السؤال:
هل صحيح أن البيت المعمور يقع فوق الكعبة في السماء السابعة؟
الجواب:
نعم، البيت المعمور في السماء السابعة، وهو كما جاء في الحديث: "بحيال الكعبة" وحيال الكعبة هل معناه أنه فوقها؟ وهذا ليس بغريب، والله على كل شيء قدير، أو المعنى: "بحيال الكعبة" بإزائها بمعنى: أنه كما تعمر الكعبة من أهل الأرض يعمر البيت المعمور من أهل السماء. الذي يهمنا أن البيت المعمور في السماء السابعة، وأنه يدخله في اليوم سبعون ألف ملك، هذا أهم شيء.
- البيت المعمور في السماء القرمزية
- البيت المعمور في السماء فأنزله
- البيت المعمور في السماء كأنها وردة
- البيت المعمور في السماء بعد
البيت المعمور في السماء القرمزية
وفي حديث ثابت عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتيت بالبراق... الحديث; وفيه: ثم عرج بنا إلى السابعة فاستفتح جبريل عليه السلام فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد - صلى الله عليه وسلم - قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم عليه السلام مسندا ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه. وعن ابن عباس أيضا قال: لله في السماوات والأرضين خمسة عشر بيتا ، سبعة في السماوات. وسبعة في الأرضين والكعبة ، وكلها مقابلة للكعبة. وقال الحسن: البيت المعمور هو الكعبة ، البيت الحرام الذي هو معمور من الناس ، يعمره الله كل سنة بستمائة ألف ، فإن عجز الناس عن ذلك أتمه الله بالملائكة ، وهو أول بيت وضعه الله للعبادة في الأرض. وقال الربيع بن أنس: إن البيت المعمور كان في الأرض موضع الكعبة في زمان آدم عليه السلام ، فلما كان زمان نوح عليه السلام أمرهم أن يحجوا فأبوا عليه وعصوه ، فلما طغى الماء رفع فجعل بحذائه في السماء الدنيا ، فيعمره كل يوم سبعون ألف ملك ، ثم لا يرجعون إليه حتى ينفخ في الصور ، قال: فبوأ الله جل وعز لإبراهيم مكان البيت حيث كان; قال الله تعالى: وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود.
البيت المعمور في السماء فأنزله
كما أن البيت المعمور مكان مقدس كريم يجب على كل الملائكة أن يعبدوا الله فيه، وهذا يظهر من كلمة جبريل عليه السلام وهو يصف دخول الملائكة للبيت؛ حيث قال: آخِرُ مَا عَلَيْهِمْ. وهذا يعني أن هذا آخر ما على الملائكة من دخول، فقد كتب الله بذلك عليهم الدخول إلى البيت المعمور مرَّة واحدة فقط، وهذا يُذَكِّرنا بفريضة الحجِّ إلى بيت الله الحرام في الدنيا؛ حيث إنه كُتِب على المستطيع مرَّة واحدة في العمر، غير أننا يمكن أن ندخل البيت الحرام مرارًا بعد حجِّنا الأول؛ بينما لا يدخل الملائكة البيت المعمور إلا مرَّة واحدة فقط! قال جبريل عليه السلام: إِذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا فِيهِ. ولعلَّ التفكير في عدد الملائكة التي خلقها الله تعالى يُلقي الرهبة والخشوع والخضوع لله سبحانه، فمنذ خلق الله البيت المعمور والملائكة تدخله، ومع ذلك فهم لا ينتهون..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ، وَأَسْمَعُ مَا لاَ تَسْمَعُونَ أَطَّتِ السَّمَاءُ، وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلاَّ وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلهِ.. » [1]. للمزيد..
د. راغب السرجاني.. من الآيات الكبرى في معراج النبي
[1] الترمذي: كتاب الزهد، باب في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً".
