وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (9) وقوله: ( وليخش الذين لو تركوا من خلفهم [ ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله]) قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس: هذا في الرجل يحضره الموت ، فيسمعه الرجل يوصي بوصية تضر بورثته ، فأمر الله تعالى الذي يسمعه أن يتقي الله ، ويوفقه ويسدده للصواب ، ولينظر لورثته كما كان يحب أن يصنع بورثته إذا خشي عليهم الضيعة. وهكذا قال مجاهد وغير واحد ، وثبت في الصحيحين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل على سعد بن أبي وقاص يعوده قال: يا رسول الله ، إني ذو مال ولا يرثني إلا ابنة ، أفأتصدق بثلثي مالي ؟ قال: " لا ". وليخش الذين لو تركوا من بعدهم ذرية ضعافا. قال: فالشطر ؟ قال: " لا ". قال: فالثلث ؟ قال: " الثلث ، والثلث كثير ". ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس ". وفي الصحيح أن ابن عباس قال: لو أن الناس غضوا من الثلث إلى الربع فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الثلث ، والثلث كثير ". قال الفقهاء: إن كان ورثة الميت أغنياء استحب للميت أن يستوفي الثلث في وصيته وإن كانوا فقراء استحب أن ينقص الثلث.
- وليخش الذين لو تركوا من بعدهم ذرية ضعافا
- وليخش الذين لو تركوا تفسير
- وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية
وليخش الذين لو تركوا من بعدهم ذرية ضعافا
إذن العمل الصالح والطالح، النعمة والمصيبة كثيراً ما يحلاّن على الإنسان بما كسبت يداه وهذا أمر مألوف ومشهود، وأيدي آبائه. ولكنّ السؤال هنا كيف يحمّل الباري عزّ وجل جزاء شخص على شخص آخر؟، وماذا فعل أبناء الظالم حتى يبتلوا بمن يظلمهم، ويتحمّلوا وِزر ما جناه والدهم؟ أليس هذا ما يناقض قوله تعالى في العديد من آياته الشريفة؟ أمثال:
{ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا نزر وازرة وزر أخرى}(14). {من أهتدي فإنما يهتدي لنفسه ومن ضلّ فإنما يضلّ عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى}(15). {و لا تزر وازرة وزر أخرى.. } (16) (17) (18). {كل امرئ بما كسب رهين}(19). {كل نفس بما كسبت رهينة}(20). وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية. أولاً: إنّ هذه الآيات على اختلافها تشير إلى ما نحن بصدده وإنما هي إما منحصرة في المسائل الإعتقادية (التوحيد، النبوة، المعاد) وإما إنها تشير إلى جانب العقوبة الأخروية وما يكسبه الإنسان في هذه الأمور يكسبه على نفسه فقط ولا يتعدّاها إلى عقبة أو عقب عقبة. فالمشرك بالله والكافر، أو الرافض لتعاليم الرسل والأنبياء أو المنكر ليوم الآخرة سيكتوي بنار اعتقاداته الخاطئة وأفكاره المنحرفة ولا ينال أولاده وأحفاده من ذلك شيئاً. الله عزّ وجل يقول بحق الأمم السالفة التي عبدت غير الله {تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عمّا كانوا يعملون}(21).
وليخش الذين لو تركوا تفسير
وتقدم تفسير الذرية عند قوله تعالى ( ذرية بعضها من بعض) في سورة آل عمران وقوله ( فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا) فرع الأمر بالتقوى على الأمر بالخشية وإن كانا أمرين متقاربين: لأن الأمر الأول لما عضد بالحجة اعتبر كالحاصل فصح التفريع عليه والمعنى: فليتقوا الله في أموال الناس وليحسنوا إليهم القول
قراءة سورة النساء
وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية
فقال الخازن: أن تضمن لي أن تبقى حياً حتى الشهر القادم لتعمل بالأجر الذي تريد صرفه مسبقاً. فتركه عمر وعاد، فسأله أبناؤه: ماذا فعلت يا أبانا؟ قال: أتصبرون وندخل جميعاً الجنة، أم لا تصبرون ويدخل أبوكم النار؟ قالوا: نصبر يا أبانا ، هذا هو الميراث الحقيقي للأبناء في بناء النفسية السوية وحسن التعامل مع الحياة وترفها ، وكان الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عندما يصلي من الليل، وابنه الصغير نائم بجواره، ينظر إليه قائلاً: من أجلك يا بني! ويتلو وهو يبكي قوله تعالى " وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ". وَلْيَخْشَ ٱلَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً - منتديات عتيدة. وحكي أن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود باع دارًا بثمانين ألف درهم فقيل له: اتخذ لولدك من هذا المال ذخرًا. فقال: أنا أجعل هذا المال ذخرًا لي عند الله عز وجل، وأجعل الله ذخرًا لولدي، وتصدق بها.
وبعد أن استفاق الابن من نومه، كتب مباشرة رسالة إلى أخوته في أصفهان يخبرهم بأنه رأى هذا الحلم ويطلب منهم أن يجدوا رضا السقا. وفعلاً يذهب الإخوة إليه ويسألونه عن الحادثة فيقول: لقد انتظرت مدّة بعد وفاة أبيكم علّكم تعطوني ما بذمّة والدكم من دين لي، ولكنكم لم تفعلوا، فتضايقت في البداية ولكنّني فكرت ربما نسي الوالد أن يكتب في وصيته هذا الدَّين البسيط فسامحته وتخليت عن دَيني»(4). يقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام): «إن الله تبارك تعالى إذا برز لخلقه أقسم قسماً على نفسه فقال: وعزّتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم، ولو كف بكف، أو مسحة بكف، ونطحة ما بين الشاة القرناء إلى الشاة الجماء، فيقتصّ الله للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لأحد عند أحد مظلمة ثم يبعثهم الله إلى الحساب»(5). للظلم عقوبتان: انتقام في الدنيا، وعذاب في الآخرة. إعراب قوله تعالى: وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله الآية 9 سورة النساء. والانتقام في الدنيا، قد يكون في نفس الظالم، وقد يكون في ، قد يكون في، وقد يكون في اثنين منها، وقد يكون في جميعها كلها. ويختلف ذلك باختلاف نسبة الظلم، وحدود الظالم، وحدود المظلوم، والمناسبات الأخرى التي بها -لمجموعها- يزن الله تعالى بكلّ دقة الأمور، ومنها المظالم.. فقد ورد عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: «من ارتكب أحداً بظلم، بعث الله عزّ وجل عليه من يظلمه بمثله، أو على ولده أو على عقبه من بعده»(6).