أمر النبي -عليه الصلاة والسلام- الرجل الذي أرسلته ابنته أن يأمر ابنته -أم هذا الصبي- بهذه الكلمات: قال: "فلتصبر" يعني على هذه المصيبة "ولتحتسب": أي: تحتسب الأجر على الله بصبرها؛ لأن من الناس من يصبر ولا يحتسب، لكن إذا صبر واحتسب الأجر على الله، يعني: أراد بصبره أن يثيبه الله ويأجره، فهذا هو الاحتساب. إن لله ما أخذ وله ما أعطى. قوله: "فإن لله ما أخذ وله ما أعطى": هذه الجملة عظيمة؛ إذا كان الشيء كله لله، إن أخذ منك شيئاً فهو ملكه، وإن أعطاك شيئاً فهو ملكه، فكيف تسخط إذا أخذ منك ما يملكه هو؟ ولهذا يسن للإنسان إذا أصيب بمصيبة أن يقول "إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ" يعني: نحن ملك لله يفعل بنا ما يشاء، وكذلك ما نحبه إذا أخذه من بين أيدينا فهو له سبحانه له ما أخذ وله ما أعطى، حتى الذي يعطيك أنت لا تملكه، هو لله، ولهذا لا يمكن أن تتصرف فيما أعطاك الله إلا على الوجه الذي أذن لك فيه؛ وهذا دليل على أن ملكنا لما يعطينا الله ملك قاصر، ما نتصرف فيه تصرفا مطلقاً. ولهذا قال: "لله ما أخذ وله ما أعطى" فإذا كان لله ما أخذ، فكيف نجزع؟ كيف نتسخط أن يأخذ المالك ما ملك سبحانه وتعالى؟ هذا خلاف المعقول وخلاف المنقول! قال: "وكل شيء عنده بأجل مسمى" كل شيء عنده بمقدار.
لله ما اعطى ولله ما اخذ وكل شيء عنده بمقدار - هوامش
لله ما اعطى ولله ما اخذ وانا لله وانا اليه راجعون واحد من العبارات الشهيرة في العزاء الأموات، حيث أن الموت هو الحقيقة، التي لا مفر منها ولا مهرب، ولا يوجد إنسان، وإلا ويمر عليه حالة من حالات الفقد لشخص عزيز أو غالي عليه، أو أن يقدم واجب العزاء لشخص أخر بأقوال التعزية الشهيرة، والتي منها لله ما اعطى ولله ما اخذ وانا لله وانا اليه راجعون. شاهد كذلك
فضل لاحول ولاقوة الا بالله في تحقيق الامنيات
لله ما اعطى ولله ما اخذ وانا لله وانا اليه راجعون وصيغ التعزية
صيغ لله ما اعطى ولله ما اخذ وانا لله وانا اليه راجعون
– إنا لله وإنا إليه راجعون وإنا إلى الله ترجع الأمور اللهم أجرنا في مصيبتنا، واخلفنا خيرا منها لله ما اعطى ولله ما أخذ، وكل شيء عنده بمقدار عظم الله أجركم، وغفر لميتكم ورحمه، وادخله فسيح الجنان. كيفية إجابة المعزين. – انا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم عظم الله أجركم، وأحسن عزائكم، والهم أهله وذويه الصبر والسلوان لله ما أخذ ولله ما أعطى رحم الله على فقيدكم، وثبته عند السؤال، واسكنه الفردوس الأعلى والله المستعان. – إنا لله وإنا إليه راجعون إن لله ما أخذ وله ما أعطى ،وكل شيء عنده بأجل مسمى عظم الله أجركم، وغفر الله لميتكم الله يرحمه، وربي يغفر له، ويسكنه فسيح جناته، وجميع أموات المسلمين، اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وجميع أموات المسلمين.
