فعلى مدى العقود الماضي كان الساسة السعوديون يحرصون على أن تكون أي سلطة في اليمن موالية لهم وظلوا يرقبون أي تحول في الشأن اليمني ويسعون للتأثير فيه حتى لا يشب عن الطوق ويتجاوز الوضع الذي يجعله يراجع ملفات الماضي ويتفلت من دائرة التأثير التي وضع فيها. يتوقف المؤلف ملياً كأي كاتب متخصص بالشأن اليميني عند كم الأراضي اليمنية الواسعة من الشمال والجنوب التي استولت عليها السعودية. فلا مجال للحياد عن مشكلة الأراضي اليمنية التي أصبحت ضمن سيادة الدولة السعودية وإلا نكون كمن يتهرب من جوهر المشكلة. يقول الكاتب: منذ أن عرف العرب الحدود الجغرافية في بلادهم تعمقت لديهم مشاعر الفرقة والإنغلاق. خريطة اليمن قبل ترسيم الحدود الطبي بالرياض. فمن أهم معالم التوتر الدائم في العلاقات السعودية اليمنية أن "المملكة العربية السعودية" إسم يطلق على الأراضي التي استولى عليها سلطان نجد، وشملت، إلى جانب نجد والحجاز، مناطق كانت يمنية هي عسير ونجران وجيزان. فأي مواطن يمني يعرف أن هذه المناطق هي بالأصل أراضٍ يمنية استولت عليها السعودية وهي جزء من نطاقهم الجغرافي وبسببها نشبت حرب بين اليمن والسعودية عام 1932 وانتهت باتفاق الطائف عام 1934. توسع الملك عبد العزيز اَل سعود لعب دوراً كبيراً في التأسيس لعلاقة متوترة بين السعودية واليمن
اتفاق الطائف وترسيم الحدود بين السعودية واليمن
صحيح أن اتفاق الطائف الذي وقع في جدة عام 1934 بين السعودية واليمن في عهد الإمام يحيى حميد الدين، أوقف الحرب بين الطرفين، لكن الجميع يعرف أن هذه الإتفاقية لم تنهِ حالة الحساسية والكره بين اَل سعود واَل حميد الدين، فبقيت مستمرة برغم دعم السعوديين لاَل حميد الدين بوقوفهم ضد الثورة اليمنية عام 1962، فقد كان الدعم السعودي للملكيين في اليمن ضد الجمهوريين والثورة يعود إلى اسباب استراتيجية وسياسية بحتة تغلبها المصالح الأمنية والاقتصادية.
خريطة اليمن قبل ترسيم الحدود الشمالية
ويُشار إلى أن أكثر من نصف الجنود السعوديين الذين سقطوا في اليمن منذ عام 2015 هم من الغرب لا سيما جازان. وتستخدم الدولة السعودية أدوات للمساعدة الاجتماعية موجَّهة إلى المجتمعات المحلية المفقَرة، مثل تسديد تعويضات إلى الجنود المصابين وعوائل الجنود الذين قضوا في القتال. وأكثر من ذلك، يُقدّم النظام مشاريع تربوية وتعويضات للمواطنين السعوديين الذين نزحوا بسبب عمليات إخلاء البلدات بدءاً من عام 2009، إلى جانب الأضرار الناجمة عن القذائف والصواريخ. لا مؤشرات توحي بتحقيق انتصار حاسم في النزاع اليمني المطوّل. مؤخراً، أدّى السعوديون دور الوساطة في المحادثات غير الرسمية التي تجرى مع الحوثيين في سلطنة عمان. بالصور: شركات عالمية "تتلاعب" بالحدود اليمنية ـ السعودية. ويعمد خالد بن سعود، نائب وزير الدفاع السعودي وشقيق محمد بن سلمان، إلى إعادة موضعة السعودية تدريجاً في الشأن اليمني ونقلها من المواجهة الكاملة إلى نزع فتيل التصعيد. لهذا السبب، قد يكون هناك مجالٌ لاستتباب الهدوء عند الحدود. ولكن الطريق نحو تفكيك الطابع الأمني سيكون محفوفاً بالعسكرة الشديدة، والعلاقات الاجتماعية المضطربة، والتصورات المتعاظمة عن التهديدات، لا سيما بعدما أفضى تحالف الحوثيين مع إيران والتطورات التي استجدّت بعد عام 2015 إلى ترسيخ الشبكة الشيعية.
خريطة اليمن قبل ترسيم الحدود الشماليه
وأنشأت القبائل المؤيّدة للرياض منطقة عازلة مؤقتة في الستينيات من أجل إغلاق الحدود السعودية إغلاقاً محكماً. وعندما اندلعت الحرب الأهلية بين الجمهوريين اليمنيين من جهة واليمنيين الموالين للإمام والمدعومين من السعودية في الإمامة الزيدية من جهة ثانية (1962-1970)، وقفت مصر إلى جانب الجمهوريين ونشرت جنودها من 1962 إلى 1967. فانتصر الجمهوريون في نهاية المطاف. وقد أدّت معاهدة جدة التي وُقِّعت في عام 2000، إلى ترسيخ التوازنات التي أرساها اتفاق 1934، وإنشاء رواق أمني منزوع السلاح ممتد على طول خمسة كيلومترات. معاهدة جدة (2000) - ويكيبيديا. وفي الثلاثينيات، سعت المملكة إلى حماية الحدود من التهديد الجهادي المتعاظم لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وقد تأسس هذا التنظيم رسمياً في عام 2009، على الرغم من أن الخلايا اليمنية والسعودية التابعة له كانت ناشطة في المنطقة قبل ذلك. وكان الحرس الحدودي المشترك اليمني والسعودي المؤلَّف من مواطنين محليين بمثابة وحدة جيش نظامي مهمتها مكافحة التهريب (تهريب السلاح والمخدرات المصنوعة من القات) والهجرة غير الشرعية. وكان الحرس الحدودي – وهو أحد فصائل القوات المسلحة النظامية – الكيان المؤسسي الذي يضم في صفوفه القوات القبلية المساعِدة التي واظبت طوال عقود على تسيير دوريات عند الحدود.
