ولقد يسرنا لعاد أسباب التمكين في الدنيا
على نحو لم نمكنكم فيه معشر كفار قريش, وجعلنا لهم سمعا يسمعون به, وأبصارا يبصرون
بها, وأفئدة يعقلون بها, فاستعملوها فيما يسخط الله عليهم, فلم تغن عنهم شيئا إذ
كانوا يكذبون بحجج الله, ونزل بهم من العذاب ما سخروا به واستعجلوه. وهذا وعيد من الله جل ثنائه, وتحذير للكافرين. ولقد أهلكنا ما حولكم يا أهل " مكة " من
القرى كعاد وثمود, فجعلناها خاوية على عروشها, وبينا لهم أنواع الحجج والدلالات,
لعلهم يرجعون عما كانوا عليه من الكفر بالله وآياته. تفسير سورة الاحقاف. فهلا نصر هؤلاء الذين أهلكناهم من الأمم
الخالية آلهتهم التي اتخذوا عبادتها قربانا يتقربون بها إلى ربهم; لتشفع لهم عنده,
بل ضلت عنهم آلهتهم, فلم يجيبوهم, ولا دافعوا عنهم, وذلك كذبهم وما كانوا يفترون
في اتخاذهم إياهم آلهة. واذكر- يا محمد- حين بعثنا إليك, طائفة من الجن يستمعون منك القرآن,
فلما حضروا, ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ, قال بعضهم لبعض: أنصتوا; لنستمع
القرآن, فلما فرغ الرسول من تلاوة القرآن, وقد وعوه وأثر فيهم, رجعوا إلى قومهم
منذرين ومحذرين لهم بأس الله, إن لم يؤمنوا به. قالوا: يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى, مصدقا لما قبله من
كتب الله التي أنزلها على رسله, يهدي إلى الحق والصواب, وإلى طريق صحيح مستقيم.
تفسير سورة الأحقاف المختصر في التفسير
سورة الأحقاف
سورة الأحقاف واحدةٌ من السور التي نزلتْ على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مكة باستثناءٍ ثلاث آياتٍ هنّ موضع خلافٍ بين أهل التفسير وهن الآيات: العاشرة والسابعة عشرة والخامسة والثلاثون، وترتيب السورة من حيث النزول الخامسة والستّون، إذ نزلت قبل سورة الذاريات وبعد سورة الجاثية، أمّا ترتيبها في المصحف العثماني فالسادسة والأربعون، ويبلغ عدد آياتها خمسًا وثلاثين آيةً، وتقع في الرّبعيْن الأول والثاني من الحزب الحادي والخمسين من الجزء السادس والعشرين، وهي من حواميم القرآن إذ تبدأ آياتها بالحروف المقطعة حم، وهذا المقال يُسلط الضوء على سورة الأحقاف من نوافذ عدة. سبب تسمية سورة الأحقاف
سُمّيت هذه السورة بهذا الاسم أيْ الأحقاف في جميع المصاحف المغربية والشرقية إلى جانب كتب التفسير والسنة؛ فالأحقاف وردت في هذه السورة ولم ترد في أي موضعٍ آخرٍ وهي مساكن قوم عادٍ من أرض اليمن وتقع تحديدًا في وادٍ صحراويٍّ بين سلطنة عُمان ومهرة اليمنية جنوب شبه الجزيرة العربية حاليًّا وقد أهلكهم الله تعالى بعد أن كذّبوا رسولهم هود -عليه السلام-، كما يُطلق على هذه السورة اسم حم الأحقاف تمييزًا لها عن باقي السور التي تفتتح آياتها بالحروف المقطعة حم.
الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير ، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ. معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن ، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
^ أ ب شمس الدين الذهبي (1985)، سير أعلام النبلاء (الطبعة الثالثة)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 364، جزء 2. بتصرّف. ↑ إبراهيم العلي (1996)، حذيفة بن اليمان أمين سر رسول الله (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 53-58. بتصرّف. ↑ علي بن الحسن (1995)، تاريخ دمشق ، دمشق: دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع، صفحة 263، جزء 12. بتصرّف. ↑ إبراهيم العلي (1996)، حذيفة بن اليمان أمين سر رسول الله (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 40. بتصرّف. ↑ إبراهيم العلي (1996)، حذيفة بن اليمان أمين سر رسول الله (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 41-42. بتصرّف. ^ أ ب إبراهيم العلي (1996)، حذيفة بن اليمان أمين سر رسول الله (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 43-48. أحاديث حذيفة بن اليمان. بتصرّف. ^ أ ب إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي (1976)، السيرة النبوية ، بيروت: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 218، جزء 3. بتصرّف. ↑ مناهج جامعة المدينة العالمية، أصول الدعوة وطرقها ، ماليزيا: جامعة المدينة العالمية، صفحة 360، جزء 1. بتصرّف. ↑ إبراهيم العلي (1996)، حذيفة بن اليمان أمين سر رسول الله (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 50-51.
