ثم إنه صلى الله عليه وسلم يقول لسراقة وقد أوشك على اللحاق بالرسول وأبي بكر في هجرتهما ليدل عليهما ويمسك بهما نظير الجائزة التي وضعتها قريش لذلك، يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بأن يرجع وله سوارا كسرى " [8]. فرسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ بالأسباب لنقتدي به صلوات الله وسلامه عليه، فهو صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي يدعو الله أن ينجيه من طلب كفار قريش له وأن يرد كيدهم في نحرهم، يخرج من بيته ليلًا ويجد الكفار يحيطون بالدار فيقذف في وجوههم التراب [9]. وهو مطمئن إلى استجابة الله له وصرفهم عنه، وهكذا تمّ فقد ضرب عليهم النوم وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم. مبتدا | فتاوى رمضانية.. مستشار المفتى يوضح فضل وأهمية ليلة القدر. فالدعاء لا يعني تعطيل الأخذ بالأسباب بل هو ملازم لها. فمن أحب أن تقام الخلافة من جديد فعليه أن لا يكتفي بدعاء ربه لتحقيق ذلك بل يعمل مع العاملين لإيجادها ويدعو الله العون في ذلك والتعجيل بتحقيقها ويلح في الدعاء خالصًا لله وهو يأخذ بالأسباب. وهكذا في جميع الأعمال، يخلص المرء العمل لله والصدق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدعو ويلح في الدعاء والله سميع مجيب. إن الله سبحانه يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، ويجيب المضطر إذا دعاه ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) غافر/آية60 ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) النمل/آية62.
مبتدا | فتاوى رمضانية.. مستشار المفتى يوضح فضل وأهمية ليلة القدر
غير أن الإجابة لها حقيقة شـرعية بينها رسـول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من مسلم يدعو الله – عز وجل – بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال: إمّا أن يعجل الله له دعوته، وإمّا أن يدخرها له في الآخرة، وإمّا أن يصرف عنه من السوء مثلها. قالوا: إذن نكثر. قال: الله أكثر " [10].
" لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدعُ بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل. قيل: يا رسول الله، وما الاسـتعجال؟ قال: يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أرَ يستجاب لي فيتحسر عن ذلك ويدع الدعاء " [11]. وهذا يعني أن إجابة الدعاء ليست بالضرورة تحقيقها في الدنيا، بل قد تكون كذلك أو يدخرها له في الآخرة وهناك الأجر العظيم والثواب الكبير، أو يصرف عنه من السوء مثلها. فنحن ندعو الله سبحانه فإن كنا صادقين مخلصين طائعين نكون موقنين عندها بالإجابة بالمعنى الذي بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ليس معنى استجابة الدعاء تغيير في القدر أو الكتابة في اللوح المحفوظ أو في علم الله، أي لا تعني الإجابة أن الله لم يكن يعلم بدعوة عبده وإجابته لها، وبالتالي لا تكون مسجلة في اللوح المحفوظ. وعليه فلا يقال كيف يستجيب الله لدعوة عبد وقدر الله قد تمّ منذ الأزل والكتابة في اللوح المحفوظ قد قضيت؟!
انتشار السلام في ليلة القدر: ففي هذه الليلة يعمّ السلام أرجاء الأرض، حيث السلام والأمان والسكينة، حيث لا يحدث فيها أمر إلّا ويكون فيها راحة للمؤمنين منذ بدايتها، أي من مغي الشمس وحتّى طلوع الفجر في اليوم الثاني. مغفرة ذنوب مَن قام ليلة القدر: ففي ليلة القدر يغفر الله تعالى الذنوب جميعًا لمن قام هذه اليلة مخلصًا لله تعالى دون رياء أو رغبة في الظهور بين الناس. شاهد أيضًا: هل من علامات ليلة القدر نباح الكلاب
فضل ليلة القدر
ليلة القدر من أعظم الليالي وأكثرها بركة في الإسلام، فقد خصّها الله تعالى دون غيرها بنزول القرآن الكريم، كما أنّ أجر العمل الصالح فيها يعادل العمل في ألف شهر ما سواها، وخير ما يقوم به الملم فيها أن يجتهد في الطاعات من قيام وصلاة وقراءة قرآن وذكر وتسبيح ودعاء، ففيها يغفر الله تعالى للقائم المخلص المحتسب، الذي يرجو بعبادته وجه ربّه، وعلى الرغم من كلّ الفضائل السابقة فلم يحددها الله تعالى بليلة معينة، بل يلتمسها المسلمون في الوتر من العشر الأواخر. [9]
وبهذا نكون قد تعرّفنا على ما صحة حديث نزول جبريل ليلة القدر، كما أضفنا بعد المعلومات عن ليلة القدر، وتعرّفنا ما يحدث فيها، كما أضفنا ماذا يحدث في ليلة القدر، وأدرجنا أخيرًا فضل ليلة القدر.
