مهرجان الجنادرية
وقد سجل مشاركته لسنوات طويلة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" في الرياض، حيث كان من الحرفيين القلة الذين بدأوا مع بدايات المهرجان وواظب على المشاركة فيه لعقدين من الزمن؛ يُعرّف الزوار على طريقة "صناعة السلال"، مقدماً بذلك نموذجاً حياً للحرّفي الأصيل الذي عشق أرضه وتعلم الكثير من نخيلها، وحافظ على إرثه منها. مفروشات العمر جده الخدمات. سفير السلال
آل عسيّف سفير السلال التراثية بالقطيف، مثل نموذجاً فريداً في إحياء التراث التقليدي والفلكلوري وتحديداً في صناعة "الجيزران" التي تكاد تكون من المهن المنقرضة الآن، بفعل عوامل التعرية الحداثية مجتمعياً، ولكونه أحد الرموز الحية لهذه الصناعة حظي بتكريم خاص من وزارة الثقافة كأحد 10 رموز حرفية سعودية تقليدية، وحظي بشرف استقباله ـ ضمن الوفد ـ من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز شخصياً عام 2016م، بوصفهم امتدادً للموروث السعودي الأصيل. لقاء العسيف بالملك ضمن وفد الحرفيي السعوديين في 2016
وجه منحوت بالتعب
وحضر في العديد من المهرجانات بمختلف المدن والمحافظات منها مهرجان النعيرية، ومهرجانات في عنيزة، بريدة، الأحساء والرياض.. عدا المهرجانات المحلية داخل القطيف.. ومثلت ملامح وجهه المنحوت من تعب السنين ومشقة العمل، أيقونة الفلاح الكادح الذي نال إعجاب العالم في صورة شهيرة التقطتها عدسة الفوتوغرافية زهراء القطري، ونشرتها قناة ناشيونال جيوغرافيك بعد أن تصدرت المراكز الأولى من المسابقة الفوتوغرافية التي أطلقتها القناة في أغسطس 2014 م.
مفروشات العمر جده الان
وأكمل: رغم تقدم العمر به إلا أنه كان مشاركاً فعّالاً عرف بتواضعه، وأريحية تعامله -على سجيته وطبيعته-، رحمه الله رحمة الأبرار. وعن مهنة صناعة السلال علق الشهاب: أخرج العسيف هذه الحرفه الجميلة بشكل جميل، وبذوق وتناسق في الألوان، وهي حرفة مثلت هويتنا في القطيف المرتبطة بالنخلة والتراث. عروض مفروشات العمر - YouTube. من الاستعدادات التي يقوم بها لصناعة السلال "تجفيف الأعواد"
حياته بين النخيل و الجيزران
جانب من حياة الفلاح
شغفه بصناعة الجيزران
اقرأ ايضاً
القطيف تخسر أشهر صانع سلال "الجيرزان" في السعودية
في القطيف.. موت فلاح.. فقد خبرة 5 آلاف سنة
[فيديو] موسى آل شيف.. كُتب له عمر جديد ليواصل إعمار الأرض
[فيديو] السيد طاهر المدلّي.. نخلاوي آخر يغادر "اشْروْبَهْ"…!
مفروشات العمر جده بنات
تجميع عيدان الجيرزان
وأبان: كنا نمضي وقتنا كله في المزرعة بجواره، نساعده في تجميع الأسل الذي كان من الصعب الحصول عليه بسهولة، اذ ينمو في أماكن أقل ما توصف بأنها "خربة"، نصبغ الأسل ونجففه، ونجهزه للعمل على صناعة السلال، وفي المزرعة نقطع معه الرطب، ونصنع التمر، هكذا كنا في كنفه، حتى صار يعتمد علينا في عمل النخل، فيغادرنا مطمئناً للمشاركة في إحدى المهرجانات ونبقى نحن لرعاية النخيل الذي لا نزال قائمين عليه حتى اللحظة. مع ابنه محمد في صرام النخيل
"صندقة" العمل والذكريات
يصمت محمد قليلاً وكأنه يسترجع حنيناً إلى قيمة معنوية ونفسية معينة، ويشير إلى زاوية من النخيل، ويقول: هنا.. تجدون "صندقة" ـ غرفة من الخشب ـ فيها كان يعمل والدي، ماإن تدخلها حتى تجدها مكتظة بعيدان الأسل والجيزران.. وأيضاً بعض السلال التي أنهى بعضها، وأخرى لم يمهله القدر لإكمالها.. وتجدون أيضاً بعضاً من ذكرياته التي كان يعتز بها كثيراً.. بطاقات مشاركته في مهرجانات متعددة، شهادات شكر حصل عليها.. مفروشات العمر جده الان. وكلها حرص ـ رحمه الله ـ على تعليقها على جدران الغرفة الصغيرة لتكون شاهداً له وعليه. صناعته للسلال في الصندقة
ويلتقط محمد أنفاسه لينوه بفخر: تعدت مشاركات والدي الفعاليات الوطنية إلى مشاركات خليجية في قطر والبحرين والإمارات، وكان سعيداً جداً حين ضمت قائمة الحرفيين اسمه بين الذين اختارتهم وزارة الثقافة للقاء الملك سلمان ـ حفظه الله ـ عام 2016، حيث تشرف باللقاء والسلام على خادم الحرمين الشريفين وبقيت هذه الذكرى في داخله مصدر اعتزاز له.
أثناء ممارسته مهنة الفلاحة أواخر الشباب
وأوضح محمد: عُرفت عائلتنا بارتباطها بالأرض، والنخيل، فبينما يقضي أعمامي مهدي وعلي وقتهما في رعاية "نخل اسبينة"، كان والدي يعمل في نخل "اكنيذ" في بلدة التوبي، وهناك أيضاً يقضي وقته في صناعة السلال، حتى وهو يعمل مراسلاً في ابتدائية البحاري، إذ ما إن كان يعود ـ رحمه الله ـ من عمله في المدرسة، حتى يتوجه عصراً للنخيل، ويكمل عمله هناك، وظل هكذا إلى أن تقاعد من عمله في المدرسة ، وبقي بين النخيل، والأسل، والجيزران.