قال أصحابنا: ويستحب للغني التنزه عنها, ويكره التعرض لأخذها. انتهى. 7- من حديث (لا تحل الصدقة لغني إلا لخمسة..). وقال الكاساني في بدائع الصنائع: وأما صدقة التطوع فيجوز صرفها إلى الغني لأنها تجري مجري الهبة. انتهى. وللمزيد راجع الفتوى رقم: 35844
وكون النبي صلي الله عليه وسلم أكل من أضحية غيره لم نقف على ذلك بخصوصه، لكن الثابت من خُلُقه صلى الله عليه وسلم وفعله أنه كان يقبل الهدية من غيره، ففي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت، ولو أهدي إلي ذراع أوكراع لقبلت. وفي الصحيحين واللفظ لمسلم عن عائشة رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ فِي بَرِيرَةَ ثَلَاثُ سُنَنٍ؛ خُيِّرَتْ عَلَى زَوْجِهَا حِينَ عَتَقَتْ، وَأُهْدِيَ لَهَا لَحْمٌ فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْبُرْمَةُ عَلَى النَّارِ فَدَعَا بِطَعَامٍ فَأُتِيَ بِخُبْزٍ وَأُدُمٍ مِنْ أُدُمِ الْبَيْتِ، فَقَالَ: أَلَمْ أَرَ بُرْمَةً عَلَى النَّارِ فِيهَا لَحْمٌ؟ فَقَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَلِكَ لَحْمٌ تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ فَكَرِهْنَا أَنْ نُطْعِمَكَ مِنْهُ. فَقَالَ: هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ وَهُوَ مِنْهَا لَنَا هَدِيَّةٌ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا: إِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ.
الصدقة.. فضلها.. آدابها.. طرقها.. منافعها وثمارها - إسلام ويب - مركز الفتوى
وأما الحديث الذي أشرتم إليه في كتابكم وهو قوله صلى الله عليه وسلم: " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له " فهو حديث صحيح رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. والمراد بالصدقة الجارية كل ما ينفع المحتاجين بعد موته نفعاً مستمراً، فيدخل فيه الصدقات التي توزع على الفقراء، والمياه التي يشرب منها، وكتب العلم النافع التي تطبع، أو تشترى وتوزع على المحتاجين إليها، وغير ذلك مما يقرب إلى الله تعالى وينفع العباد. وهذا الحديث يراد به ما يتصدق به الميت في حياته، أو يوصي به بعد موته، لكن لا يمنع أن يكون من غيره أيضاً كما في حديث عائشة السابق. وأما الأعمال التطوعية التي ينتفع بها الميت سوى الصدقة فهي كثيرة تشمل كل عمل صالح يتطوع به الولد، ويجعل ثوابه لوالده، أباً كان أم أمًّا، لكن ليس من هدي السلف فعل ذلك كثيراً، وإنما كانوا يدعون لموتاهم، ويستغفرون لهم، فلا ينبغي للمؤمن أن يخرج عن طريقتهم. وفق الله الجميع لما فيه الخير والهدى والصلاح. الصدقة.. فضلها.. آدابها.. طرقها.. منافعها وثمارها - إسلام ويب - مركز الفتوى. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الثامن عشر - كتاب صدقة التطوع.
7- من حديث (لا تحل الصدقة لغني إلا لخمسة..)
{وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون} (خطبة)
خالد بن حسن المالكي
21-04-2022
503
العشر الأواخر وخلق الاجتهاد (خطبة)
عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت
1571
خطبة... رمضان 1443هـ
د.
المقصود أنه إذا كان الإنسانُ مجهولًا ويقول: ما عندي شيءٌ، ولو أني قوي لكني ما حصلت على عملٍ، أو ما عندي عمل، أو ما أجد شيئًا؛ يُعطى ويُوكَل إلى دينه وذمته، ولهذا قال ﷺ: إن شئتُما أعطيتُكما، ولا حظَّ يعني: مع العلم أنه لا حظَّ فيها لغنيٍّ إن كنتما أغنياء، ولا لقويٍّ مُكتسبٍ ، أما قوي وما عنده كسبٌ فإنه يُعْطَى؛ لأنَّ بعض الناس يكون قويًّا لكن ما يجد عملًا، فيبقى مدةً ما يحصل على عملٍ، وهو محتاجٌ؛ فيُعطى من الصدقة. والحديث الثالث حديث قبيصة بن مخارق الهلالي: يقول له النبيُّ ﷺ: إنَّ المسألة لا تحلّ إلا لأحد ثلاثةٍ يعني: جاء قبيصة يسأل، فأخبره النبيُّ ﷺ أنَّ المسألة لا تحلّ إلا لأحد ثلاثةٍ: رجل تحمَّل حمالةً، فحلَّت له المسألة حتى يُصيبها، ثم يُمسك يعني: للإصلاح بين الناس، كإنسانٍ تحمَّل مئة ألف أو مئتي ألف أو أقل أو أكثر ليُصلح بين الناس: بين قبيلتين، أو أهل بلدين، أو أقارب، أو غيرهم، وأعطاها وفرَّقها بينهم، فيُعطى حتى يُسدد ما عليه؛ لأنَّه مصلحٌ مُحسنٌ يُعطى من الزكاة ليُصلح، فهو داخلٌ في الغارمين؛ لقوله: وَالْغَارِمِينَ [التوبة:60]. الثاني: إنسانٌ أصابته جائحةٌ، هو غنيٌّ لكن أصابته جائحةٌ فصار فقيرًا: حريق، أو سيل، أو نهب اللصوص ماله، فصار فقيرًا ليس عنده شيء؛ فإنه يُعطى من الزكاة حتى يُصيب قِوَامًا من عيشٍ، أو سدادًا من عيشٍ، يعني: حتى يحصل له ما يسد حاله.