وهناك روايات أخرى للعدد تقول:
1- التكبير أربعة وثلاثون، والتسبيح ثلاث وثلاثون، والتحميد ثلاث وثلاثون، وبهذا تصبح مائة. 2- أو التسبيح ثلاثاً وثلاثين، والتحميد ثلاثًا وثلاثين، والتكبير أربعاً وثلاثين وهذه مائة. 3- أو التسبيح ثلاثاً وثلاثين والتحميد ثلاثاً وثلاثين والتكبير ثلاثاً وثلاثين فقط. أحاديث شريفة عن فضل التسبيح
1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مئة مرةٍ غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر ". 2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر ". 3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الباقيات الصالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله ". 4- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله، قلت يا رسول الله أخبرني بأحب الكلام إلى الله، فقال إن أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده " رواه مسلم. 5- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أيها الناس استغفروا ربكم وتوبوا إليه فإني أستغفر الله وأتوب إليه في كل يوم مئة مرة أو أكثر من مئة مرة ".
سبحان الله والحمد لله والله اكبر 33 مليار ريال
أخرجه النسائى (6/50 ، رقم 9994) ، وابن خزيمة (1/371 ، رقم 754) ، والطبرانى (8/238 ، رقم 7930) وصححه الألباني (صحيح الجامع، رقم: 2615). ـــ هذا الحديث الجميل للأسف هو كنز من كنوز السنة النبوية المنسية هذه الأيام، ففي هذه الكلمات القليلة تضيف إلى ميزان حسناتك عددا لا يحصيه إلا الله تعالى من الحسنات. وفي الحديث الحثّ على أن يعلّم المسلم هذه الكلمات لأولاده من بعده أو يعلِّمهن غيره فكل من يقولهن بعده فله مثل أجورهم ولا ينقص من أجورهم شيء. أخي الكريم، أختي الكريمة فليكن حرصكم على نشر الخير نُصْبَ أعينكم، فما ينفع الإنسان إلا عمله الصالح وثقل ميزان حسناته يوم القيامة 3 - عن جويرية رضي الله عنها أن النبي صلى الله علية وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال ما زلت على الحال التي فارقتك عليها ؟ قالت نعم قال صلى الله عليه وسلم لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت هذا اليوم لوزنتهن: (سبحان الله وبحمده عدد خلقة ورضا نفسة وزنة عرشه ومداد كلماته) صحيح أبي داود من قالها ثلاث مرات كتب الله له من الاجر مالايعلمه الا الله اكسب واغتنم الفرصه أنشــرها فلعلها تشفع لك يوم القيامة
سبحان الله والحمد لله والله اكبر 33 دولة
يسبح ثلاثًا وثلاثين، ويحمد ثلاثًا وثلاثين، ويكبر أربعًا وثلاثين، هذه مائة أيضًا. هذا نوع آخر. وفيه نوع ثالث: أنه يسبح ثلاثًا وثلاثين، ويحمد ثلاثًا وثلاثين، ويكبر ثلاثًا وثلاثين، ولا يأتي بشيء زيادة على هذا، علم ذلك النبي ﷺ الفقراء، علمهم بهذا، عليه الصلاة والسلام. وهناك نوع رابع: وهو أن يقول: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) خمسًا وعشرين مرة، يزيد فيها لا إله إلا الله. (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) خمسًا وعشرين مرة، الجميع مائة، كله طيب. وإذا فعل هذا تارة، وهذا تارة كله طيب، لكن أفضلها أن يقول: (سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر ثلاثًا وثلاثين مرة، ثلاثًا وثلاثين مرة، ثم يختم المائة بقوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) نعم. المقدم: جزاكم الله خيرًا.
