كل ما تريد معرفته عن كيفية التيمم والحكمة من مشروعيته
منوعات هند النحاس 25 ديسمبر 2020
ميّز الله الأمة الإسلامية بِكثيرٍ من الخصائص والفضائل؛ ومنها أنّه شرع لهم التيمم، وهو نوع من الطهارة ضمن فقه العبادات في الإسلام بديلا عن الوضوء حال عدم وجود الماء أو تعذر استخدامه بسبب مرض أو غير ذلك من الأسباب التي سنذكرها، والحكمة من مشروعية التيمم تتمثّل في أن يتسنّى للمُسلم إدراك الصلاة في وقتها، وقد جاءت الكثير من الأدلة التي تدُلّ على مشروعيته من القُرآن والسنّة، وستذكر في هذا التقرير كيفية التيمم والأحكام المختصة به لضرورة معرفتها وتأدية الفروض والعبادات التي تحتاج إلى طهارة في عدم توفر الماء. حكم التيمم في الإسلام
وجوب التيمُّم لما تجب له الطهارة عند فقد الماء، أو تعذر استعماله بسبب الأمراض والجراحات والقروح التي تمنع من استعمال الماء، وليس له أن يتيمم والماء موجود، فالذين يتيممون والماء موجود وليس بهم علة صلاتهم غير صحيحة، ويجب تنبيههم أن هذا منكر ولا يجوز، أما إن كان بهم علة أمراض تمنع استعمال الماء، وأقر الأطباء أنها تمنع استعمال الماء فهم معذورون. الحكمة من مشروعية التيمم
• التيسير على المسلمين.
مشروعية التيمم وحالاته
2- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه: أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((فُضِّلت على الأنبياءِ بسِتٍّ: أُعطيتُ جوامعَ الكَلِم، ونُصِرْتُ بالرُّعب، وأُحلَّتْ لي الغنائِمُ، وجُعِلَت لي الأرضُ طَهورًا ومسجدًا، وأُرسلتُ إلى الخَلقِ كافَّةً، وخُتم بي النبيُّونَ)) رواه مسلم (523). 3- عن جابرِ بن عبد الله الأنصاريِّ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((أُعطيتُ خمسًا لم يُعطَهنَّ أحدٌ قبلي: كان كلُّ نبيٍّ يُبعَثُ إلى قَومِه خاصَّة، وبُعثتُ إلى كلِّ أحمرَ وأسودَ، وأُحلَّت لي الغنائِمُ ولم تَحِلَّ لأحدٍ قبلي، وجُعلتْ لي الأرضُ طيِّبةً طَهورًا ومسجدًا؛ فأيُّما رجلٍ أدركتْه الصَّلاة، صلَّى حيث كان، ونُصرتُ بالرُّعب بين يَدَي مسيرةَ شهر، وأُعطيتُ الشَّفاعةَ)) رواه البخاري (335)، ومسلم (521) واللفظ له. ثالثًا: من الإجماع نقَل الإجماعَ على مشروعيَّة التيمُّمِ: النوويُّ قال النوويُّ: (أجمَعَ العُلَماءُ على جواز التيمُّم عن الحدَثِ الأصغر). الحكمة من مشروعية التيمم - خدمات للحلول. ((شرح النووي على مسلم)) (4/57). ، وشمس الدين ابن قدامةَ قال شمسُ الدِّين ابنُ قُدامةَ: (يجوزُ التيمُّم للحدَث الأصغرِ بغيرِ خلافٍ علمناه، إذا وُجِدَت الشرائطُ).
الحكمة من مشروعية التيمم - خدمات للحلول
قالت: فبعَثْنا البعيرَ الذي كنتُ عليه، فأصبْنا العِقدَ تحتَه)) رواه البخاري (334) واللفظ له، ومسلم (367). ، وفي رواية: ((جزاكِ اللهُ خيرًا، فواللهِ ما نزل بكِ أمرٌ قطُّ، إلَّا جعل اللهُ لكِ منه مَخرَجًا، وجعلَ للمُسلمينَ فيه بركةً)) رواه البخاري (3773)، ومسلم (367). المبحث الثَّالث: رفع التيمم للحدث التيمُّمُ يرفَعُ الحدَث رفعًا مؤقَّتًا إلى حينِ وُجودِ الماء، وهذا مَذهَبُ الحنفيَّة ((البحر الرائق)) لابن نجيم (1/164). ، والظَّاهريَّة ((جامع المسائل)) لابن تيميَّة (2/208)، ويُنظر: ((المحلى)) لابن حزم (1/353). ، وهو قولُ طائفةٍ مِن المالكيَّة ((الفواكه الدواني)) (1/422). ، وروايةٌ عن أحمد ((مجموع الفتاوى)) (21/436)، ((جامع المسائل)) لابن تيميَّة (2/208)، ((الإنصاف)) (1/214). ، واختاره ابنُ المُنذِر قال ابن المُنذِر: (له أن يُصلِّي بتيمُّمٍ واحد صلواتٍ مكتوباتٍ وغيرَ ذلك). ((الإقناع)) (1/68). الحكمة من مشروعية التيمم - موضوع. ، وابنُ تيميَّة قال ابن تيميَّة: (فدلَّ على أنَّ التيمُّمَ مُطهِّر يجعَلُ صاحبَه طاهرًا، كما يجعَلُ الماءُ مستعمِلَه في الطَّهارة طاهرًا إنْ لم يكن جنبًا ولا مُحدِثًا. فمن قال: إنَّ المتيمِّمَ جُنُب أو مُحدِث، فقد خالف الكتابَ والسنَّة، بل هو متطهِّرٌ).
