سبب ثورة عبد الرحمن بن الاشعث كانت على الحجاج بن يوسف الثقفي. وكان عبد الرحمن هو صاحب فكرة هذه الثورة وقد شارك معه العديد من العلماء ومنهم: عبد الرحمن بن أبي ليلى. سعيد بن جبير. ولكن هذه الثورة قد فشلت وكان سبب فشلها هو ان عبد الرحمن كان قليل الخبرة في هذا المجال.
ثورة ابن الأشعث - ويكيبيديا
وجاء الخبر إلى الحجاج بهزيمة أصحابه وأخذه مادب ودرج.
عبد الرحمن بن محمّد بن الأشعث
ولما وصلت كتب الحجاج إلى عبد الرحمن جمع أصحابه وقال: أيّها الناس! إنّي لكم ناصح ولصلاحكم محب، ثم ذكر ما دار بينه وبين الحجاج عن طريق الكتب، وأنّه أمره بالتوغل في الحرب في أرض العدو، وهي البلاد التي هلك فيها إخوانكم بالاَمس. وقال: إنّما أنا رجل منكم أمضي إذا مضيتم، وآبي إذا أبيتم. فثار إليه الناس فقالوا: لا بل نأبى على عدوّ اللّه، ولا نسمع له ولا نطيع.
ثورة عبد الرحمن بن محمد بن الاَشعث
وأُعلّق على ثورة عبد الرحمن بأُمور: 1 ـ إنّ الاِمعان في هذه الكلم الموجزة يقتضي بأنّ القوم كانوا مستلهمين من خطب الاِمام أمير الموَمنين وخطب سيد الشهداء يوم عاشوراء وغيره، ويظهر ذلك بمقارنة خطب أبي الشهداء منذ غادر المدينة إلى أن استشهد في الطف، وبهذا يظهر أنّ هذه الثورات كانت نابعة عن ثورة الحسين ولولاها لما تتابعت هذه الثورات وبالتالي كان الحكم بيد الاَمويين إلى قرون كما كان الاَمر كذلك بيد العباسيين ولم يكونوا أحسن سلوكاً من الاَمويين. 2 ـ نرى أنّ سعيد بن جبير ذلك التابعي العظيم وكميل بن زياد النخعي، ممن شاركوا في هذه الثورة وجاهدوا تحت راية عبد الرحمن بن محمد بن الاَشعث مع أنّ بين المقود والقائد بعد المشرقين، فهوَلاء كانوا علويين وعبد الرحمن وأبوه محمد ابن الاَشعث كانا عثمانيَّي الهوى، فإنّ محمد بن الاَشعث هو الذي قضى على ثورة مسلم في الكوفة وقتله وشارك في قتل الحسين. وما هذا إلاّ لاَنّ روَساء الشيعة آنذاك استثمروا الفرصة وشاركوا في هذه الثورة ليقضوا على العدوّ الغاشم بيد غيرهم، ولاَجل ذلك لما وضعت الحرب أوزارها دعا الحجاج بكميل بن زياد النخعي فقال له: أنت المقتصّ من عثمان أمير الموَمنين قد كنت أحب أن أجد عليك سبيلا.
عبد الرحمن بن الأشعث - يونيونبيديا، الشبكة الدلالية
فكتب بذلك عمارة إلى الحجاج فكتب: أن أعط عبيدة ورتبيل ما طلبا. فاشترط أمورا فأعطيها وأرسل إلى ابن الأشعث وإلى ثلاثين من أهل بيته وقد هيأ لهم القيود والأغلال ، فقيدهم وبعث بهم إلى عمارة ، وسار بهم ، فلما قرب ابن الأشعث من العراق ألقى نفسه من قصر خراب أنزلوه فوقه فهلك. فقيل: ألقى نفسه والحر معه الذي هو مقيد معه ، والقيد في رجلي الاثنين فهلكا ، وذلك في سنة أربع وثمانين.
قد صانع عدوا قليلا ذليلا قد أصابوا من المسلمين جندا كان بلاؤهم حسنا وغناؤهم في الإسلام عظيما. عبد الرحمن بن محمّد بن الأشعث. لعمرك إنك حيث تكف عن ذلك العدو بجندي وحدي لتحي النفس عمن أصيب من المسلمين
إني لم أعد رأيك الذي زعمت أنك رأيته رأي مكيدة ولكني رأيت أنه لم يحملك عليه إلا ضعفك والثياث رأيك فامض لما أمرتك به الوغول في أرضهم والهدم لحصونهم وقتل مقاتلهم وسلب ذراريهم ثم أردفه كتابا آخر قال فيه: مر من قبلك من المسلمين فليحرثوا ويقيموا فإنها دارهم حتى يفتحها الله عليهم. ثم أردفه كتابا ثالثاً قال فيه: امض لما أمرتك به من الوغول في أرضهم وإلا فإن إسحاق بن محمد أخاك أمير الناس فخله وما وليته. بمثل هذه اللهجة القاسية المذلة يخاطب الحجاج عبد الرحمن بن الأشعث الحاقد الطموح القابض على زمام أكبر جيش مؤلف من أهل البصرة والكوفة الحاقدين على الحجاج وبني أمية. في حين أن ابن الشعث قد عمل عملا حربيا صحيحا أنتج طيبة وارتأى رأيا عسكريا فيه الشيء الكثير من الحكمة والحزم، فكان على الحجاج إما أن يقره على رأيه ويناقشه مناقشة تقوم على حفظ الكرامة وعدم إثارة كوامن الحقد في نفسه.