وأنشد المَرْزَبَانِيّ في معجمه للطفيل بن عمرو يخاطب قريشًا، وكانوا هدّدوه لما أسلم ألاَ أبْلِغْ لَدَيكَ بَنِي لُؤَيٍّ عَلَى الشَنَآنِ وَالعَضَبِ المُرَدِّ بِأنَّ الله رَبَّ النَّاسِ فَرْدٌ تَعَالَى جَدُّهُ عَنْ كُلّ نِدِّ وَأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدٌ رَسُولٌ دَلِيلُ هُدًى وَمُوضِحُ ُكلِّ رُشْدِ وَأنَّ الله جَلَّلهُ بَهَاءً وَأعْلَى جَدَّهُ فِي كُلِّ جَدِّ وقال ابْنُ أبِي حَاتِمٍ: قدم على النبي صَلَّى الله عليه وسلم مع أبي هريرة بخَيْبَر ولا أعلم روى عنه شيئًا، وأخرج البَغَويُّ عن الطفيل بن عَمْرو الدّوسي، قال: أقْرَأنِي أبيّ بنَ كعب القرآن، فأهديت له قوسًا.... الحديث (*).
مدرسة الطفيل بن عمرو
أبو الطفيل ( ع)
خاتم من رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا ، واستمر الحال على ذلك في [ ص: 468] عصر التابعين وتابعيهم وهلم جرا ، لا يقول آدمي: إنني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى نبغ بالهند بعد خمسمائة عام بابا رتن ، فادعى الصحبة ، وآذى نفسه ، وكذبه العلماء. فمن صدقه في دعواه ، فبارك الله في عقله ، ونحن نحمد الله على العافية. واسم أبي الطفيل ؛ عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمرو الليثي الكناني الحجازي الشيعي. كان من شيعة الإمام علي. مولده بعد الهجرة. مدرسة الطفيل بن عمرو. رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في حجة الوداع وهو يستلم الركن بمحجنه ، ثم يقبل المحجن. [ ص: 469]
وروى عن: أبي بكر ، وعمر بن الخطاب ، ومعاذ بن جبل ، وابن مسعود ، وعلي. حدث عنه: حبيب بن أبي ثابت ، والزهري ، وأبو الزبير المكي ، وعلي بن زيد بن جدعان ، وعبد الله بن عثمان بن خثيم ، ومعروف بن خربوذ ، وسعيد الجريري ، وفطر بن خليفة ، وخلق سواهم. قال معروف: سمعت أبا الطفيل يقول: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا غلام شاب يطوف بالبيت على راحلته ، يستلم الحجر بمحجنه. وقال محمد بن سلام الجمحي: عن عبد الرحمن الهمداني ، قال: دخل أبو الطفيل على معاوية ، فقال: ما أبقى لك الدهر من ثكلك عليا ؟ قال: ثكل العجوز المقلات والشيخ الرقوب.
قصة اسلام الطفيل بن عمرو الدوسي
ما سمعت كاليوم لفظاً أحسن ولا أجمل منه، فلما انصرف تبعته، فدخلت معه بيته، فقلت: يا محمد إن قومك جاؤوني فقالوا لي: كذا وكذا، فأخبرته بما قالوا، وقد أبى الله إلا أن أسمعني منك ما تقول، وقد وقع في نفسي أنه حق، فاعرض علي دينك فعرض علي الإسلام، فأسلمت ثم قلت: إني أرجع إلى دوس، وأنا فيهم مطاع، وأدعوهم إلى الإسلام لعل الله أن يهديهم، فادع الله أن يجعل لي آية، قال: ( اللهم اجعل له آية تعينه).
الطفيل بن عمرو
وقد قدم إلى مكة للحج قبل الهجرة فاستقبلتة قريش ولقي الرسول فأسلم على يده ثم رجع لدوس ولبت عندهم يدعوهم إلى الإسلام والتحق بعدها بالرسول بالمدينة بعد معركة أحد ومعه 80 بيتا من دوس فشهد مع الرسول معركة الخندق وفتح مكة.
قصة الطفيل بن عمرو الدوسي
قال: فكيف حبك له ؟ قال: حب أم موسى لموسى ، وإلى الله أشكو التقصير. وروي عن أبي الطفيل قال: أدركت من حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثمان سنين. وقيل: إنه كان ينشد: وخلفت سهما في الكنانة واحدا سيرمى به أو يكسر السهم كاسره
وقيل: إن أبا الطفيل كان حامل راية المختار لما ظهر بالعراق ، [ ص: 470] وحارب قتلة الحسين. وكان أبو الطفيل ثقة فيما ينقله ، صادقا ، عالما ، شاعرا ، فارسا ، عمر دهرا طويلا. وشهد مع علي حروبه. قال خليفة: وأقام بمكة حتى مات سنة مائة أو نحوها. كذا قال. ثم قال: ويقال: سنة سبع ومائة. وقال البخاري حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا مبارك ، عن كثير بن أعين ، قال: أخبرني أبو الطفيل بمكة سنة سبع ومائة. الطفيل الغنوي - ويكيبيديا. وقال وهب بن جرير: سمعت أبي يقول: كنت بمكة سنة عشر ومائة ، فرأيت جنازة ، فسألت عنها. فقالوا: هذا أبو الطفيل. قلت: هذا هو الصحيح من وفاته لثبوته ، ويعضده ما قبله. ولو عمر أحد بعده كما عمر هو بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - لعاش إلى سنة بضع ومائتين.