كيفية إجابة المعزين
تاريخ النشر: الخميس 6 رجب 1423 هـ - 12-9-2002 م
التقييم:
رقم الفتوى: 22195
172075
0
408
السؤال
ما حكم ما يقال عند حضور مجلس عزاء من أدعية؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإنه يستحب تعزية أهل الميت، لا يعلم في ذلك خلاف بين الفقهاء كما نص على ذلك ابن قدامة في المغني، لما فيها من التسلية لأهل الميت، وليس في التعزية ذكر محدد لا يجزئ غيره، بل كل ما يذكر من عبارات العزاء مما لم يشتمل على محذور شرعي، فإنه تجوز التعزية به. لله ما اعطى ولله ما اخذ وكل شيء عنده بمقدار - هوامش. قال الشافعي في الأم: ( وليس في التعزية شيء مؤقت يقال لا يعدى إلى غيره. ) انتهى. ولو اقتصر المعزي على هذا اللفظ فهو حسن، وهو ما رواى البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: ( أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم أن ابناً لي قبض فأتنا، فأرسل يقرئ السلام ويقول: إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب. ) والله أعلم.
لله ما اعطى ولله ما اخذ وانا لله وانا اليه راجعون - هوامش
قَالَ: ((هَذِهِ رَحْمَةٌ وَضَعَهَا اللهُ فِي قُلُوبِ مَنْ شَاءَ مِنْ عِبَادِهِ، وَلَا يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبَادِهِ إِلَّا الرُّحَمَاءَ)) [3]. معاني الكلمات:
♦ ابْنَةً لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أي زينب رضي الله عنها. ♦ ابْنَتِي: أي أُميْمَة. ♦ حُضِرَتْ: أي ماتت. ♦ فَاشْهَدْنَا: أي فأتِنَا. ♦ فَلْتَحْتَسِبْ: أي تحتسب الأجر والثواب. ♦ تَتَقَعقَعُ: أي تضطرب وتتحرك. ♦ فَاضَتْ: أي أدمَعت. لله ما اعطى ولله ما اخذ وانا لله وانا اليه راجعون - هوامش. المعنى العام:
أرسلت زينبُ بنتُ النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبيها صلى الله عليه وسلم أن ابنتها أُمَيمَة قد ماتت، فأْتِنا، فأرسل إليها صلى الله عليه وسلم السلام وبيَّن لها أن هذا لله تعالى، وله كذلك سبحانه ما أعطى، وأن كل شيء عنده مكتوبٌ، فاحتسبي الأجر من الله تعالى؛ فأرسلت إلى أبيها صلى الله عليه وسلم تُقْسِم عليه أن يأتيَها، فأتاها النبي صلى الله عليه وسلم فوُضع الصبي في حجره، فاضطربتْ نفسُه الشريفة صلى الله عليه وسلم وسالت عينه بالدموع؛ فقال له سعد بن عبادة رضي الله عنه: ما هذا يا رسول الله؟! فبيَّن له صلى الله عليه وسلم أن هذه رحمةٌ وضَعها الله في قلوب عباده، وليس هذا من التسخُّط على قدَر الله، وأن الله لا يرحم من عباده إلا الرحماء.
الحمد لله. التعزية هي حمل المصاب على الصبر ، وليس لها ألفاظ مخصوصة ، والأفضل أن يعزي
بالألفاظ التي عزى بها النبي صلى الله عليه وسلم. قال الإمام الشافعي رحمه الله: " ليس في التعزية شيء مؤقت [يعني: محدد]" انتهى من
" الأم " (1/317). وقال ابن قدامة رحمه الله: " لا نعلم في التعزية شيئاً محدوداً... " انتهى من "
المغني " (2/212). وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: " وليس فيها لفظ
مخصوص، بل يعزي المسلم أخاه بما تيسر من الألفاظ المناسبة مثل أن يقول: ( أحسن الله
عزاءك وجبر مصيبتك وغفر لميتك) إذا كان الميت مسلماً.. " انتهى من "مجموع الفتاوى "
(13/380). وقال الشيخ الألباني رحمه الله: " ويعزيهم بما يظن
أنه يسليهم، ويكف من حزنهم، ويحملهم على الرضا والصبر، مما يثبت عنه صلى الله عليه
وسلم، إن كان يعلمه ويستحضره، وإلا فبما تيسر له من الكلام الحسن الذي يحقق الغرض
ولا يخالف الشرع... " انتهى من " أحكام الجنائز " (1/163). والأفضل أن يُعزى المصاب بما عَزَّى به النبي صلى الله
عليه وسلم ابنته بقوله: ( إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ ، وَلَهُ مَا أَعْطَى ، وَكُلٌّ
عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى ، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ) رواه البخاري (1284) ،
ومسلم (923).