تاريخ النشر: 2003-01-18 08:05:20
المجيب: الشيخ / موافي عزب
تــقيـيـم:
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
حضرات المسلمين الكرام! يطيب لي أن أستشيركم في شيء يحصل لي أثناء الصلاة، وهو أني عندما أكون في الصلاة أفقد خشوعي وأصبح أفكر في أشياء أخرى، أرجو من حضرتكم إرشادي إلى كيفية الإصلاح؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نعيم حفظه الله تعالى. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بدايةً أسأل الله تبارك وتعالى أن يسكنك جنات النعيم، في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وأن يجعلك من سعداء الدنيا والآخرة، وأن يثبتك على الحق، وأن يعينك على التخلص من تلك المشكلة في سهولة ويسر. اسباب عدم الخشوع في الصلاه. وأما بخصوص سؤالك: فالأمر يحتاج فعلاً إلى شيء من العلاج كالتالي:
1- فكر بين يدي من ستقف بعد دقائق، وذلك قبل الصلاة بقليل. 2- حاول أن تقضى حاجاتك الضرورية والهامة قبل الصلاة؛ حتى لا تفكر فيها وأنت داخل الصلاة، واستعن أيضاً بالحضور مبكراً للصلاة، حتى تنقطع عن الانشغال بعلائق الدنيا. 3- فرغ ذهنك تماماً من أي شاغل يشغلك في الصلاة. 4- حاول أن تفكر في معاني الصلاة، وما تقرأه من الآيات أو تسمعه من الإمام، ركز على المعاني بقوة وعش معها بكل جوارحك، واستحضر عظمة الله الذي تقف بين يديه، وأنك إذا كنت واقفاً أمام أي مسؤول أو شخصية كبيرة لن تفكر إلا فيما أنت فيه فقط، وليس هناك أعظم من الله العظيم الجليل، فكيف تفكر في غيره وأنت بين يديه؟
5- استحضر بقلبك وعقلك معاني القيام، والركوع والسجود، والدعاء والذكر، وركز على هذه الأشياء، ومع الأيام ستجد الخشوع الذي تريده وتبحث عنه.
- أسباب الخشوع في الصلاة - موقع مقالات
أسباب الخشوع في الصلاة - موقع مقالات
تدبر المسلم ما يُردده في الصلاة ، من قرآن وذكر، وعدم النظر أثناء الصلاة سوى النظر لموضع السجود وهو يستشعر رهبة الموقف الذي هو فيه، فلا بدّ للمسلم في هذا الموقف أن يعطيه حقه من الخضوع والانكسار والخشوع، إجلالاً لله سبحانه، فلو أنّ المرء استقرَّ في نفسه بأنّ هذه الصلاة هي الأخيرة وأنّه يُصلي صلاة مُودِّع من الدنيا وما فيها، لصلّاها صلاةً خاشعة. التلذذ بالصلاة ، وهذه اللذة تأتي من قوة محبة العبد لله سبحانه وتعالى، ولذلك على المسلم أن يبحث عن الطرق التي توصله لمحبة الله عز وجل. التبكير إلى الصلاة ، فعليه أن يُهيئ قلبه للوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى، فيأتي مُبكراً ويتلو آياتٍ من الذكر الحكيم بتدبرٍ وخشوع، فهذا سببٌ كافٍ للخشوع في الصلاة.
ت + ت - الحجم الطبيعي
إن الصلاة أعظم أركان الدين العملية، والخشوع فيها من المطالب الشرعية، ولما كان عدو الله إبليس لعنه الله قد أخذ العهد على نفسه بإضلال بني آدم وفتنتهم، وقال: (ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم)، صار من أعظم كيده صرف الناس عن الصلاة بشتى الوسائل والوسوسة لهم فيها لحرمانهم لذة هذه العبادة وإضاعة أجرهم وثوابهم، ولما كان الخشوع أول ما يرفع من الأرض، قال صلى الله عليه وسلم: (أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع حتى لا ترى فيها خاشعا) رواه الطبراني. ونحن في آخر الزمان، انطبق فينا قول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم (لا ترى فيها خاشعا)، ومحل الخشوع القلب وثمرته على الجوارح، والخشوع عامة العلماء على استحبابه وذهب بعض العلماء إلى وجوبه لقوله تعالى: (وقوموا لله قانتين)، ولقوله: (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون). وهذا يقتضي ذم غير الخاشعين، والذم لا يكون إلا لترك واجب أو فعل محرّم وإذا كان غير الخاشعين مذمومين دلّ ذلك على وجوب الخشوع، وفي فضل الخشوع يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خمس صلوات افترضهن الله تعالى، من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن، وأتم ركوعهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له، ومن لم يفعل، فليس له على الله عهد، إن شاء غفر له وإن شاء عذّبه. )