وكان ذلك في السنة العاشرة من بعثه النبي صلى الله عليه وسلم.
وصِيغَ نَهْيُ مُوسى عَنِ الصَّدِّ عَنْها في صِيغَةِ نَهْيِ مَن لا يُؤْمِنُ بِالسّاعَةِ عَنْ أنْ يُصَدَّ مُوسى عَنِ الإيمانِ بِها، مُبالَغَةً في نَهْيِ مُوسى عَنْ أدْنى شَيْءٍ يَحُولُ بَيْنَهُ وبَيْنَ الإيمانِ بِالسّاعَةِ، لِأنَّهُ لَمّا وجَّهَ الكَلامَ إلَيْهِ وكانَ النَّهْيُ نَهْيَ غَيْرِ المُؤْمِنِ عَنْ أنْ يَصُدَّ مُوسى، عُلِمَ أنَّ المُرادَ نَهْيُ مُوسى عَنْ مُلابَسَةِ صَدِّ الكافِرِ عَنِ الإيمانِ بِالسّاعَةِ، أيْ لا تَكُنْ لَيِّنَ الشَّكِيمَةِ لِمَن يَصُدَّكَ ولا تُصْغِ إلَيْهِ فَيَكُونُ لِينُكَ لَهُ مُجَرِّئًا إيّاهُ عَلى أنْ يَصُدَّكَ، فَوَقَعَ النَّهْيُ عَنِ المُسَبَّبِ. والمُرادُ النَّهْيُ عَنِ السَّبَبِ، وهَذا الأُسْلُوبُ مِن قَبِيلِ قَوْلِهِمْ: لا أعْرِفَنَّكَ تَفْعَلُ كَذا ولا أرَيَنَّكَ هاهُنا. وزِيادَةُ (﴿واتَّبَعَ هَواهُ﴾) لِلْإيماءِ بِالصِّلَةِ إلى تَعْلِيلِ الصَّدِّ، أيْ لا داعِيَ لَهم لِلصَّدِّ عَنِ الإيمانِ بِالسّاعَةِ إلّا اتِّباعَ الهَوى دُونَ دَلِيلٍ ولا شُبْهَةٍ، بَلِ الدَّلِيلُ يَقْتَضِي الإيمانَ بِالسّاعَةِ كَما أشارَ إلَيْهِ قَوْلُهُ (﴿لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى﴾).
كتاب: وأقم الصلاة لذكري – منار الإسلام
﴿إنَّنِيَ أنا اللَّهُ لا إلَهَ إلّا أنا فاعْبُدْنِي وأقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِيَ﴾ ﴿إنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ أكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى﴾ ﴿فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها مَن لا يُؤْمِنُ بِها واتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى﴾. هَذا "ما يُوحى" المَأْمُورُ بِاسْتِماعِهِ. فالجُمْلَةُ بَدَلٌ مِن (ما يُوحى) بَدَلًا مُطابِقًا. ووَقَعَ الإخْبارُ عَنْ ضَمِيرِ المُتَكَلِّمِ بِاسْمِهِ العَلَمِ الدّالِّ عَلى الذّاتِ الواجِبِ الوُجُودِ المُسْتَحِقِّ لِجَمِيعِ المَحامِدِ. وذَلِكَ أوَّلُ ما يَجِبُ عِلْمَهُ مِن شُئونِ الإلَهِيَّةِ، وهو أنْ يَعْلَمَ الِاسْمَ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ عَلَمًا عَلَيْهِ لِأنَّ ذَلِكَ هو الأصْلُ لِجَمِيعِ ما سَيُخاطَبُ بِهِ مِنَ الأحْكامِ المُبَلَّغَةِ عَنْ رَبِّهِمْ. كتاب: وأقم الصلاة لذكري – منار الإسلام. وفِي هَذا إشارَةٌ إلى أنَّ أوَّلَ ما يَتَعارَفُ بِهِ المُتَلاقُونَ أنْ يَعْرِفُوا أسْماءَهم. فَأشارَ اللَّهُ إلى أنَّهُ عالِمٌ باسِمِ كَلِيمِهِ وعَلَّمَ كَلِيمَهُ اسْمَهُ، وهو اللَّهُ. (p-٢٠٠)وهَذا الِاسْمُ هو عَلَمُ الرَّبِّ في اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ. واسْمُهُ تَعالى في اللُّغَةِ العَبْرانِيَّةِ (يَهْوَهْ) أوْ (أهْيَهْ) المَذْكُورُ في الإصْحاحِ الثّالِثِ مِن سِفْرِ الخُرُوجِ في التَّوْراةِ، وفي الإصْحاحِ السّادِسِ.
