فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195) فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى أي أجابهم. قال الحسن: ما زالوا يقولون ربنا ربنا حتى استجاب لهم. وقال جعفر الصادق: من حزبه أمر فقال خمس مرات ربنا أنجاه الله مما يخاف وأعطاه ما أراد. قيل: وكيف ذلك ؟ قال: اقرءوا إن شئتم " الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم " إلى قوله: " إنك لا تخلف الميعاد " [ آل عمران: 191 - 194]. " أني " أي بأني. وقرأ عيسى بن عمر " إني " بكسر الهمزة, أي فقال: إني. وروى الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن أم سلمة أنها قالت: يا رسول الله, ألا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء ؟ فأنزل الله تعالى: " فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من: ذكر أو أنثى " الآية.
- فاستجاب لهم ربهم اني
- فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع
- فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع
فاستجاب لهم ربهم اني
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا
تفسير آية (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم.. )
قال -تعالى- في سورة آل عمران: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ). [١] ورد في سبب نزول هذه الآية الكريمة أنّ أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: "يا رسول الله لا أسمع الله يذكر النساء في الهجرة بشيء"، فنزلت هذه الآية، [٢] ومعناها أنّ الله -تعالى- أجاب عباده بأنّه لا يُضيع عمل أحد سواءٌ كان رجلاً أم امرأة، [٣] وقال السعدي إنّه أجاب جميع دعائهم من دعاء عبادة ودعاء مسألة، وأخبرهم بأنّه لن يضيع على أحد عمله، والجميع سيلقى ثوابه وافرا. [٣] وذكر ابن الجوزي ثلاثة أقوال في تفسير قوله: (بعضكم من بعض)، وهي بعضكم من بعض في الدين والموالاة والمناصرة، أو إنّ جميعكم في الحكم والثواب سواء، أو جميعكم من أبناء آدم وحوّاء، [٤] وقال السعدي إنّ المعنى هو أنّ كلكم سواء في الجزاء العادل من ثواب وعقاب، فالذين جمعوا بين الإيمان والهجرة بحيث فارقوا ديارهم وتركوا أموالهم امتثالًا لأمر ربهم وطلبا لمرضاته، وجاهدوا في سبيله.
فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع
[٦]
إنّ للنساء نصيب من ثواب الجهاد بحسب مشاركتهن فيه، وهنّ مساويات للرجال في ثواب الإيمان والهجرة. [٦]
إنّ كون الثواب من عند الله يقتضي عظمته. [٧]
إنّ تكرار الدعاء ودعاء الله -تعالى- بقول "ربّنا" من أسباب الإجابة -بإذن الله-. [٧] المراجع ↑ سورة آل عمران، آية:195
↑ الطبري، أبو جعفر، كتاب تفسير الطبري ، صفحة 320. بتصرّف. ^ أ ب ت ث عبد الرحمن السعدي، كتاب تفسير السعدي ، صفحة 162. بتصرّف. ↑ ابن الجوزي، كتاب زاد المسير في علم التفسير ، صفحة 362. بتصرّف. ^ أ ب "سُورَةُ آل عِمْرانَ" ، الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 6/2/2022. بتصرّف. ^ أ ب ابن عاشور، كتاب التحرير والتنوير ، صفحة 203. بتصرّف. ^ أ ب ابن عثيمين، كتاب تفسير العثيمين: آل عمران ، صفحة 574-575. بتصرّف.
فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع
(فاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (١٩٥)). [آل عمران: ١٩٥]. (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ) أي: فأجابهم ربهم. (أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى) هذا تفسير للإجابة، أي: قال لهم مجيباً لهم: أنه لا يضيع عامل لديه، بل يوفّى كل عامل بقسط عمله، من ذكر أو أنثى. (بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) أي: جميعكم في ثوابي سواء. (فَالَّذِينَ هَاجَرُوا) أي: تركوا دار الشرك وأتوا إلى دار الإيمان، وفارقوا الأحباب والخلان والجيران. (وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ) أي: ضايقهم المشركون بالأذى حتى ألجؤوهم إلى الخروج من بين أظهرهم. (وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي) أي: إنما كان ذنبهم إلى الناس أنهم آمنوا بالله وحده. كما قال تعالى (وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ).
فأستجاب لهم ربهم - YouTube