حذيفة بن اليمان والمنافقين
حذيفة بن اليمان | المحدث:
البخاري
|
المصدر:
صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3606 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
الواجِبُ على المُسلمِ أنْ يَجتنِبَ مَواضِعَ الفِتنِ؛ لأنَّه لا أحَدَ يَأمَنُ على نفْسِه منها، والمَعصومُ مَن عَصَمَه اللهُ تعالَى، وقدْ أرشَدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه إلى ما يَجِبُ فِعلُه في وَقتِ الفِتنِ، وحذَّرَها مِن سُوءِ عاقِبةِ الانْخِراطِ فيها.
حذيفه بن اليمان في الاحزاب
مات حذيفة بالمدائن سنة ست وثلاثين ، وقد شاخ. قال ابن سيرين: بعث عمر حذيفة على المدائن ، فقرأ عهده عليهم ، فقالوا: سل ما شئت. قال: طعاما آكله ، وعلف حماري هذا - ما دمت فيكم- من تبن. فأقام فيهم ، ما شاء الله; ثم كتب إليه عمر: اقدم. فلما بلغ عمر قدومه ، كمن له على الطريق; فلما رآه على الحال التي خرج عليها ، أتاه فالتزمه ، وقال: أنت أخي ، وأنا أخوك. مالك بن مغول ، عن طلحة: قدم حذيفة المدائن على حمار سادلا رجليه ، وبيده عرق ورغيف. سعيد بن مسروق الثوري ، عن عكرمة: هو ركوب الأنبياء ، يسدل رجليه من جانب. أبو بكر بن عياش: سمعت أبا إسحاق يقول: كان حذيفة يجيء كل جمعة من المدائن إلى الكوفة. قال أبو بكر: فقلت له: يمكن هذا ؟ قال: كانت له بغلة فارهة. ابن سعد: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي: حدثنا عبد الجبار بن [ ص: 367] العباس ، عن أبي عاصم الغطفاني ، قال: كان حذيفة لا يزال يحدث الحديث يستفظعونه. حذيفه بن اليمان في الاحزاب. فقيل له: يوشك أن تحدثنا: أنه يكون فينا مسخ! قال: نعم! ليكونن فيكم مسخ: قردة وخنازير. أبو وائل ، عن حذيفة ، قال: قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم: اكتبوا لي من تلفظ بالإسلام من الناس. فكتبنا له ألفا وخمسمائة.
دعاء حذيفة بن اليمان
قَالَ: (
اذْهَبْ فَأْتِنِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ وَلَا تَذْعَرْهُمْ عَلَيَّ) فَلَمَّا
وَلَّيْتُ مِنْ عِنْدِهِ جَعَلْتُ كَأَنَّمَا أَمْشِي فِي حَمَّامٍ حَتَّى
أَتَيْتُهُمْ... )
وفيه فضيلة ظاهرة لحذيفة رضي الله عنه حيث اختاره النبي صلى الله عليه وسلم لهذه
المهمة الصعبة وفي هذا الخوف والبرد الشديد. وفيه كرامة ظاهرة له رضي الله عنه: أَنَّهُ لَمْ يَجِد الْبَرْد الَّذِي يَجِدهُ
النَّاس. وَلَا مِنْ تِلْكَ الرِّيح الشَّدِيدَة شَيْئًا; بَلْ عَافَاهُ اللَّه
مِنْهُ بِبَرَكَةِ إِجَابَته لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ,
وَذَهَابه فِيمَا وَجَّهَهُ لَهُ, وَدُعَائِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لَهُ, وَاسْتَمَرَّ ذَلِكَ اللُّطْف بِهِ، وَمُعَافَاته مِنْ الْبَرْد، حَتَّى
عَادَ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَلَمَّا رَجَعَ
وَوَصَلَ عَادَ إِلَيْهِ الْبَرْد الَّذِي يَجِدهُ النَّاس, وَهَذِهِ مِنْ
مُعْجِزَات رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. نبذة عن الصحابي حذيفة بن اليمان - سطور. راجع "شرح النووي على
مسلم" (12/146). - وكان رضي الله عنه يحترز لدينه ، ويحتاط لنفسه ، ويسأل عن الشر ليتقيه. روى البخاري (3606) ومسلم (1847) عن حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قال: " كَانَ
النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ
الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي ".
أخبر ليث بن أبي سليم إنه عندما نزل الموت بحذيفة بكى بكاءً شديدًا وفزع فزعًا شديدًا، قيل ما يُبكيك؟ قال: ما أبكي أسفًا على الدنيا بل الموت أحب إلى ولاكن لا أدري ما أنا قادماً عليه رضى؟ أم سخط؟
ومن أشهر الأقوال الخاصة به التي أراد أن يتم القيام بها بتعد وفاته هي أن يتم شراء ثوبين من اللون الأبيض كفنًا له، وذلك لأنهم كما قال لن يظلوا عليه طويلة فإما أن يبدلهم الله بخير منهم أو يبدلهم بأقبح منها. شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي تعلم لغة اليهود