البيت المعمور في السماء كأنها وردة
حدثنا ابن عبد الأعلى قال: ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله: ( مسطور) قال: مكتوب. حدثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( مسطور) قال: مكتوب. وقوله: ( في رق منشور) يقول: في ورق منشور. وقوله: " في " من صلة مسطور ، ومعنى الكلام: وكتاب سطر ، وكتب في ورق منشور. حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ( في رق منشور) وهو الكتاب. حدثني الحارث قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، ( في رق) قال: الرق: الصحيفة. وقوله: ( والبيت المعمور) يقول: والبيت الذي يعمر بكثرة غاشيته وهو بيت فيما ذكر في السماء بحيال الكعبة من الأرض ، يدخله كل يوم سبعون ألفا من الملائكة ، ثم لا يعودون فيه أبدا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. [ ص: 455]
حدثنا ابن المثنى قال: ثنا ابن أبي عدي ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن مالك بن صعصعة ، رجل من قومه قال: قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: " رفع إلي البيت المعمور ، فقلت: يا جبريل ما هذا؟ قال: البيت المعمور ، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم ".
البيت المعمور في السماء بعد
البيت المعمور جاء ذكره في القرآن الكريم مرة واحدة و أقسم به الله عَزَّ و جَلَّ قائلاً: ﴿ … وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ *وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ﴾ 1. و لقد إختلفت الأقوال في تعيين المراد من البيت المعمور، و ها نحن نذكر أهمها في ما يلي:
البيت المعمور هو الكعبة المشرفة
البيت المعمور هو إسم لبيت الله الحرام أي الكعبة المشرفة، فهي معمورة بوفود الحجاج و المعتمرين اليها و الطواف حولها و أداء مناسكهم في رحابها الطاهرة. البيت المعمور بيت في السماء
البيت المعمور بيت في السماء الرابعة أو السابعة أو السادسة بحيال الكعبة الشريفة و هو الضُّراح 2 و هو قبلة أهل السماء، و فيه تتعبد الملائكة كل يوم، و به نزل القرآن الكريم جملة واحدة في شهر رمضان، ثم منه نزل القرآن على النبي محمد صلى الله عليه و آله نجوماً خلال عشرين سنة. و لما عرج النبي صلى الله عليه و آله إلى السماء صلى في البيت المعمور و صلت خلفه الانبياء و الملائكة. البيت المعمور في الاحاديث الشريفة
عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ 3 عليه السلام، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى … ﴾ 4 ، وَ إِنَّمَا أُنْزِلَ فِي عِشْرِينَ سَنَةً بَيْنَ أَوَّلِهِ وَ آخِرِهِ ؟ فَقَالَ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: " نَزَلَ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، ثُمَّ نَزَلَ فِي طُولِ عِشْرِينَ سَنَةً " 5.
يوم تمور السماء مورا فيه سبعة تأويلات
أحدها: معناه تدور دورا ، قاله مجاهد ، قال طرفة بن العبد صهابية العثنون موجدة القرا بعيدة وخد الرجل موارة اليد. الثاني: تموج موجا ، قاله الضحاك. الثالث: تشقق السماء ، قاله ابن عباس لقوله تعالى فإذا بست الجبال بسا الآية. الرابع: تجري السماء جريا ، ومنه قول جرير وما زالت القتلى تمور دماؤها بدجلة حتى ماء دجلة أشكل الخامس: تتكفأ بأهلها ، قاله أبو عبيدة وأنشد بيت الأعشى: [ ص: 380] كأن مشيتها من بيت جارتها مور السحابة لا ريث ولا عجل السادس: تنقلب انقلابا. السابع: أن السماء هاهنا الفلك ، وموره اضطراب نظمه واختلاف سيره ، قاله ابن بحر. يوم يدعون إلى نار جهنم دعا فيه تأويلان:
أحدهما: يدفعون دفعا عنيفا ومنه قول الراجز يدعه بصفحتي حيزومه دع الوصي جانبي يتيمه قاله ابن عباس ومجاهد والضحاك والسدي وابن زيد. الثاني: يزعجون إزعاجا ، قاله قتادة. ويحتمل ثالثا: أن يدعهم زبانيتها بالدعاء عليهم.