ثم انظر إلى حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمِّصات والمتفلجات للحسن المغيِّرات خلق الله، قال: فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب، وكانت تقرأ القرآن، فأتته وقالت: ما حديث بلغني عنك أنك لعنت الواشمات والمستوشمات والمتنمّصات والمتفلجات للحسن المغيِّرات خلق الله؟ فقال ابن مسعود: ومالي لا ألعن من لعنها رسول الله وهو في كتاب الله؟ فقالت المرأة: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته، قال ابن مسعود: لئن كنت قرأته لقد وجدتِهِ، قال الله عز وجل: «وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا» (رواه البخاري ومسلم). وأقول أيضاً: إن مصادر التشريع أيضاً إجماع الصحابة، وقد ثبت أن الصحابة مُجمعون على منع الحائض من الصيام، فكيف ننكر إجماع الصحابة وهم لا يجمعون على باطل؟ يقول ابن عبد البر: «وهذا إجماع أن الحائض لا تصوم في أيام حيضها وتقضي الصوم ولا تقضي الصلاة، لا خلاف في شيء من ذلك». وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. وما أجمع المسلمون عليه فهو الحق والخبر القاطع للعذر ومثل هذا القول قاله الإمام النووي. نعم.. ويكفي في الرد على مثل هذا القائل الشاذ الحديث الوارد في صحيحي البخاري ومسلم عن معاذة رضي الله عنها قالت: سألت عائشة رضي الله عنها فقلت: ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ فقالت عائشة: أحرورية أنت؟ قلت: لست بحرورية ولكني أسأل: قالت: كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة.
- وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا
- مسؤولية الكلمة
- «رسول الله» أفضل معلم وأعظم قدوة في تاريخ البشرية - صحيفة الاتحاد
وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا
وأعظم كلمة وأنفعها، كلمة التوحيد، وهي جديرة بأن تبذل الجهود لبيانها، والدعوة إليها، وهي الكلمة الطيبة، التي مثلها الله بالشجرة الطيبة، لأن الكلمة الطيبة تثمر العلم النافع، والعمل الصالح، الذي هو الهدى، ودين الحق، والشجرة الطيبة تثمر الثمر النافع للبلاد والعباد، قال الله تعالى: "ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها". كما أن أخبث كلمة وأضرها، كلمة الكفر، وهي جديرة بأن تبذل الجهود، لبيان خطرها، والتحذير منها، وهي الكلمة الخبيثة، التي مثلها الله بالشجرة الخبيثة، لأن هذه الكلمة الخبيثة تحبط الأعمال، وتثمر خسارة الدنيا والآخرة، كما أن الشجرة الخبيثة لا نفع لها بحال، اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار، فلا عرق نابتا، ولا فرع عاليا، ولا ثمرة زاكية. مسؤولية الكلمة. فلا خير فيها، ولا خير في كل كلام نهى الله عنه ورسوله. قال تعالى: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا". ومن المشاقة لأمر الله ورسوله، ألا ينتهي الإنسان عما نهاه الله ورسوله عنه، سواء بدعوى حرية التعبير، أو الرأي والرأي الآخر، أو غيرهما. ذلك أن جملة: حرية التعبير والرأي، ليس على إطلاقها، فالعدوان على الدين والطعن فيه، والعدوان على الوطن وقادته، والعدوان والتجني على خلق الله، والتمضمض بأعراضهم، وإفساد ذات بينهم، ونحوها من الوظائف الإبليسية، ليست مجالا للتعبير، والرأي والرأي الآخر، ولهذا عندما قال قوم في غزوة تبوك، ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أكبر بطونا، وأكذب ألسنا، ولا أجبن عند اللقاء، وكان عذرهم أن هذا مجرد كلام، وخوض ولعب لقطع الطريق: جاء الحكم القاطع من رب العالمين: "لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم".
