختم لأوّلنا بالسعادة والمغفرة ولآخرنا بالشهادة والرحمة، ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب ويوجب لهم المزيد ويحسن علينا الخلافة إنه رحيم ودود، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وَأَنَّى يُرْتَجَى مُرَاقَبَةُ مَنْ لَفَظَ فُوهُ أَكْبَادَ الشُّهَدَاءِ وَنَبَتَ لَحْمُهُ بِدِمَاءِ السُّعَدَاءِ وَنَصَبَ الْحَرْبَ لِسَيِّدِ الْأَنْبِيَاءِ وَجَمَعَ الْأَحْزَابَ وَشَهَرَ الْحِرَابَ وَهَزَّ السُّيُوفَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ أَشَدُّ الْعَرَبِ لِلَّهِ جُحُوداً وَأَنْكَرُهُمْ لَهُ رَسُولًا وَأَظْهَرُهُمْ لَهُ عُدْوَاناً وَأَعْتَاهُمْ عَلَى الرَّبِّ كُفْراً وَطُغْيَاناً. [4] [5] [6] [7] [8]
طالع أيضا
خطبة زينب في الشام
خطبة علي بن الحسين في الكوفة
خطبة علي بن الحسين في الشام
الخطبة الشقشقية
الخطبة غير المنقوطة
الخطبة القاصعة
الخطبة الفدكية
مصادر
^ الملهوف، 214
^ يعقوب، أحمد حسين، المواجهة مع رسول الله وآله، ص170. ^ الروم، 10
^ بلاغات النساء، لأبي الفضل أحمد بن أبي طاهر طيفور الخراساني - المشهور بابن أبي طيفور( ت 280 هـ) ص 70 - 73. خطبة السيدة زينب عليها السلام في مجلس يزيد - موقع مركز سيد الشهداء ع. طبع دار الفضيلة، القاهرة، تحقيق د. عبدالحميد هنداوي
^ نثر الدر، لأبي سعيد الآبي ج4 / 26
^ لتذكرة الحمدونية، لابن حمدون ج6/262 رقم (631)
^ مقتل الحسين عليه السلام، للخوارزمي ج2 / 64
^ أعلام النساء لمحمد رضا كحالة ج2 / 504
بوابة الإسلام
بوابة الشيعة