اذن كم كان النص الذي استعمل الدعاء بعبارة (اللهم ارزقنا توفيق الطاعة) منطوياً على الاسرار التي. هنا قبل ان نحدثك عن العبارة الثانية (بعد المعصية) نلفت نظرك الى أن عبارة (أرزقنا توفيق الطاعة) تتضمن مفردة (توفيق) حيث لم نعقبّ عليها، لذلك نذكرّك بالحقيقة الآتية وهي: ان المقصود من (الطاعة) هو: توفّرها بالنحو المطلوب، اي: نجاح العبد في ممارسة الطاعة بما هو احسن تبعاً لقوله تعالى: «لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً». اذن (التوفيق) يعني: النجاح في ممارسة الطاعة. والآن نتجه الى عبارة (بعد المعصية). "اللهم ارزقنا توفيق الطاعة، ...". - منتدى الكفيل. ونتساءل: لماذا قال (بعد المعصية) ولم يقل اية عبارة اخرى؟
الجواب: في تصورنا، ان (البعد) عن الشيء، يتسق تماماً مع الحذر من الشيء، فأنت اذا شاهدت النار مثلا سوف (تبتعد) عنها، كذلك المعصية، حيث يتعين عليك ان تبتعد عنها حتى لا يصيبك نار اذاها. اذن امكننا ان نتبين دلالة وطرافة هاتين العبارتين: (ارزقنا توفيق الطاعة) و (بعد المعصية) وتبقى عبارة (صدق النية) التي نوكل الحديث عنها للحلقة المقبلة، سائلين الله تعالى ان يوفقنا فعلاً الى ممارسة الطاعة، والتصاعد بها الى النحو المطلوب. شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم
&Quot;اللهم ارزقنا توفيق الطاعة، ...&Quot;. - منتدى الكفيل
05-06-2010, 06:43 AM
رقم المشاركة: 2
رد: "اللهم أرزقنا توفيق الطاعة".
شرح فقرة: &Quot;اللهم ارزقنا توفيق الطاعة، ...&Quot;.
*بعد المعصية* بعدنا عن المعصية هو الذي الذي يجعلنا نتوفق للطاعة، وارتكابنا للمعاصي يمنعنا من التوفيق للطاعة، عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: "إن الرجل ليذنب الذنب فيحرم صلاة الليل" ،ارتكابنا للذنوب يحرمنا من التوفيق للطاعة، ورد في كتاب مفتاح الفلاح للشيخ البهائي دعاء يحسن القنوت به وهو: ( اللهم إن كثرة الذنوب تكفُّ أيدينا عن انبساطها إليك بالسؤال والمداومة على المعاصي تمنعنا من التضرع والابتهال، والرجاء يحثنا على سؤالك يا ذا الجلال والإكرام، فإن لم يعطف السيدُ على عبده فممن يبتغي النوال، فلا ترد أكفنا المتضرعة إليك إلا ببلوغ الآمال، وصلى الله على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطاهرين). *التوفيق للدعاء بحد ذاته فوز* إذا وفقك الله للدعاء فهذا فوز وإنجاز بحد ذاته، سواءً استجاب لك أو أخر الاستجابة أو لم يستجب، المهم أنك توفقت للدعاء، وقد ورد في الحديث عن الإمام علي: (من أعطي أربعا لم يحرم أربعا: من أعطي الدعاء لم يحرم الإجابة، ومن أعطي التوبة لم يحرم القبول، ومن أعطي الاستغفار لم يحرم المغفرة، ومن أعطي الشكر لم يحرم الزيادة).
