تفسير الجلالين { قال} تعالى له { يا موسى إني اصطفيتك} اخترتك { على الناس} أهل زمانك { برسالاتي} بالجمع والإفراد { وبكلامي} أي تكليمي إياك { فخذ ما آتيتك} من الفضل { وكن من الشاكرين} لأنعمي. تفسير الطبري الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: { قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اِصْطَفَيْتُك عَلَى النَّاس بِرِسَالَاتِي} يَقُول تَعَالَى ذِكْره: قَالَ اللَّه لِمُوسَى: { يَا مُوسَى إِنِّي اِصْطَفَيْتُك عَلَى النَّاس} يَقُول: اِخْتَرْتُك عَلَى النَّاس { بِرِسَالَاتِي} إِلَى خَلْقِي, أَرْسَلْتُك بِهَا إِلَيْهِمْ. الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: { قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اِصْطَفَيْتُك عَلَى النَّاس بِرِسَالَاتِي} يَقُول تَعَالَى ذِكْره: قَالَ اللَّه لِمُوسَى: { يَا مُوسَى إِنِّي اِصْطَفَيْتُك عَلَى النَّاس} يَقُول: اِخْتَرْتُك عَلَى النَّاس { بِرِسَالَاتِي} إِلَى خَلْقِي, أَرْسَلْتُك بِهَا إِلَيْهِمْ. ' { وَبِكَلَامِي} كَلَّمْتُك وَنَاجَيْتُك دُون غَيْرك مِنْ خَلْقِي. آتيتك – سكوب الاخباري. { وَبِكَلَامِي} كَلَّمْتُك وَنَاجَيْتُك دُون غَيْرك مِنْ خَلْقِي. ' { فَخُذْ مَا آتَيْتُك} يَقُول: فَخُذْ مَا أَعْطَيْتُك مِنْ أَمْرِي وَنَهْيِي وَتَمَسَّكْ بِهِ, وَاعْمَلْ بِهِ, يُرِيد { وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ} لِلَّهِ عَلَى مَا آتَاك مِنْ رِسَالَته, وَحَصِّلْ بِهِ مِنْ النَّجْوَى بِطَاعَتِهِ فِي أَمْره وَنَهْيه وَالْمُسَارَعَة إِلَى رِضَاهُ.
- آتيتك – سكوب الاخباري
آتيتك – سكوب الاخباري
فأحضروها له وأمسك بها وقال: اللهم إن كنت قد ابتليت في عضو فقد عافيت في أعضاء. هذه نظرة المؤمن الذي لا ينظر إلى ما أُخذ منه بل ينظر إلى ما بقي له. وكذلك كان توجيه الحق لموسى عليه السلام، فقد أوضح له: لا تنظر إلى أني منعتك الرؤية، لا، بل انظر الاصطفاء وشرف الكلمة إلى الخالق واشكر ذلك. ويقول الحق بعد ذلك: { وَكَتَبْنَا لَهُ فِي ٱلأَلْوَاحِ... }
أخرج ابن أبي شيبة عن كعب أنه قال قال موسى عليه السلام: يا رب دلني على عمل إذا عملته كان شكرًا لك فيما اصطنعت إلي، قال: يا موسى قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. قال: فكان موسى أراد من العمل ما هو أنهك لجسمه مما أمر به فقال له: يا موسى لو أن السموات البسع الخبر وهو في معنى ما في خبر أبي سعيد. قال ابن عاشور: وفُصلت جملة: {قال يا موسى} لوقوع القول في طريق المحاورة والمجاوبة، والنداءُ للتأنيس وإزالة الرّوع. وتأكيد الخبر في قوله: {إني اصطفيك} للاهتمام به إذ ليس محلًا للإنكار. والاصطفاء افتعال مبالغة في الاصفاء وهو مشتق من الصّفْو، وهو الخلوص مما يكدر، وتقدم عند قوله تعالى: {إن الله اصطفى آدم ونوحًا} في سورة آل عمران (33) وضمن اصطفيتك معنى الإيثار والتفضيل فعُدي بعَلَى. والمراد بالناس: جميع الناس، أي الموجودين في زمنه، فالاستغراق في {الناس} عرفي أي هو مفضل على الناس يومئذٍ لأنه رسول، ولتفضيله بمزية الكلام، وقد يقال إن موسى أفضل جميع الناس الذين مضَوا يومئذٍ، وعلى الاحتمالين: فهو أفضل من أخيه هارون، لأن موسى أرسل بشريعة عظيمة، وكلمه الله، وهارون أرسله الله معاونًا لموسى ولم يكلمه الله، ولذلك قال: {برسالتي وبكلامي} وما ورد في الحديث من النهي عن التفضيل بين الأنبياء محمول على التفضيل الذي لا يستند لدليل صريح، أو على جعل التفضيل بين الأنبياء شُغلًا للناس في نواديهم بدون مقتض معتبر للخوض في ذلك.