«أقم الصلاة لذكري» - السبيل
قال الله تعالى: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وهو تعالى لا ينسى وإنما معناه علمت. فكذلك يكون معنى قوله: ( إذا ذكرها) أي علمها وأيضا فإن الديون التي للآدميين إذا كانت متعلقة بوقت ، ثم جاء الوقت لم يسقط قضاؤها بعد وجوبها ، وهي مما يسقطها الإبراء كان في ديون الله تعالى ألا يصح فيها الإبراء أولى ألا يسقط قضاؤها إلا بإذن منه. وأيضا فقد اتفقنا أنه لو ترك يوما من رمضان متعمدا بغير عذر لوجب قضاؤه فكذلك الصلاة. فإن قيل فقد روي عن مالك: من ترك الصلاة متعمدا لا يقضي أبدا. فالإشارة إلى أن ما مضى لا يعود ، أو يكون كلاما خرج على التغليظ ؛ كما روي عن ابن مسعود وعلي: أن من أفطر في رمضان عامدا لم يكفره صيام الدهر وإن صامه. تفسير: (إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري). ومع هذا فلا بد من توفية التكليف حقه بإقامة القضاء مقام الأداء ، أو إتباعه بالتوبة ، ويفعل الله بعد ذلك ما يشاء. وقد روى أبو المطوس عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( من أفطر يوما من رمضان متعمدا لم يجزه صيام الدهر وإن صامه) وهذا يحتمل أن لو صح كان معناه التغليظ ؛ وهو حديث ضعيف خرجه أبو داود. وقد جاءت الكفارة بأحاديث صحاح ، وفي بعضها قضاء اليوم ؛ والحمد لله تعالى.
تفسير: (إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري)
آحمد صبحي منصور:
الصلاة يجب أن تكون لذكر الله جل وعلا وحده ولتعظيمه وحده ، وهذه هى صلاة النبى محمد المخلوق بشرا مثلنا. فلم يكن يذكر نفسه يعظم نفسه فى الصلاة ، كيف يكون مأمورا بالركوع والسجود لربه جل وعلا وكيف يكون مأمورا بالخشوع فى صلاته وهو يعظم نفسه ويحيى نفسه يقدم لنفسه ( التحيات)؟ سبحانك ربى هذا بهتان عظيم سيتبرأ منه رسول الله ( محمد) يوم القيامة.!! التشهد فى الصلاة هو الآية رقم 18 من سورة آل عمران. وتلك التحيات المختلف فى صيغها مصنوعة فى العصر العباسى وينسبونها الى صحابة شتى ، لكل منهم ( صيغة مختلفة من ( التحيات). وهذا إفتراء يقصدون منه ذكر وتعظيم وتقديس شخص ( محمد) وجعله شريكا لرب العزة جل وعلا والذى لا شريك له فى الوهيته. ومن ذلك جعلهم ( محمد) شريكا لرب العزة فى الأذان وفى الحج ، وتقديم صلاة له يسمونها السنن. الأفظع جعلهم شهادة الاسلام شهادتين. الذى يصمم على جعل شهادة الاسلام الواحدة ( لا إله إلا الله) شهادتين فهو مشرك. وإذا صلى بها فصلاته باطلة ، والله جل وعلا يحبط العمل الصالح لمن يموت مشركا. لا مجال هنا لأى تحرج أو تردد ـ لأنه حق الله جل وعلا والذى يترتب عليه خلود فى الجنة لمن قال سمعنا وأطعنا أو خلود فى النار لمن رفض.
إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) قوله تعالى: إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري فيه سبع مسائل: الأولى: اختلف في تأويل قوله: لذكري فقيل: يحتمل أن يريد لتذكرني فيها ، أو يريد لأذكرك بالمدح في عليين بها ، فالمصدر على هذا يحتمل الإضافة إلى الفاعل وإلى المفعول. وقيل: المعنى ؛ أي حافظ بعد التوحيد على الصلاة. وهذا تنبيه على عظم قدر الصلاة إذ هي تضرع إلى الله تعالى ، وقيام بين يديه ؛ وعلى هذا فالصلاة هي الذكر. وقد سمى الله تعالى الصلاة ذكرا في قوله: فاسعوا إلى ذكر الله. وقيل: المراد إذا نسيت فتذكرت فصل كما في الخبر ( فليصلها إذا ذكرها). أي لا تسقط الصلاة بالنسيان. الثانية: روى مالك وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها فإن الله - عز وجل - يقول: وأقم الصلاة لذكري.