وما اوتيتم من العلم الا قليلا - YouTube
وما أوتيتم من العلم إلا قليلا بالخط العربي
قال: ما أوتيتم من علم ، فنجاكم الله به من النار ، فهو كثير طيب وهو في علم الله قليل. وقال محمد بن إسحاق ، عن بعض أصحابه ، عن عطاء بن يسار قال: نزلت بمكة: ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، أتاه أحبار يهود. وقالوا يا محمد ، ألم يبلغنا عنك أنك تقول: ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) أفعنيتنا أم عنيت قومك ؟ فقال: " كلا قد عنيت ". قالوا: إنك تتلو أنا أوتينا التوراة ، وفيها تبيان كل شيء ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هي في علم الله قليل ، وقد آتاكم ما إن عملتم به استقمتم " ، وأنزل الله: ( ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم) [ لقمان: 27]. وقد اختلف المفسرون في المراد بالروح هاهنا على أقوال: أحدها: أن المراد [ بالروح]: أرواح بني آدم. قال العوفي ، عن ابن عباس في قوله: ( ويسألونك عن الروح) الآية ، وذلك أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أخبرنا عن الروح ؟ وكيف تعذب الروح التي في الجسد ، وإنما الروح من الله ؟ ولم يكن نزل عليه فيه شيء ، فلم يحر إليهم شيئا. فأتاه جبريل فقال له: ( قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، فقالوا: من جاءك بهذا ؟ فقال: " جاءني به جبريل من عند الله ؟ " فقالوا له: والله ما قاله لك إلا عدو لنا.
وما اوتيتم من العلم الا
وما أوتيتم من العلم الا قليلاً // الدكتور محمد راتب النابلسي - YouTube
وما أوتيتم من العلم الا قليلا
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قوله عزّ وجلّ ( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا) قال: يا محمد والناس أجمعون. وقال آخرون: بل عَنَى بذلك الذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الروح خاصة دون غيرهم. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا) يعني: اليهود. وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: خرج الكلام خطابا لمن خوطب به، والمراد به جميع الخلق، لأن علم كلّ أحد سوى الله، وإن كثر في علم الله قليل. وإنما معنى الكلام: وما أوتيتم أيها الناس من العلم إلا قليلا من كثير مما يعلم الله.
وما اوتيتم من العلم الا قليلا بالتشكيل
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85) يقول تعالى ذكره لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم: ويسألك الكفار بالله من أهل الكتاب عن الروح ما هي؟ قل لهم: الروح من أمر ربي، وما أوتيتم أنتم وجميع الناس من العلم إلا قليلا وذُكِر أن الذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الروح، فنـزلت هذه الآية بمسألتهم إياه عنها، كانوا قوما من اليهود. ذكر الرواية بذلك حدثنا أبو هشام، قال: ثنا وكيع، قال: ثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: كنت مع النبيّ صلى الله عليه وسلم في حرث بالمدينة، ومعه عَسِيب يتوكأ عليه، فمر بقوم من اليهود، فقال بعضهم: اسألوه عن الروح، وقال بعضهم: لا تسألوه، فقام متوكئا على عسيبه، فقمت خلفه، فظننت أنه يوحَى إليه، فقال ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا) فقال بعضهم لبعض: ألم نقل لكم لا تسألوه ". حدثنا يحيي بن إبراهيم المسعوديّ، قال: ثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: " بينا أنا أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حَرَّة بالمدينة، إذ مررنا على يهود، فقال بعضهم: سَلُوه عن الروح، فقالوا: ما أربكم إلى أن تسمعوا ما تكرهون، فقاموا إليه، فسألوه ، فقام فعرفت أنه يوحى إليه، فقمت مكاني، ثم قرأ ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا) فقالوا: ألم ننهكم أن تسألوه ".
وقد بيَّنا معنى الرّوح في غير هذا الموضع من كتابنا، بما أغنى عن إعادته. وأما قوله ( مِنْ أَمْرِ رَبِّي) فإنه يعني: أنه من الأمر الذي يعلمه الله عزّ وجلّ دونكم، فلا تعلمونه ويعلم ما هو. وأما قوله ( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا) فإن أهل التأويل اختلفوا في المعنيّ بقوله ( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا) فقال بعضهم: عنى بذلك: الذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الروح وجميع الناس غيرهم، ولكن لما ضمّ غير المخاطب إلى المخاطب، خرج الكلام على المخاطبة، لأن العرب كذلك تفعل إذا اجتمع في الكلام مخبر عنه غائب ومخاطب، أخرجوا الكلام خطابا للجميع.