-ما روي أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من ذرعه القيء فليس عليه قضاء ومن استقاء عمدا فليقض". 2-الرأي الثاني في حكم الاستفراغ عمدا في رمضان. حكى عن ابن مسعود وابن عباس أن القيء لا يفطر ولا يؤدي إلى فساد الصوم، ثم قالوا: أن القطر يحصل بما يدخل إلى الجوف لا بما يخرج منه، ويناقش هذا: بأنه دعوى الفطر مما دخل لا مما خرج، منقوضة بالمنى، والحيض، و أيضا قال ابن قدامة: " والمعنى الذي ذكر لهم يبطل الحيض والمني ". حكم القضاء على من استقاء في نهار رمضان. -ما روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ثلاث لا يفطرون الصائم، الحجامة، والقيء، والاحتلام " ونوقش بأن إسناده ضعيف. 3 -الرأى الراجح في الاستفراغ عمدا
يبدو لي بعد العرض السابق لآراء الفقهاء وأدلتهم في هذه المسألة رجحان ما ذهب إليه جمهور الفقهاء القائلون بأن من استقاء عمداّ فعليه القضاء، لقوة أدلتهم، وضعف دليل المخالف لهم، وبناء علي ذلك فعلا القيء عمداّ يفسد الصيام قليلا كان أو كثيراّ ؟. اختلاف العلماء على حكم الاستفراغ عمدا في شهر رمضان
الرأي الأول: إن قليل القيء وكثيرة سواء وهو إحدى الروايات عن أحمد وهو قول محمد بن الحسن. الرأي الثاني: لا يفطر إلا بملئ الفم وهو الرواية الثانية عن الإمام أحمد وهو قول أبى حنيفة وأبى يوسف.
حكم القضاء على من استقاء في نهار رمضان
وقال ابن مفلح في "الآداب الشرعية": "وقال الشيخُ تَقِيُّ الدين في موضع آخر: "الإسراف في المُباحات: هو مجاوزةُ الحدّ، وهو من العدوان المحرَّم". اهـ. فإذا كان الإسراف في تناول الطعام بهذا الحكم، فما بال مَن يُسْرِف على نفسه في الأكْل، ثم يتقيَّأ ويُهدر الطَّعام بعد تناوله؟! فلا شكَّ أنَّ هذه عادة سيِّئة، وقد تصِل للحرمة؛ لما فيها من إضاعة المال؛ ففي الصحيحَين عن المغيرة بن شعبة قال: سمعت النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: " إنَّ الله كرِهَ لكُم ثلاثًا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثْرة السؤال " وفي روايةٍ عند البُخاري: " إنَّه كان ينهَى عن: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال ". وقال صلَّى الله عليْه وسلَّم لصحابتِه لمَّا شبِعوا وقد أخرجَهم الجوع: " والذي نفسي بيده، لتُسألُنَّ عن هذا النعيم " (رواه مسلم). قال السَّرَخْسي في "المبسوط": "ولأنَّه إنَّما يأكل في منفعةِ نفسه، ولا منفعةَ في الأكْلِ فوق الشِّبع؛ بل فيه مضرَّة، فيكون ذلك بمنزلة إلقاءِ الطَّعام في مزبلة، أو شرٍّ منها؛ ولأنَّ ما يزيد على مقدار حاجَتِه منَ الطَّعام فيه حقُّ غيرِه، فإنَّه يسدُّ به جوعَته إذا أوْصله إليه بعوَضٍ أوْ بِغَيْرِ عِوَض، فهو في تناوُلِه جانٍ على حقِّ الغَير؛ وذلك حرام، ولأنَّ الأكلَ فوق الشِّبع ربَّما يُمْرِضه، فيكون ذلك كجِراحَتِه".
هل الاستفراغ يفطر الصائم ؟ هو أحد الأسئلة التي لا بدّ من الإجابة عنها فعلى المسلم أن يحرص على أن يتّبع التعاليم الشرعيّة التي نزلت في الصّيام، ليكون صومه كاملًا شاملًا لا تشوبه شائبة، فالصيام من العبادات التي خصّها الله عزّ وجلّ بعظيم الفضل، وقد كتبه على أمّة الإسلام كما كتبه على الأمم السابقة، والصيام هو أن يترك المرء الطعام والشراب والجماع وما إلى ذلك من الأمور التي حرّمها الله على المؤمن أثناء صيامه في سبيل الله، والصّيام يكون تزكيةٌ وتطهيرٌ للجسد والعقل والقلب والرّوح. [1]
هل الاستفراغ يفطر الصائم
في الإجابة عن السؤال هل الاستفراغ يفطر الصائم، فالإجابة هي أنّ الاستفراغ بدون قصد لا يفطر أمّا الاستفراغ عدمًا فهو يفطر الصائم ويفسد صيامه ، وقد جاء في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "من ذرَعهُ القيءُ وهو صائمٌ فلا قضاءَ عليه ومنِ استقاءَ فليقضِ" [2] ، لهذا فإنّه لا قضاء على من يغلبه القيء غير المتعمد أي الاستفراغ غير المتعمّد، وبهذا تكون الإجابة الوافية على السؤال هل الاستفراغ يفطر الصائم.