مقتضى اسم الله القريب وأثره:
إذا عرف المسلم ربه باسمه القريب طَمِعَ فيما عنده، وزهد فيمن سواه، فالقريب هو الذي يعلم حال الإنسان وتفاصيل حاجاته، والقريب هو الذي يُعطي إذا سُئِل ويجيب إذا دُعي، ولا أحد أقرب من الله تعالى، ولا أرحم منه، ولا أعلم بمصلحة العبد منه، وليس من العقل أن يترك الإنسان القريب ويذهب إلى البعيد. لذلك لما ورد السؤال عن الله تعالى جاء الجواب بأنه قريبٌ، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: ١٨٦].
- د. عمرو خالد يكتب: اسم الله "القريب".. ولماذا يرتبط بـ "المجيب"؟
- اقرب شئ لخيالك اسم الله القريب | عبدالرحمن خيري - YouTube
د. عمرو خالد يكتب: اسم الله &Quot;القريب&Quot;.. ولماذا يرتبط بـ &Quot;المجيب&Quot;؟
فالاشتغال بمعرفة الله، اشتغال بما خلق له العبد، وتركه وتضييعه إهمال لما خلق له، وليس معنى الإيمان هو التلفظ به فقط دون معرفة الله، لأن حقيقة الإيمان بالله أن يعرف العبد ربه الذي يؤمن به، ويبذل جهده في معرفة الله بأسمائه وصفاته، وبحسب معرفته بربه يزداد إيمانه, قال الله -تعالى-: ( اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)[طه:8]، وقال -سبحانه-: ( قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرحمن أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)[الإسراء:110].
اقرب شئ لخيالك اسم الله القريب | عبدالرحمن خيري - Youtube
وفي قوله: (إنَّهٍ سَميعٌ قريبٌ) (سبأ: 50): قال: إنَّ ربي سميعٌ لما أقولُ لكم، حافظٌ له، وهو المجازي لي علي صِدْقي في ذلك، وذلك منّي غير بعيد؛ فيتعذَّر عليه سماع ما أقولُ لكم؛ وما تقولون وما يقوله غيرنا، ولكنّه قريبٌ مِنْ كلّ متكلم، يَسمع كلَّ ما ينطق به، أقربُ إليه مِنْ حبل الوريد. وقال الزجاجي: (القريب) في اللغة على أوجه: القريبُ الذي ليس ببعيد، فالله عز وجل قريبٌ ليس ببعيد؛ كما قال عز وجل: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) (البقرة: 186). أي: أنا قريبُ الإجابة، وهو مثل قوله عز وجل: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ) (الحديد: 4)، وكما قال عزّ وجل: (مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا) (المجادلة: 7). وكما قال عز وجل: (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) (ق: 16). د. عمرو خالد يكتب: اسم الله "القريب".. ولماذا يرتبط بـ "المجيب"؟. وكما قال: (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ) (الزخرف: 84). والله عزّ وجل محيطٌ بالأشياء كلِّها علماً؛ لا يعزُبُ عنه منها شيءٌ، وكل هذا يراد به – والله أعلم- إحاطة علمه بكل شيء، وكون كل شيء تحت قدرته وسلطانه؛ وحكمه وتصرفه.
اقرأ أيضا: علمتني الحياة.. "كل ما يحدث من محاولات للكشف عن أسرار الكون إنما هو دليل على إعجاز الخالق وصدقه" ماذا يفعل الذكر في عقل الإنسان؟ نحن علميًّا وبسبب أسلوب ونمط الحياة الحديثة والفوضى في كم المعلومات الهائلة التي نتلقاها يوميًّا صار عقلنا في حالة تشويش رهيب! آلاف الخواطر تتردد على عقولنا كل يوم، منها ما ندركه ومنها ما ننساه، ومع تسارع نمط الحياة، صارت عقولنا تشبه القفز على "الترامبلين"، حتى أصبحنا نفتقد القدرة على التركيز في الأفكار، وبالتالي ينضب لدينا الإبداع ولا تنضج الأفكار داخل عقولنا. وفي الحقيقة، فإن تصميم الإنسان لا يتحمل هذا القدر من التشويش؛ لذلك فإن دور الذكر أنه يقوم بدور المصفاة للقلب والعقل والروح. الذكر يجعلك تعيش اللحظة بتركيز؛ لأن تكرار كلمة واحدة فقط لمدة (15) دقيقة مثل "لا إله إلا الله" أو "الحمد لله" بشكل متصل يصفي عقلك، هذا الصفاء هو سر السلام النفسي بدون تشويش "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ". فالذكر يحمي الإنسان من كميات هائلة من المشوشات. فقط تسمع صوتك يصدح بداخلك بشيء واحد فقط؛ هو ذكر الله؛ فتهدأ نفسك وتصفو روحك ويتمكن عقلك من التركيز. لذلك من شروط الذكر الصحيح المؤثر: أن توقف المشوشات الخارجية أثناء عملية الذكر (خاصة الهاتف) حتى يسكن العقل والقلب والجوارح؛ فتصبح النفس ممهدة لتستقبل أثر الذكر، فيحدث الاتصال الروحي مع الله.