مراحل تحريم الخمر مع شواهدها
وفيما يأتي بيان مراحل تحريم الخمر مع شواهدها:
مرحلة تأثيم شارب الخمر: قال الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا)، نزلت آية قرآنية تخاطب المسلمين بطريقة تضع الكحول ضمن المعايير القياسية والمادية ، وحسب الآية الكريمة، خطيئة عظيمة حيث يذهب مع العقل، ويخفيه عن التأمل والوعي، ويؤدي إلى مشاكل اجتماعية كثيرة. مرحلة النهي عن الصلاة عند شرب الخمر: قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ)، كان الخطاب الإلهي في هذه المرحلة يخاطب روحياً النفس المؤمنة الشغوفة بإرضاء الله تعالى، نهى الله تعالى على المسلمين أن يقتربوا من الصلاة وهم في حالة سكر، وكان منادي رسول الله يدعو إلى عدم الاقتراب من الصلاة في حالة سكر، كما حدث بمجرد أن صلى المهاجر مع الناس، فاختلطت قراءته به، فالكحول يناقض الوجود من القلب وتوقير الروح. مرحلة تحريم شرب الخمر: قال الله تبارك وتعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، كانت هذه المرحلة الأخيرة والحاسمة، حيث أوضح الله تعالى فيه أن الخمر عمل من عمل الشيطان، وأمر المسلمين بتجنبه، والابتعاد عنه وقد أصبح النهي مشددًا في حق شارب الخمر؛ لأن معناها ليس الاقتراب من هذه الآفة بأي شكل من الأشكال، فهي محرمة على البائع والمشتري ومن قدمها وعلى من يجلس على مائدة شاربها.
هل يجب على شارب الخمر الصلاة - إسألنا
2120 - 4600 هل عقوبة شارب الخمر لابد أن تكون الجلد أم يمكن أن يسجن أو يغرم؟ ابن عثيمين - YouTube
[4]
حكمة تحريم الخمر
وفيما يأتي بيان حكمة تحريم الخمر:[5]
إن الخمر من أخبث الخبائث، بل هي أمّ الخبائث وهذا ما أجمع عليه علماء الفقه الإسلامي، لأن شربه يترتب عليه زوال العقل، وهدر للمال، وندم وهلاك شربه جريمة بحق العقل ميز بها الله تعالى الإنسان على سائر المخلوقات، إضافة إلى أضراره بالدماغ الذي هو مركز العقل. شرب الخمر يؤدي إلى الابتعاد عن ذكر الله سبحانه وتعاى كما بينا سابقًا؛ لِقولهِ تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ). تناقضه مع اليقظة المستمرة التي يتطلبها الإسلام من المسلم، الذي أمر أن يظل متصلاً دائمًا بالله تبارك وتعالى لأنه يؤدي به إلى الضعف والفساد. أثره في زوال العقل الذي يفسد الإنسان، ويأخذ منه مكانة الشرف، إضافة إلى ما قد يسببه من قطع لأواصر المحبة والقتل والابتعاد عن الله.