الحمد لله. أولا:
لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أو أحدا من المسلمين الأوائل لقَّب أم
المؤمنين خديجة رضي الله عنها بـ "خديجة الكبرى" ، وإنما أكثر من يطلق عليها هذا
اللقب هم الشيعة الروافض ، وإن كان من علماء أهل السنة من يلقبها بهذا أيضا. جاء في " الطبقات السنية في تراجم الحنفية " (1 / 51) بترقيم الشاملة: " وعائشة
رضي الله تعالى عنها بعد خديجة الكبرى أفضل نِساء العالمين ، وأم المؤمنين ، ومطهرة
من الزنا ، بريئة عن ما قال الروافض" انتهى. ما هو لقب خديجة بنت خويلد – البسيط. وفي " الوفيات"لابن قنفذ (1 / 32): " توفيت خديجة الكبرى رضي الله عنها قبل الهجرة
بثلاث سنين" انتهى. ووصفها بهذا الوصف أيضا محمد أمين بن فضل الله في كتابه "خلاصة الأثر في أعيان
القرن الحادي عشر" (3 / 254). ثانيا:
لا حرج عليك أن تلقب زوجك بـ "نورا الكبرى" من باب إكرامها وإدخال السرور عليها ،
على ألا تعتقد أن لذلك فضلا خاصا ، أو مشابهة لأم المؤمنين خديجة في لقبها ، لما مر
ذكره من أن ذلك لم يثبت. والله أعلم.
لقب خديجه رضي الله عنها بالخط الكوفي
[1]
شاهد أيضًا: من هي سيدة نساء أهل الجنة
صفات السيدة خديجة رضي الله عنها
إنّ السّيّدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها، من أعظم النّساء على وجه الأرض لم يأتي أحدٌ قبلها ولا بعدها بمثل صفاتها العظيمة، فقد رزقها الله تعالى أعظم الصّفات وأطيب الأخلاق وأكرم المزايا، وسنعرض لكم فيما يأتي جانبًا من هذه الصّفات. طهارتها وعفتها
فقد كانت السيّدة خديجة رضي الله عنها من نساء مكّة الطّاهرات العفيفات الّتي قد ندر وجودهنّ، فزمن الجاهليّة التي ولدت وتربّت وعاشت فيه زمنٌ انتشرت فيه الفاحشة والزّنا والبغي، لكنّها رغم ذلك بقيت طاهرةً عفيفةً حتّى لقّبت بالطّاهرة بين نساء مكّة. لقب خديجه رضي الله عنها بالخط الكوفي. [2]
حكمتها ورجاحة عقلها
عُرفت السيّدة خديجة بين أقرانها بأنّها أوتيت حكمةً وعقلًا راجحًا، كما كانت فطنةً وذكيّةً وصائبة الرّأي وحازمة، وقد تجلّى ذلك في العديد من المواقف في حياتها، ومنها اختيارها لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم زوجًا لها وقائمًا على مالها وتجارتها. [2]
المربيّة والنّاصحة
قد ربّت السيّدة خديجة رضي الله عنها أولادها على حسن الخلق، وأنشأتهم على الصّلاح وحبّ الخير والفضيلة، فكانوا خير الأبناء وأحسن الأولاد، كيف لا وهم أولاد الطّاهرة العفيفة والصّادق الأمين.
لقب خديجه رضي الله عنها قصص
ملخص المقال
يتناول المقال قصة إسلام خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فهي أول من آمن من النساء برسول الله، فكيف كان بدء الدعوة؟ وكيف أسلمت خديجة؟
بدء الدعوة
الآن سيبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في القيام بمهمَّته الأعظم وهي البلاغ، وبلاغه صلى الله عليه وسلم سيكون للعالمين، وليس لقومه فقط كما كان الحال مع الأنبياء السابقين؛ قال تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ".. وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً " [1]. لكن بمن يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوته؟
لم يكن اختيار النبي صلى الله عليه وسلم عشوائيًّا في انتقاء مَنْ يدعوه ؛ بل اتَّبع منهجًا واضحًا في اختيار مَنْ يبدأ بهم، وهذا المنهج يمكن تقليده، وهكذا حياته كلها صلى الله عليه وسلم يمكن تقليدها؛ فالله عز وجل أرسله بشرًا حتى يمكن للبشر أن يتبعوه؛ قال تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21]، ومعرفة هذا المنهج النبوي تُيَسِّر علينا حياتنا، وتهدينا سبل الرشاد، وتوفِّر علينا جهودًا كثيرة تُبْذَل عندما نغفل عن منهجه صلى الله عليه وسلم.
هي أول من آمن برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وصدقت بما أنزل إليه من ربّه جلّ وعلا، فثبتت فؤاد رسول الله، ووقفت بجانبه وخففت عنه حين كذبه الناس. هي خير نساء الجنة، ووقد قرن الله بينها وبين مريم بنت عمران في الخيريَّة، كما أنها واحدةٌ من النساء الأربع "مريم بنت عمران، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد" اللواتي بوَّأهُنَّ الله بأرفع المنازل. ما هي القاب السيدة خديجة رضي الله عنها في العصر الجاهلي و الاسلامي. هي من أرسل الله تعالى إليها السلام مع سيدنا جبريل عليه السّلام، وأمره نبيَّه أن يبشرها ببيت في الجنة من قصبٍ لا صخبٌ فيه ولا نصب. وفاة خديجة رضي الله عنها
توفيت السيدة خديجة رضي الله عنها في السنة العاشرة من بعثة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وذلك بعد مقاطعة قريش لبني هاشم، وكان عمرها خمسًا وستين سنة، ودفنها رسول الله عليه الصلاة والسلام في مقبرة الحجون، ولم تكن حينها صلاة الجنازة قد شرعت بعد، كان ذلك بعد وفاة عمّ الرسول أبي طالب بمدةٍ قصيرةٍ، فذكر الحاكم أنّها توفيت بعده بثلاثة أيامٍ، وسمّي ذلك العام بعام الحزن؛ لما كان فيه من تتابع الأحزان على النبي؛ بموت عمّه ثمّ زوجته. [3]
وهكذا نكون قد أدرجنا معلومات عن خديجة رضي الله عنها ، فرضي الله عنها وأرضاها لما كان لها من نصرة لدين الله تعالى، ولنبيه الكريم صلّى الله عليه وسلّم.