قاموا رضوان الله عليهم أجمعين بأعظم التضحيات في كل مسالك حياتهم..
من أمتع ما قرأت في سيرة الصحابة رضوان الله عليهم. و جعل هذا الكتاب في ميزان حسانته بفضله تعرفت على عدة صحابة مجهولين عندي.
- صور من حياه الصحابه كتاب
صور من حياه الصحابه كتاب
القرآن
رمضان هو شهر القرآن، فكان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان، وكان عثمان بن عفان - رضي الله عنه يختم القرآن كل يوم مرة. كان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع، وبعضهم في كل عشر، فكانوا يقرأون القرآن الكريم في الصلاة وفي غيرها، فكان للشافعي في رمضان ستون ختمة، يقرأها في غير الصلاة. صور من حياه الصحابه 65 شخصية. ولم يكن هدي السلف قراءة القرآن دون تدبر وفهم، وإنما كانوا يتأثرون بكلام الله عز وجل ويعملون به. ففي البخاري عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأ علي، فقلت: أأقرأ عليك وعليك أنزل؟ فقال إني أحب أن أسمعه من غيري قال: فقرأت سورة النساء حتى إذا بلغت فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا، قال: حسبك، فالتفت فإذا عيناه تذرفان». وأخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت (أفمن هذا الحديث تعجبون. وتضحكون ولا تبكون)، بكى أهل الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حسهم بكى معهم فبكينا ببكائه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يلج النار من بكى من خشية الله». الصدقة
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، كان أجود بالخير من الريح المرسلة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة صدقة في رمضان» (أخرجه الترمذي عن أنس).
لقد أدرك الصحابة الأبرار الفضل العظيم لشهر رمضان عند الله تعالى، فكان ذلك سببا في اجتهادهم في العبادة ما بين صيام وقيام وتفطير صائم وعطف على الفقراء والمساكين، مع ما كانوا فيه من جهاد لأعداء الله لتكون كلمة الله هي العليا، وهكذا حوى تاريخهم صورا مشرقة وقدوات مباركة في كل أحوالهم من عبادة وجهاد وتزكية للنفوس ونفع للناس. الإفطار مع المساكين
من عجيب أحوال ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه كان لا يفطر في رمضان إلا مع المساكين، ويحافظ على ذلك باستمرار، فإذا منعهم أهله عنه لم يتعش تلك الليلة! وكان رضي الله عنه إذا جاءه سائل وهو على طعامه اخذ نصيبه من الطعام وقام فأعطاه السائل فيرجع وقد أكل أهله ما بقي في الجفنة من الطعام فيصبح صائما ولم يأكل شيئا! ولم يكن هذا التصرف من ابن عمر - رضي الله عنهما - خاصا به وحده بل كان هديا وسمتا للصحابة والتابعين في رمضان. صور من حياة الصحابة. وفي ذلك يقول أبو السوار العدوي، رحمة الله: «كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده إن وجد من يأكل معه أكل وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه». وروي عن بعض السلف قوله: «لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاما يشتهونه أحب إلي من أن اعتق عشرة من ولد إسماعيل».