وقد تكون الحكمة في ابتلاء الله تعالى للعبد المؤمن بالمرض، هو مزيد تكريم له ورفع درجات، فربمَّا تكون في الآخرة مراتب يحبُّ الله تعالى أن يرى عبده المؤمن فيها، ولمَّا كان ذلك المؤمن قاصرًا عن بلوغها بعمله فيبتليه الله تعالى في بدنه وصحته، ويجعل من ذلك سببًا لبلوغ تلك المنزلة. وهذا المضمون صرَّحت به روايات منها: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((إن الرجل ليكون له الدرجة عند الله لا يبلغها بعمله، حتى يبتلى ببلاء في جسمه فيبلغها بذلك)) ([6])، وعن الصادق أيضًا (صلوات الله عليه): ((إن في الجنة منزلة لا يبلغها عبد إلا بالابتلاء في جسده)) ([7]). نسأل الله تعالى العفو والعافية، وأن لا يسقمنا من غضب، وأن يلبس جميع الموالين من المرضى ثوب العافية، وأن يجعلهم ممَّن يقال لهم: ((ليهنك الطهر- أي من الذنوب - فاستأنف العمل)) ([8]) ، وصلى الله على رسوله وآله الطاهرين. الهوامش:
[1])) نهج البلاغة، تحقيق: محمد عبدة: 4/ 93، كلام رقم (388). كيف يعرف المصاب إن كانت مصيبته عقوبة أو ابتلاء لرفع درجاته ؟ - الإسلام سؤال وجواب. [2])) نهج البلاغة، تحقيق: محمد عبدة: 4/12، حكمة (42). [3])) التمحيص، محمد بن همام الإسكافي (ت: 336): 38، ح35. [4])) بحار الأنوار، العلامة المجلسي (ت: 1111): 75/374، ح34.
- أيها المريض صبرك واحتسابك طريقك إلى الجنة - طريق الإسلام
- الابتلاء بالمرض.. حكمته.. بشرى للمريض وهذا واجبه
- كيف يعرف المصاب إن كانت مصيبته عقوبة أو ابتلاء لرفع درجاته ؟ - الإسلام سؤال وجواب
- الابتلاء بالمرض
- الذات - أعرف الحياة الآن
أيها المريض صبرك واحتسابك طريقك إلى الجنة - طريق الإسلام
الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ بِما أسدَى, والشُكرُ لَهُ ما تَنَسَّمَتْ على الخَلائِقِ جَدْوَاء, فأيَّ آلاءِ اللهِ أَحَقُّ أنْ تُشكر؟ أجميلٌ أظهَرَهُ؟ أم قَبيحٌ سَتَرَهُ وما أبدَى؟ ولم تزل آلاءُ ربِكَ تَتَوالَى, ما مَنَّ رَبُكَ عَطَائَهُ, وما أكدَى. وأشهد أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَّهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ، صلى اللهُ وسَلَّمَ وبارَكَ عليه، وعلى آله وصحبه, وتابعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين. أما بعد: فعَلَيْكم بتقوى اللهِ عبادَ الله، نُفُوسِ أهلِهَا مُطمَئِنَّة, لَمَّا كانت بها مِن المَآثِمِ مُستَكِنَة؛ إذْ بها يُرَجُّونَ مِن عذابِ اللهِ جُنَّة..
معاشر المسلمين: الإنسَانُ في هذهِ الحياةِ الدنيا عُرضَةٌ للابتِلاء ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) [العنكبوت: 2] ( مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) [آل عمران: 179]. أيها المريض صبرك واحتسابك طريقك إلى الجنة - طريق الإسلام. والابتِلاءُ ليسَ رَدِيفاً للبَلاء!!
