بصائر
قبل أكثر من أربعة عقود من الزمان فعّلت قضية من أخطر القضايا التي تم ويتم تداولها حتى هذه الساعة وهي قضية "الكفر والإيمان" واستمر تداولها وتناولها من قبل أتباع سيد قطب الجناح القطبي من جماعة الأخوان المسلمين.. حتى خرج أو انشق عن هذه الجماعة في الستينيات والسبعينيات جماعات قطبية متطرفة في مفهوم الإيمان والكفر والمجتمع الجاهلي. كانت هذه الأفكار شبه جديدة على جماعات العمل الإسلامي وكان الموقف منها يمثله أربعة اتجاهات:
الموقف الأول: موقف جماعة الاخوان المسلمين الجناح القطبي والذي يتبنى الفكر القطبي الموجود في كتاب معالم في الطريق وظلال القرآن مع محافظتهم على العلاقات الوثيقة بالتنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين والمفارقة العجيبة هنا أن هذه الجماعة لا تنظر باحترام لمواقف حسن البنا بل أن بعض القطبيين وضعوا إسلام حسن البنا نفسه على المحك، وذلك لموقفه من الملك والبرلمان والدستور والقانون المصري. تحميل صعقة الزلزال لنسف أباطيل الرفض والإعتزال. الموقف الثاني: هو موقف جماعات انشقت عن القطبيين وذهبت في قضايا الإيمان إلى أبعد مداه وذلك لأنها قررت الخروج على السلطة، وكما هو معروف أن قضايا الإيمان ومفهومها المتطرف عند القطبيين هي في مرحلة السبات حال وجود التنظيم والإعداد ولكنها تفعل في حال قرر التنظيم الدخول في مواجهة مسلحة مع السلطة والمجتمع حيث تصبح عندهم السلطة (كافرة والمجتمع جاهلياً).
صفحات الشيخ أبي عبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله | حكم اغتيال المحتل الكافر المعادي للإسلام ؟ | فتاوى الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
الموقف الثالث: هو موقف السلفيين وهو موقف يعلن دائماً تمسكه بعقيدة السلف في قضايا الإيمان كما قررت في أكثر من متن عقدي معتمد عندهم. الدكروري يكتب عن الإمام ابن حزم الأندلسي " جزء 7"بقلم / محمـــد الدكـــروري - جريدة النجم الوطني. الموقف الرابع: هو موقف جماعة التبليغ وهي جماعة تسلك مسلكاً صوفياً زهدياً في تعاطيها مع المجتمع وعليه فقضايا الإيمان والولاء والبراء غير مطروحة عندهم المهم عندهم بالدرجة الأولى الاصلاح الروحي من خلال الوعظ والسياحة في الأرض ومرجعيتهم العلمية محددة بالقرآن الكريم وكتاب رياض الصالحين للنووي. وبالمناسبة هنا أن قضايا الإيمان والولاء والبراء لم تطرح عند "حزب التحرير" بل إن المسلكيات السياسية عند حزب التحرير تقدح في الإيمان مثل جواز طلب النصرة من غير المسلمين كاليهود والنصارى لإقامة الدولة الإسلامية وهو ما يراه المسعري متبعاً في ذلك "تقي الدين النبهاني" ولهم في أدبياتهم كلام طويل عريض حول مقولة "الغاية تبرر الوسيلة" وأن هدف إقامة الدولة بأي طريقة مقرة شرعاً أو غير ذلك أسمى من أن يقف في طريقها موانع حتى لو كانت نصوصاً من الكتاب والسنة. إن قضايا الإيمان والكفر من أصعب المشاكل التي لا زالت تواجه الجماعات الإسلامية وسأحاول هنا أن أذكر تجربة شخصية وهي أنني في أواخر عام 1977م التقيت في المدينة المنورة بشخص اسمه "عبدالله المصري" كان يحضر مجالس الدرس في الحرة الشرقية، وكان يناقش ويجادل في الجلسات الخاصة، ولم أجده في يوم من الأيام يصلي معنا بل غالباً ما يتأخر في الحمام وإذا خرج منه تكون الصلاة قد انقضت فكان يسرع في الصلاة لوحده، أو يصلي إماماً لجماعة ولم نكن نحمل هذا المسلك أي محمل عقدي أو فقهي.