مع إمام زماننا: وظائف المنتظـــرين(1)(*)
مع إمام زماننا: وظائف المنتظـــرين(1)(*)
آية الله الشيخ عبد الله جوادي الآمليّ
يذخر الدعاء المأثور: "اللّهُمَّ ارْزُقْنا تَوْفِيقَ الطَّاعَةِ"(1) -الذي هو من الأدعية الواردة عن الإمام الحجّة عجل الله تعالى فرجه الشريف- بجملة من الواجبات الفرديّة والاجتماعيّة للمنتظِر. مع إمام زماننا: وظائف المنتظـــرين(1)(*). كما يمثّل هذا الدعاء درساً عظيماً صدر عن حالة تضرّع، واشتمل على جملة من الأوصاف المطلوبة في آخر ذخيرة إلهيّة، فعلى كلّ منتظرٍ صادقٍ أن تكون له لياقة التحلّي بتلك الفضائل. ويمكن القول إنّ هذا الدعاء يتضمّن سائر الصفات المطلوبة في المنتظرين الصادقين للحجّة عجل الله تعالى فرجه الشريف، ويحتوي أيضاً على جملة من صفات الفرد والمجتمع المهدويّ المطلوب. * دعاء توفيق الطاعة
نصُّ الدعاء الشريف، الذي سنتناول الوظائف كما ذكرت فيه:
"اللّهُمَّ ارْزُقْنا تَوْفِيقَ الطَّاعَةِ وَبُعْدَ المَعْصِيَةِ وَصِدْقَ النِيَّةِ وَعِرْفانَ الحُرْمَةِ، وَأَكْرِمْنا بالْهُدى وَالاسْتِقامَةِ وَسَدِّدْ أَلْسِنَتَنا بِالصَّوابِ وَالحِكْمَةِ، وَاملأ قُلُوبَنا بِالْعِلْمِ وَالمَعْرفَةِ". أوّلاً: الوظائف الشخصيّة للمنتظِرين
1- على المنتظر أن يكون ممّن له ارتباطٌ وثيقٌ بالله تعالى، وممّن يسعى إلى التحلّي بالصفات العليا والفضائل الأخلاقيّة الآتية:
أ- توفيق الطاعة: إنّ المنتظر الصادق من أهل الطاعة لله والنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والإمام المعصوم عليه السلام، فيطلب دوماً من الله تعالى أن يوفّقه لهذا النحو من الطاعة؛ "اللّهُمَّ ارْزُقْنا تَوْفِيقَ الطَّاعَةِ".
نبدأ الان بأدعية الامام المهديّ (عليه السلام)، حيث نستهلّ ذلك بأحد ادعيته الباديء بهذا النحو: (اللهم، ارزقنا توفيق الطاعة، وبعد المعصية، وصدق النية،... الخ). ان استهلال الدعاء بامثلة هذه العبارات، يظل مفصحاً عن طبيعة الممارسة العبادية التي أوكلها تعالى الى الانسان، وهي: الألتزام بمبادئ الطاعة، وبعدم المعصية، وقبل ذلك: صدق النية في الممارسة المذكورة. ان هذه العبارات الثلاث: (توفيق الطاعة) ، (بعد المعصية) ، (صدق النية) ، تحتاج الى القاء الاضاءة عليها حتى يتبين لقارئ الدعاء أهمية ذلك. العبارة الاولى تقول: (ارزقنا توفيق الطاعة). هذه العبارة تتضمن ثلاث مفردات (ارزقنا) و (توفيق) و (الطاعة).
ولمّا كانت العلوم الكسبيّة لا تتيسّر من دون تعليم وتعلّم، يجب على المنتظرين الصادقين أن يسعوا جاهدين إلى كسب العلم الحصوليّ وتهذيب القلوب لإدراك الحقائق بالعلم الحضوريّ؛ "وَاملأ قُلُوبَنا بِالْعِلْمِ". ب- كسب نور المعرفة: المعرفة أخصّ من العلم، ولذا تطلق على العلم الحاصل بإدراك الآثار وتمييزها عن غيرها إلى جانب إدراك خصوصيّات الأمر المعلوم. وعلى المنتظرين الصادقين أن لا يكتفوا بتحصيل العلم، بل عليهم أن يتعمّقوا ويوسّعوا من دائرة معارفهم وصولاً إلى المعرفة الحقّة. وعليه، فكلّ معرفةٍ علمٌ، وليس كلّ علم معرفة؛ "وَالمَعْرفَةِ". (*) من كتاب: الإمام المهديّ الموجود الموعود - الفصل الرابع: الانتظار – بتصرّف. 1- البلد الأمين، الكفعميّ، ص350، دعاء آخر مرويّ عن المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف. أضيف في:
2021-06-30
|
عدد المشاهدات:
714