الابتلاء بالمرض.. حكمته.. بشرى للمريض وهذا واجبه
بعدَ هذا كُلِّهِ تَعَالوا سَوِياً لنَنظُر في واقِعِنَا, ونتأمَّلُ صُوراً يَبدُو فيها السُقُوطُ حَالَ وُرُودِ النِعَمِ جَليَّاً:
فمَن جَمَع حقَائبَهُ, وهيَّأ رَكَائبَهُ, قد عَقَدَ العزمَ, وأَجمَعَ النِيَّةَ على السَفَرِ الحَرَام, وغِشيَانِ ما تَهَيَّأ مِن الآثَام, هذا قد سَقَط, لكنَّ سُقوطَهُ لم يكُن حَالَ فَقرِه, وإنِّما بعدَ أنْ أغنَاهُ الله. المريِضُ حالَمَا يُشفَى, والأيِّمُ عندما يَنكِح, والفَردُ حالَمَا بالمولودِ يُرزَق, غَالِبُ هؤلاء, يُقابِلُونَ هذه النِعَمِ بإقامةِ الحَفَلات, وعِمَارتِهَا بالمعَازِفِ والأُغنِيات, فهذا سقوط!! لكنِّهُ لم يَكُن حالَ الضَرَاء, وإنِّما بعدَ ورودِ السَراء. المرأةُ حَالَمَا للحَفَلاتِ تُدعَى, فللدَعوَةِ تُجِيب, وعن أجزاءٍ مِن جَسَدِهَا تُلقِي ثَوبَ الحَيَاءِ الـمَهِيب, هذا سُقوط, لكن لم يَكُن حَالَ المرض, وإنِّمَا جَرَأتْ عليه الصِحَةُ. وغَالِبُ هؤلاءِ إذا ما حَدَثتَهُم عن حُرمَةِ ما يَفعَلُون, وأنَّهم بهذا نِعمَةَ اللهِ عليهم يَكفُرون, قالوا -لِفِعلِهم مُبَرِرين-: هذا فَرَح!! الابتلاء بالمرض.. حكمته.. بشرى للمريض وهذا واجبه. فيا سُبحانَ الله, أليسَ هذا هو سَبَبُ تَسَاقُطِ الأُمَمِ السابقة: ( فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ) ( وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً) ( أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ... ) ( وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ) ( وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا) فكانتْ عاقِبَةُ هؤلاءِ جميعا: ( فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا).
كيف يعرف المصاب إن كانت مصيبته عقوبة أو ابتلاء لرفع درجاته ؟ - الإسلام سؤال وجواب
تاريخ النشر: الإثنين 13 شعبان 1433 هـ - 2-7-2012 م
التقييم:
رقم الفتوى: 182695
38732
0
1299
السؤال
شاب أبلغ من العمر 31 سنة تزوجت حديثا وأعمل في شركة فاحشة الثراء ولكن رواتبها ضعيفة جداً وطالما عانيت من رواتبهم وبحثت عن عمل وإلى الآن ما أزال أبحث عن عمل، ولكن صعب إيجاده في هذه الفترة، ومؤخرا أصبحت أعاني جداً مادياً نظراً لإصابتي بمرض ارتفاع ضغط الدم مما يجعلني أزور الطبيب مرتين في الشهر وطبعا برسوم وأصبحت في كثير من الأحيان أستدين وأعاني مادياً بشدة. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم ـ أيها الأخ الكريم ـ أنّ في الابتلاء فائدة عظيمة تعود على المؤمن في أمور دينه ودنياه: فتقوى صلته بالله وذلك أن الرضا بالبلاء يجعل المؤمن متصلاً بربه صابرا محتسبا، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: عجباً لأمر المؤمن! إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن. فالفقر ابتلاء من الله، والمرض ابتلاء وامتحان، لكن إذا صبر الفقير واحتسب المريض كان ما أصابه من بلاء نعمة وتكفيرا للذنوب، وحطا للخطايا، قال صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه.
الابتلاء بالمرض
أمَّا سُورَةُ التَوبة, ففيها نَبَأُ خَسَارٍ, تَضطَرِبُ مِنهُ فَرَقَاً قُلُوبُ أُولي الإيمان, وما ذاك؛ إلا لأنَّ سَببَ السُقوطِ لم يَكن اشتِدَادُ الضَراء, كلا!!
ومن الوصايا التي يُوصى بها المريض:
أولًا: إحسان الظن بالله تعالى: وأن من أحسن ظنه بالله رزقه الله الراحة النفسية، وطمأنينة القلب، روى ابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلَا يَقُولُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، إِنْ خَيْرًا فَلَهُ، وَإِنْ شَرًّا فَلَهُ» [11]. ثانيًا: الإكثار من ذكر الله ودعائه والإلحاح عليه في الدعاء، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]. وقال تعالى: ﴿ أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62]. قال ابن حجر: إن علاج الأمراض كلها بالدعاء والالتجاء إلى الله أنجع وأنفع من العقاقير الطبية، وأن تأثير ذلك وانفصال البدن عنه أعظم من تأثير الأدوية البدنية، ولكن إنما ينجح بأمرين: أحدهما من جهة العليل وهو صدق القصد، والآخر من جهة المداوي وهو قوة توجهه وقوة قلبه بالتقوى والتوكل [12].