الحكمة من مشروعية التيمم - موضوع
• أن يضرب التراب بيديه ضربة واحدة. • ثم ينفخهما لتخفيف الغبار عنهما. • ثم يمسح وجهه بهما مرة واحدة. • ثم يمسح ظاهر كفيه، يمسح ظاهر اليمنى بباطن اليسرى، ثم ظاهر اليسرى بباطن اليمنى. ويشترط أن يكون التراب طاهرًا، ولا يشرع مسح الذراعين، بل يكفي مسح الوجه والكفين. ويقوم التيمم مقام الماء في رفع الحدث على الصحيح، فإذا تيمم صلى بهذا التيمم النافلة والفريضة، الحاضرة والمستقبلة، ما دام على طهارة حتى يحدث، أو يجد الماء إن كان عادما له، أو حتى يستطيع استعماله إذا كان عاجزًا عن استعماله. فروض التيمم
• النية. • مسح الوجه. • مسح الكفين. • الترتيب: فيبدأ بمسح الوجه ثم الكفين. • الموالاة: فيمسح اليدين بعد مسح الوجه مباشرة. مبطلات التيمم
• وجود الماء. • حدوث ناقض من نواقض الوضوء، كخروج الريح أو النوم. • حدوث ما يوجب الغسل، كالاحتلام والجماع. • زوال العذر الذي من أجله شرع التيمم من مرض ونحوه. حالات ينقض بها التيَمم
• يَنقُض التيَمُم جميعُ نواقض الوضوء، ويُزاد عليها وجود الماء لمَن فقدَهُ، أو قدَرَ على استعماله لمَن عَجَزَ عنه. • إذا تيَمُّم ثم وَجَدَ الماء قبل أن يصلي، فإنَّه لا تصِحُّ الصلاة إلا أنْ يتطهَّر بالماء.
والصَّواب هو القولُ الأوَّل). ((الشرح الممتع)) (1/375)، ((مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)) (11/231). الأدلَّة: أوَّلًا: من الكتاب قول الله تعالى: مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ [المائدة: 6] وجه الدَّلالة: أنَّ التيمُّمَ إذا كان طهارةً للمحدِث؛ فكيف يكون جنبًا؟! فإنَّه مع الطَّهارةِ لا يبقى حدَث، فإنَّ الطَّهارةَ مُناقضةٌ للحدَث ((مجموع الفتاوى)) لابن تيميَّة (21/404)، ((جامع المسائل)) لابن تيميَّة (2/211). ثانيًا: مِن السُّنَّةِ عن جابرٍ رَضِيَ اللهُ عنه: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((وجُعِلَت لي الأرضُ مَسجِدًا وطَهورًا)) رواه البخاري (335) واللفظ له، ومسلم (521). ثالثًا: أنَّ التيمُّمَ لو لم يكُن يرفَعُ الحدَث لاجتمَعَ النَّقيضان، وهما المنعُ بالحدَث، والإباحةُ للصَّلاة ونحوها؛ فإنَّ الحدَث ليس هو أمرًا محسوسًا كطهارةِ الجنُب، بل هو أمرٌ معنويٌّ يمنَعُ الصَّلاة، فمتى كانت الصَّلاةُ جائزةً، بل واجبة معه، امتنع أن يكونَ هنا مانعٌ من الصَّلاة، بل قد ارتفَعَ المانِعُ قطعًا ((مجموع الفتاوى)) لابن تيميَّة (21/405)، ((جامع المسائل)) لابن تيميَّة (2/210)، وينظر: ((الفواكه الدواني)) للنفراوي (1/422).