مسؤولية الكلمة
◈ صيغ الصلاة على النبي:- - ( اللهم صل على محمد وازواجه وذريته كما صليت على آل ابراهيم, وبارك على محمد وازواجه وذريته كما باركت على ابراهيم)) - اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد) ◇ صيغة السلام:- " السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته " كما في التشهد. 6. «رسول الله» أفضل معلم وأعظم قدوة في تاريخ البشرية - صحيفة الاتحاد. 11- موالاة أوليائه, وبغض أعدائه.. - قال تعالى: (لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ... ) ✱ صور الموالاة للرسول: 1- موالاة اصحابه ومحبتهم وبرهم 2- الثناء عليهم والاقتداء بهم والاستغفار لهم 3- معاداة من عاداهم او قدح في احدهم 4- محبة آل البيت والذب عنهم وترك الغلو فيهم 5- معاداة اعدائه من الكفار والمنافقين
7. 9- إنزاله مكانته بلا غلو ولا تقصير.. - قال ﷺ: (ا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ) - ♦ منزلة الرسول ﷺ: 1- عبد لله ورسوله 2- افضل الانبياء والمرسلين 3- سيد الاولين والآخرين 4- صاحب المقام المحمود والحوض المورود ومع ذلك هو بشر لايملك ضرَا ولا نفعاَ إلا بمشئية الله.
«رسول الله» أفضل معلم وأعظم قدوة في تاريخ البشرية - صحيفة الاتحاد
الجمعه 27 جمادى الأولى 1427هـ - 23 يونيو 2006م - العدد 13878
تنفرد الحضارة الإسلاميَّة بين الحضارات الإنسانية باستقاء صورها من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وتتفق مع هذه الحضارات في كثير من المصادر الأخرى المتفق عليها بين المؤرخين كأصول لدراسة الحضارة بشكل عام. وهذه المصادر هي:
أ - القرآن الكريم:
القرآن الكريم هو المصدر الأول والأساس لدراسة الحضارة والنظم الإسلاميَّة، فالقرآن هو التنزيل المحكم الذي انتظمت فيه القوانين وقررت فيه القواعد التي انضبط في المجتمع الإسلامي الذي انتظمت فيه القوانين والقواعد شيد المسلمون حضارتهم، وفي إطارها قامت وتطورت نظمهم السياسية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية قال تعالى: لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد». وقال تبارك وتعالى: «ما فرطنا في الكتاب من شيء»
حيث وجد المسلمون في هذا التنزل المحكم كل ما يحتاجون إليه في تنظيم دولتهم وإدارة شؤونها وبناء مجتمعهم وتحديد علاقة الأفراد بالدولة، وعلاقة الدولة بالرعية، وفيه يتجلى الإحكام الإلهي لكل نواحي الحياة الإنسانية وتنظيم جوانبها، وفيه ضبط لسلوك الفرد وسلوك الجماعة في وقت السلم والحرب سواء بسواء، كما ينظم القرآن الكريم أصول المعاملات وآدابها ليظل دائمًا النبع الذي يستمد منه المسلون أساليب حياتهم وأصول نظمهم وعن القرآن انبثقت كل الأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية.
2 ــ نتابع بالتسلسل ماذا تقول السورة ، يقول تعالى (... ما ظننتم أن يخرجوا ، وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله ، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا ، وقذف في قلوبهم الرعب ، يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين ، فاعتبروا يا أولي الأبصار... ) عن ماذا تتكلم السورة ، إنها لا زالت تتكلم عن الحادثة. 3 ــ نواصل السورة ، يقول تعالى (... ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ، ولهم في الآخرة عذاب النار ، ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ، ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب ، ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين... ) عن ماذا تتكلم السورة ، إن السورة لا زالت تتكلم عن الحادثة. 4 ــ نواصل السورة ، يقول تعالى (... وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ، ولكن الله يسلط رسله على من يشاء ، والله على كل شيء قدير... ) عن ماذا تتكلم السورة ، إنها لا زالت تتكلم عن الحادثة ، والآن تناولت ما ترتب عن الحادثة ، فإنها تصف لنا المشهد بأن خروج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لم يتم عن طريق حرب وهو قوله سبحانه (... فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب... ) إذن ماذا عن الغنائم والتي تسمى في هذه الحادثة بالفيء ، يبين الله سبحانه بأن هذا الفيء لم يتم نتيجة معركة وبالتالي فله حكم خاص يبينه الله في هذه السورة ، وهو ما يلي ذكره.