خريطة اليمن قبل ترسيم الحدود يحبط
وكشفت اللجنة ان مفاوضات شاقة ومعقدة أجريت حول خط الحدود البحرية تواصلت حتى اللحظات الأخيرة من توقيع المعاهدة وكشفت ان الرئيس علي عبدالله صالح وصل إلى جدة يوم 11 يونيو الجاري ولم يكن هناك أي اتفاق على هذا الخط وان كل طرف كان لديه تصوره وان المفاوضات أسفرت عن موافقة الجانب السعودي على جزء كبير من التصور اليمني بما في ذلك نقطة ابتداء الخط عند رأس المعوج ومنها رسم الخط الحدودي البحري وبموجب ذلك عادت إلى اليمن أكثر من ثلاثة آلاف كيلو متر مربع بحري وأربعة جزر هي الدويمة التي تسيطر السعودية على جزء منها وسيول ربا ومربين وذو حراب ذات الموقع الاستراتيجي والتي تسيطر السعودية عليها أيضا. ووصفت اللجنة البرلمانية التي كلفت بدراسة المعاهدة وتقديم تقرير عنها المعاهدة في التقرير الذي قرئ على الأعضاء بأنها تاريخية وتوقعت أن يكون لها أثر كبير في توطيد الأمن والاستقرار في المنطقة وتعزيز التعاون بين البلدين في المجالات المختلفة, وأوصت النواب باقرارها لانها بالاضافة إلى ما سبق لا تتعارض مع نصوص الدستور ولتأكيدها الزامية وشرعية معاهدة الطائف وملاحقها لكنها أوصت الحكومة بالتوصل مع السعودية لتنفيذ ملاحق معاهدة الطائف التي تشمل الجوانب الاقتصادية والأمنية والسياسية والخدمات والتنقلات للزائرين والحجاج والتجار.
خريطة اليمن قبل ترسيم الحدود الطبي بالرياض
تتضمن هذه المنطقة الحدودية أراضي زراعية على ضفاف البحر الأحمر (حجة في اليمن وجازان في السعودية)، ومحافظات تضم جبالاً وعرة. ونحو الشرق، المنطقة الحدودية هي عبارة عن امتداد صحراوي، وتشمل عسير ونجران في السعودية، والصعدة والجوف في اليمن. ولطالما كانت المنطقة الواقعة جنوب السعودية وتلك الواقعة أقصى الشمال في اليمن هامشيتين بالنسبة إلى المركزَين السياسيين، أي الرياض وصنعاء، ما يعزّز إلى حد كبير نظرة الحكومة إلى التهديد في كل من البلدَين. وفضلاً عن ذلك، سكّان المنطقة هم من الشيعة في أغلبيتهم الكبرى. وفي السعودية، يقطن الإسماعيليون (الذين يبلغ عددهم نحو 400000 نسمة، فالشيعة يشكّلون حوالي 10-15في المئة من المجتمع السعودي) في جازان وعسير ونجران. أما الزيديون – الذين ينتمي عدد كبير منهم إلى التيار الحوثي أو يدعمونه – فيقيمون في الصعدة والجوف في اليمن. خريطة اليمن قبل ترسيم الحدود يحبط. ويقطن نحو 20000 زيدي في المناطق الحدودية جنوب السعودية. وقد طوّر الإسماعيليون في السعودية درجة معيّنة من الاستقلال السياسي نتيجة ما يتعرضون له من تهميش اقتصادي واجتماعي مستمر منذ فترة طويلة، وتمايزهم الثقافي عن الثقافة السعودية الرسمية ومقرّها نجد.
إمكانية التصحيح
وتلجأ العديد من الدول إلى التواصل على الدوام مع الشركات المختصة بخدمات الخرائط من أجل تصحيح حدود بلادها أو المعلومات التي يتم نشرها، ولعل ما تعانيه جمهورية غويانا التعاونية على الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية مؤخراً واحد منها. إذ بحسب تقرير نشرتها وكالة الأنباء الفرنسية منذ يومين، فإن حكومة غويانا تنوي تقدم طلب إلى غوغل من أجل تغيير وإزالة أسماء بعض الشوارع على الحدود مع فنزويلا. وبحسب ما قاله وزير خارجيتها كارل غرينيدج، فإن الأسماء المستعملة في خدمة الخرائط هي باللغة الإسبانية، ما يوحي بأنها تابعة لفنزويلا. خريطة اليمن قبل ترسيم الحدود الشمالية. ولذلك ينوي إلى جانب تقديم طلب إلى غوغل، التواصل مع الأمم المتحدة من أجل تأكيد تلك المعلومات وجعلها نهائية للمرة الأخيرة.