حدثنا يحيى بن أبي بكير عن شعبة، عن عمرو بن مرة. قال: سمعت الحسن بن مسلم يحدث عن صفية بنت شيبة، عن عائشة؛
أن جارية من الأنصار تزوجت، وأنها مرضت فتمرط شعرها. فأرادوا أن يصلوه. فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ فلعن الواصلة والمستوصلة. 118 – (2123) حدثني زهير بن حرب. حدثنا زيد بن الحباب عن إبراهيم بن نافع. أخبرني الحسن بن مسلم بن يناق عن صفية بنت شيبة، عن عائشة؛
أن امرأة من الأنصار زوجت ابنة لها. فاشتكت فتساقط شعرها. فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن زوجها يريدها. بيان معنى حديث: (لعن الله الواصلة والمستوصلة). أفأصل شعرها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لعن الواصلات). (2123) – وحدثنيه محمد بن حاتم. حدثنا عبدالرحمن بن مهدي عن إبراهيم بن نافع، بهذا الإسناد، وقال (لعن الموصلات). 119 – (2124) حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير. حدثنا أبي. ح وحدثنا زهير بن حرب ومحمد ابن المثنى (واللفظ لزهير) قالا: حدثنا يحيى (وهو القطان) عن عبيدالله. أخبرني نافع عن ابن عمر؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة. (2124) – وحدثنيه محمد بن عبدالله بن بزيع. حدثنا بشر بن المفضل. حدثنا صخر بن جويرية عن نافع، عن عبدالله، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
بيان معنى حديث: (لعن الله الواصلة والمستوصلة)
س: بعض الناس يسقط شعرُهم ويغرزون في الجهة التي يسقط منها الشعر جلدةً من جهةٍ ثانيةٍ، فتصبح تلك المنطقة تُنبت، فهل يجوز هذا؟
ج: الأقرب عندي أنَّ هذا يُشبه الوصل، أمَّا أن يُنبت بدواءٍ فلا بأس، أما كونه يغرز شعرًا ويُثَبِّته. س: يغرز شعرَ نفسه؟
ج: هذا جنس الوصل، إذا كان يغرز شعرًا خارجيًّا. س: بالنسبة لبعض الرجال في بعض الدول: يضعون الوشم في الكتف أو في اليد؟
ج: الوشم بعض الناس يضعه في الكفوف، ولو وضعوه في مكانٍ آخر فالحديث عام. س: من الكبائر؟
ج: نعم من الكبائر. س: النبي ﷺ كان إذا خطب الناسَ علا صوته، واحمَرَّ وجهه، كأنَّه منذر جيشٍ، هل هذا كان هديه في الإبلاغ؟
ج: في الخطب نعم، حتى يأسر القلوب، حتى تُصغي القلوب وتنتبه وتتأثَّر. س: هل هذا كان هديه في الإبلاغ والتعليم؟
ج: في خُطبه فقط. ما معنى الواصلة والمستوصلة. س: ماذا يفعل الذي لديه وشمٌ؟
ج: إذا كانت إزالته متيسرةً بدون مشقةٍ يُزيله ولا بأس، وإلا فما عليه شيء. س: مَن حرَّم الأخذ من شعر السَّاقين للنساء؛ لأنَّ فيه تغييرًا لخلق الله؟
ج: لا، هذا مما لم يُنْهَ عنه، مثلما يؤخذ الإبط، ومثلما يؤخذ الشارب، ومثلما تُؤخذ العانة، هذا من باب النَّظافة، ما له تعلُّق بالنمص، النمص فيما يتعلق بالحاجبين.
ما معنى الواصلة والمستوصلة
وقال الليث بن سعد: النهي مختص بالوصل بالشعر ، ولا بأس بوصله بصوف وخرق وغيرها. وقال بعضهم: يجوز جميع ذلك ، وهو مروي عن عائشة ، ولا يصح عنها ، بل الصحيح عنها كقول الجمهور. قال القاضي: فأما ربط خيوط الحرير الملونة ونحوها مما لا يشبه الشعر فليس بمنهي عنه ؛ لأنه ليس بوصل ، ولا هو في معنى مقصود الوصل ، إنما هو للتجمل والتحسين. قال: وفي الحديث أن وصل الشعر من [ ص: 287] المعاصي الكبائر للعن فاعله ، وفيه أن المعين على الحرام يشارك فاعله في الإثم ، كما أن المعاون في الطاعة يشارك في ثوابها. والله أعلم.
س: يقول: فيه تغيير لخلق الله؟
ج: هذا ما يضر؛ لأنَّ هذا لم يُنْهَ عنه، من باب الزينة والجمال. س: الباروكة من الكبائر؟
ج: الأقرب أنها أشد من الوصل، أو هي رأس مستقل يُوهم الخاطبين وغيرهم أنَّ لها رأسًا، وهي ما لها رأس. س: تكون كبيرةً من باب أولى؟
ج: نعم.