سبحان الله والحمد لله والله اكبر 33 كتاب
سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر 100 مرة 1 - ماثبت في مسند الإمام أحمد ، وشعب الإيمان للبيهقي بإسناد جيد عن عاصم بن بَهْدَلة ، عن أبي صالح ، عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني قد كبرت وضعفت ، أو كما قالت ، فمُرني بعمل أعمله وأنا جالسة. قال: (( سبٍّحي الله مائة تسبيحه ، فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل ، واحمدي الله مائة تحميدةٍ ، تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله وكبري الله مائة تكبيرة فإنها تعدل لك مائة بدنه مقلدة متقبلة ، وهلّلي مائة تهليلة. قال ابن خلف: ( الراوي عن عاصم) أحسبه قال: ـ تملأ ما بين السماء والأرض ، ولا يرفع يومئذٍ لأحد عمل إلا أن يأتي بمثل ما أتيتٍ به) (2). قال المنذري: (( رواه أحمد بإسناد حسن))(3) ، وحسن إسناده العلامة الألباني رحمه الله (4). وتأمل هذا الثواب العظيم المترتب على هؤلاء الكلمات ، فمن سبح الله مائة ، أي قال: سبحان الله مائة مرة فإنها تعدل عتق مائة رقبة من ولد إسماعيل ، وخص بني إسماعيل بالذكر لأنهم أشرف العرب نسباً ، ومن حمد الله مائة ، أي من قال: الحمد لله مائة مرة كان له من الثواب مثل ثواب من تصدق بمائة فرس مسرجة ملجمة ، أي عليها سراجها ولجامها لحمل المجاهدين في سبيل الله ، ومن كبر الله مائة مرة ، أي: قال: الله أكبر مائة مرة كان له من الثواب مثل ثواب إنفاق مائة بدنة مقلدة متقبلة ، ومن هلل مائة ، أي قال: لا إله إلا الله مائة مرة فإنها تملأ ما بين السماء والأرض ، ولا يُرفَعُ لأحدٍ عملٌ إلا أن يأتي بمثل ما أتى به.
رواه البخاري/4943 ، ومسلم/4906
وأمّا بالنسبة لعقد التسبيح فإنّ السنّة أن يكون بأصابع اليد اليمنى - ويجوز باليُسرى - والدليل على أفضلية اليمنى ما رواه أبو داود رحمه الله تعالى في سننه قال حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ فِي آخَرِينَ قَالُوا حَدَّثَنَا عَثَّامٌ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْقِدُ التَّسْبِيحَ قَالَ ابْنُ قُدَامَةَ بِيَمِينِهِ. سنن أبي داود كتاب الصلاة: باب التسبيح بالحصى. قال في حاشية الطحطاوي: وصح أنه صلى الله عليه وسلم كان يعقد التسبيح بيمينه وورد أنه قال: واعقدوه بالأنامل فإنهن مسؤولات مستنطقات ،.. قال ابن حجر:.. وعقد التسبيح بالأنامل أفضل من السبحة انتهى. والأنامل هي أطراف الأصابع والسنّة أن يعقد بها عقدة مع راحة الكفّ ويعدّ الأذكار بهذه الصفة ، أمّا مسألة بأي أصابع اليد اليمنى يبدأ فليس لديّ علم بشيء معيّن فيه والله تعالى أعلم.
((متفق عليه)).
وزاد مسلم في روايته: فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا، وفعلوا مثله؟ فقال رسول الله: "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء". * لايخيب من قالها
1420- وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " معقبات لا يخيب قائلهن -أو فاعلهن- دبر كل صلاة مكتوبة: ثلاثًا وثلاثين تسبيحة وثلاثًا وثلاثين تحميدة، وأربعًا وثلاثين تكبيرة " ((رواه مسلم)).