دعاء _ ربنا أتنا علما و بارك لنا فيه…..
أسأل الله العلي القدير أن …. دعاء للمريض. دعاء ضد الحسد و الحاسدين. و شاهد أيضاً صور ادعية حلوة للجروبات و الصدقة الجارية
صور ادعية للاهل
دعوات للأهل و الاقرباء، ايها المتابعين الكرام دعونا فى صور المقال نخلص الدعاء لوجه الله تعالى كما عاهدناكم بالرقة و الطيبة الاصيلة، نشاهد دعاء للأم و التى وضعت الجنة تحت اقدامها، كما نرى دعاء للام و الأب و سؤالنا لله بلباسهم التقوى و المغفرة و لا ننسى دعاء الزوجة لزوجها و الزوج لزوجته و الآباء لأبنائهم و الأبناء البارين بأهلهم حينما يدعون لآبائهم بكل الخير من الله عز و جل. دعوة لأمي الغالية. دعاء للأم و الأب معاً. دعاء للزوج جميل جداً. الذات - أعرف الحياة الآن. دعاء للأب. دعاء للام بالجنات العلا. و شاهد أيضاً اجمل الصور الاسلامية في العالم اذكار و ادعية و خلفيات ، و شاهد أيضاً تحميل اجمل الصور الاسلامية اذكار و ادعية خلفيات مجانا و بدون روابط ، و لا يفوتكم مشاهدة اجمل الصور الدينية ادعية الاستغفار والتوكل على الله وتفريج الهموم.
الذات - أعرف الحياة الآن
أدعية للنفس بالتوفيق إن توفيق الله -تعالى- لا غِنَى للعبد عنه، لا في الدنيا ولا في الآخرة، ومن أدعية التوفيق الجميلة: (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي). (رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا). اللهمّ إنّي اسألك فهم النبيّين وحفظ المرسلين، والملائكه المقربين، اللهمّ اجعل ألسنتنا عامره بذكرك، وقلوبنا بخشيتك، وأسرارنا بطاعتك، إنك على كل شيء قدير، حسبنا الله ونعم الوكيل. اللهمّ إنّي استودعتك ما قرأت وما حفظت وما تعلّمت، فردّه عند حاجتي إليه، إنك على كل شيء قدير، حسبنا الله ونعم الوكيل، اللهمّ إنّي توكلت عليك وسلمت أمري إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك. اللهم اغدق بكرمك علينا بكل نجاح وكل صلاح وكل فلاح واجعلنا من الصابرين في كل ابتلاء و الصامدين لكل عداء، اللهم اجعل امتحانات المسلمين تتوج بالفوز بعد كل عناء. اللّهـم نسـألك التوفيق والهدايـة، والرشد والإعانـة، والرضا والصيانة، والحب والإنابة، والدعاء والإجابــة، اللّهم ارزقنا نوراً في القلب، وزينةً في الوجه، وقوةً في العمـل.
[١٠]
(اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ مِن الخيرِ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمْتُ منه وما لَمْ أعلَمْ وأعوذُ بكَ مِن الشَّرِّ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمْتُ منه وما لَمْ أعلَمْ، اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ مِن الخيرِ ما سأَلكَ عبدُك ونَبيُّكَ وأعوذُ بكَ مِن الشَّرِّ ما عاذ به عبدُك ونَبيُّكَ وأسأَلُكَ الجنَّةَ وما قرَّب إليها مِن قولٍ وعمَلٍ وأعوذُ بكَ مِن النَّارِ وما قرَّب إليها مِن قولٍ وعمَلٍ وأسأَلُكَ أنْ تجعَلَ كلَّ قضاءٍ قضَيْتَه لي خيرًا). [١١]
اللهم اجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم، واحفظنا من النفاق والرياء، اللهم تقبل منا، وطهّر قلوبنا من الإثم والمعاصى يارب العالمين. المراجع
↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح. ↑ "أهمية الدعاء في الشدة والرخاء" ، ، 1-11-2013، اطّلع عليه بتاريخ 16-3-2019. بتصرّف. ↑ سورة طه، آية: 25-28. ↑ سورة الإسراء، آية: 80. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 1822، صحيح. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6363، صحيح. ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن نفيع بن الحارث الثقفي، الصفحة أو الرقم: 5090، حسن.