يـا حسـرةً علـى العبـاد.. - YouTube
يـا حسـرةً علـى العبـاد.. - Youtube
الحسير المنقطع والحسرة هي أشد الندم بحيث ينقطع الإنسان عن أن يفعل شيئاً ويقولون يكون تبلغ به درجة لا ينتفع به حتى ينقطع. (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ (30))( يس) هذه أكبر الحسرات على الإنسان وليس هناك أكبر منها. الندم قد يندم على أمر وإن كان فواته ليس بذلك لكن الحسرة هي أشد الندم والتلهف على ما فات وحتى قالوا ينقطع تماماً. يـا حسـرةً علـى العبـاد.. - YouTube. يقولون هو كالحسير من الدواب الذي لا منفعة فيه (أدرك إعياء عن تدارك ما فرط منه). في قصة ابني آدم قال: (قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31))( المائدة) الندم له درجات أيضاً ولكن الحسرة أشد الندم، هي من الندم لكن أقوى من الندم عندما يبلغ الندم مبلغه. (كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ (167))( البقرة) منقطعة ولا فائدة من الرجوع مرة ثانية.
يا حسرةً على العباد !
( وإن كل لما جميع) قرأ عاصم وحمزة: " لما " بالتشديد هاهنا وفي الزخرف والطارق ، ووافق ابن عامر إلا في الزخرف ، ووافق أبو جعفر في الطارق ، وقرأ الآخرون بالتخفيف. فمن شدد جعل " إن " بمعنى الجحد ، " ولما " بمعنى إلا تقديره: وما كل إلا جميع ، ومن خفف جعل " إن " للتحقيق " وما " صلة مجازه: وكل جميع ( لدينا محضرون). ( وآية لهم الأرض الميتة أحييناها) بالمطر ( وأخرجنا منها حبا) يعني: الحنطة والشعير وما [ ص: 17] أشبههما ( فمنه يأكلون) أي: من الحب.
جاء في ملاك التأويل: "لما تقدم في آية الزخرف لفظ (كم) الخبرية وهي للتكثير ناسب ذلك كله من يوحى إليه من نبي مرسل أو نبي غير مرسل فورد هنا ما يعم الصنفين عليهم السلام". وتقديم (به) على الفعل للاهتمام إذ المفروض أن يستقبل العباد رسولهم بالطاعة والاستجابة والإكرام لأنه مرسل إليهم من ربهم ولكنهم استقبلوه بالاستهزاء والسخرية. وذهب صاحب روح المعاني إلى أن هذا التقديم للحصر الادعائي أو لمراعاة الفاصلة. قال و (به) متعلق بيستهزئون وقدّم عليه للحصر الادعائي وجوّز أن يكون لمراعاة الفواصل". ومعلوم أن تقديم المعمول على عامله لا يقتصر على معنى الحصر. يا حسرةً على العباد !. نعم إن إرادة الحصر فيه مثيرة ولكن قد يكون التقديم لغير ذلك من مواطن الاهتمام وذلك كقوله تعالى: (وبالنجم هم يهتدون (16))( النحل) فإن التقديم هنا لا يفيد الحصر إذ الاهتداء لا يقتصر على النجوم بل إن وسائل الاهتداء كثيرة قال تعالى: (وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهاراً وسبلاً لعلكم تهتدون (15))( النحل) فذكر من وسائل الاهتداء الجبال والأنهار والسبل". والأظهر فيما نرى أن التقديم ههنا إنما هو للعناية والاهتمام ويجوز أيضاً أن يكون لما ذكره صاحب روح المعاني والله أعلم.