الدكروري يكتب عن الإمام ابن حزم الأندلسي &Quot; جزء 7&Quot;بقلم / محمـــد الدكـــروري - جريدة النجم الوطني
حيث جعل نص الحديث المتزوجين أكثر لزوماً للدعة والراحة والتخاذل ويتأكد ذلك عند من رزق الولد أكثر، لهذا كانت جماعة المسلمين (التكفير والهجرة) توزع المهام على هذا الأساس فالمتزوجون وأصحاب الأسر يعملون في الدعوة، وطلب الرزق أما العزاب فغالباً ما يوكل إليهم مهام لها علاقة بالعنف الدعوي مثل مهاجمة الخصوم بالضرب والركل. (أغلب الجماعات الإسلامية تدرب بعض أفرادها على رياضات الدفاع عن النفس مثل الكاراتيه والجودو والكونفو) وكثيراً ما نسمع في تلك الفترة عن مشادات كلامية تنتهي بمعركة بالأيدي والأرجل والسبب أن التنظيم البناوي قد استمال أحد أفراد القطبين أو العكس أو أن يكون السبب تغلب أحد السلفيين بالحجة على أحد الاخوان المسلمين مما يعني التشكيك بقدرات التنظيم الفكرية ومدى قربها من الإسلام. حقيقة لكل تنظيم أو حزب إسلامي حرسه الحديدي الذي يقوم بالمهام العنيفة والجريئة وأنا أذكر حال توزيعنا لمنشورات (رفع الالتباس) لم يكن معنا إلا الشباب الصغار المتحمس واستطيع أن أجزم أن نصفهم إذا لم يكن أغلبهم قد قرا ما كان يوزعه على الناس وهي أشياء من الممكن أن يتضرر من توزيعها أو ترويجها.
تحميل صعقة الزلزال لنسف أباطيل الرفض والإعتزال
الزيارات: 3362 زائراً. تاريخ إضافته: 16 صفر 1433هـ
نص السؤال: بعض علماء السوء من الشيعة يُفسرون للعوام قوله تعالى: " فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا " [ الحجرات: 9] فيفسر قوله: " وأقسطوا " أنه المقسط الذي يسمى عند القبائل ؟
نص الإجابة: أقسطوا معناها: أصلحوا بالعدل ، ولا تميلوا مع هذا ، ولا مع هذا ، كما يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: " يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين ، إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً ". أقول: إن مثل هذا المفتي الجاهل الغبي يستحق التعزير عشر جلدات ، لأنه حرف كتاب الله ، من أجل هواه ، ومن أجل أن يتأكل ، ولولا أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال: " لا يضرب فوق عشر جلدات إلا في حد من حدود الله " لقلنا يضرب حتى يغمى عليه ، لكننا لسنا مفوضين في دين الله ، فهذا الكلام سيكون أعظم عليه من التعزير ، فهم متأكلة لبسوا عليك أيها القبيلي المسكين ، فالذبائح لهم ، والمجلس الطيب لهم ، واللحمة الكبيرة لهم حتى قال بعضهم: يكفينا اللحمة الكبيرة ، مختلسون.
وفي أحد الأيام بعد أدائنا لصلاة العشاء وقف عبدالله وخطب فينا خطبة وقال لنا إنه إنما وقف موقفه هذا ليقيم علينا الحجة إذ أنه كان في خلال الفترة التي عاشرنا فيها متوقفاً في حقيقة إيماننا، أما بعد خطبته هذه سيعرف من منا المؤمن ومن هو الكافر.