أما المستوى الحالي لجودة التربية والتكوين فلا يسمح بتكوين متقن للعقول، ولا يضمن، بما فيه الكفاية، اندماج الشباب في الحياة الاقتصادية والاجتماعية. من أجل تغيير هذا المسار، كان من الضروري القطع مع تشاؤم العقل والمراهنة على تفاؤل الإرادة. وهو ما تم القيام به جماعيا من خلال الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030، التي تضم 23 رافعة للتغيير، وتضع إعادة تأهيل المهن التربوية والنهوض بها في مقدمة رافعات التغيير الحاسمة، وذلك اعتبارا لمركزية الفاعلين التربويين في كل تغيير، وبالنظر لدورهم الحاسم، الذي لابديل عنه، في مختلف مشاريع الرفع من جودة الأداء والتعلمات. مقدمة ترحيبية - كلمة ترحيب رسمية بالضيوف. وإذا كان النقاش حول حجم ومدى مساهمة الفاعلين التربويين في تدهور المدرسة يعتبر غير مجدي، لأنه سيظل غير قابل للحسم، فإن الحقيقة التي لا مجال فيها للشك تتمثل في اليقين الثابث بحتمية دور الفاعلين التربويين في تأهيل المدرسة ،وذلك بوصفهم القوة الحاملة للتغيير. ذلكم بالذات هو موضوع ندوتنا، الذي يتعلق بمعرفة كيف يمكن للفاعلين التربويين، وماذا يتعين عليهم القيام به، من أجل الاضطلاع بمهمتهم الحاسمة في إعادة تأهيل المدرسة. صحيح أن إنجاز هذا الورش الضخم والمهيكل يتطلب الابتعاد عن التسرع والارتجال، كما يستدعي المثابرة والجرأة والحزم؛ غير أن بلادنا تعيش اليوم لحظة متميزة وواعدة تتيح لها إمكانات غير مسبوقة في تاريخنا، وتسمح بالانطلاق الفوري في رفع هذا التحدي الوازن.
مقدمة ترحيبية - كلمة ترحيب رسمية بالضيوف
ومما لا شك فيه أن هذا الملتقى يزداد أهمية بالنظر إلى موضوعه ومحوريته، فتنفيذ الأحكام القضائية هى أساس دولة القانون وتعد بحق معيار تحضر الأمم، كما أنها ضمانة أساسية للسلام الاجتماعي، فبها تتألف فئات المجتمع وتزدهر لديها مفاهيم المساواة، وفى غيابها تتفشى الطبقية وتتبدد طاقات المجتمع فى صراعات لا مبرر لها ولا طائل منها ولا قيمة معتبرة تبتغى بها، ولطالما أكدت أحكام القضاء ذلك المبدأ وأعلت من قدره وألزمت جهة الإدارة أن تنزل على مقتضاه فى تعاملها مع المواطنين. وختاماً أتمنى أن تستمتعوا بمشاركتكم فى هذا الملتقى وأن تجدوا فيه ما يثرى معلوماتكم القانونية، وإنى لعلى يقين تام من أننى سوف أشهد خلال الأيام المقبلة فكراً قانونياً رفيع المستوى ومداولات موضوعية هادفة وآراء سديدة مرادها استظهار أحكام القانون وتبيان مثالبة والنظر فى كيفية تطويره، وفقكم الله وسدد على طريق الحق خطاكم".
نص كلمة افتتاح ورشة الاتحاد العربى للقضاء الإدارى فى شرم الشيخ - اليوم السابع
وانطلاقاً من تلك الأهداف، يولى الاتحاد أهمية خاصة لصقل معارف القاضى الإدارى العربى وتنمية مهاراته القانونية، ففضلاً عن أن القاضى يجب أن تتوافر فيه ابتداء أعلى مستويات التأهيل العلمى إلا أنه حرياً به الحفاظ على ذات المستويات طيلة مدة خدمته القضائية، وأن يكون ملماً بكافة ما يستجد على الفكر القانونى من مبادىء ونظريات وأحكام، كما يتعين على القاضى أن يطلع على ما أفرزته الثقافات القانونية الأخرى وأن ينقل عنها ما يتوافق والنظام القانونى الخاص بدولته، ولا يسعنى التأكيد فى هذا المقام على أهمية إلمام القاضى العربى وإطلاعه على آخر الاجتهادات القانونية والقضائية التى توصلت إليها الدول العربية الأخرى. تكمن هنا أهمية هذا الملتقى إذ من خلاله سوف يتمكن كل مشارك من استعراض أحدث الأحكام الصادرة عن المحاكم الوطنية وما يتعلق بها من أراء فقهية فيما يخص موضوع الورشة وذلك من واقع ورقة العمل التى أعدها، وسوف تتاح الفرصة لباقى المشاركين أن يعقبوا على ما تم تقديمة، على أن يقود النقاش أحد السادة الحضور بعد أن يقدم اسهاماته المتعلقة بموضوع كل جلسة، وكل ذلك سيتم بإذن الله فى إطار تفاعلى ثرى يعرض فيه الرأى والرأى الآخر، ويتضح من خلاله عما إذا كان هناك تباين بين التطبيقات الوطنية بعضها البعض، ومبررات هذا التباين إن وجد.
أولا، لأن زمن التردد والتوجس والتوتر قد ولى، منذ أن أضحت لدينا رؤية واضحة، وخارطة طريقة دقيقة ومحددة التوجهات والأهداف، مدعمة بمقاربة توافقية. ثانيا، لأن الدولة بكل مستوياتها، والمجتمع بشتى مكوناته، قررا الانطلاق في العمل الحازم من أجل ايقاف مسلسل التدهور، والانخراط في دينامية التغيير والارتقاء، وذلك من خلال السير على الدرب الذي رسمه المجلس، والذي سيتم تحصينه قريبا عبر قانون إطار. هذا هو السياق السياسي الواعد الذي نشتغل فيه. وهو نفس السياق الذي نلتئم في ديناميته اليوم، من أجل إذكاء التفكير والمناقشة وتبادل الآراء حول موضوع إعادة تأهيل المهن التربوية ،الذي يشكل شرطا قبليا للإصلاح، ورافعة حاسمة لتطبيقه. وهو، بالتحديد، السياق الذي يرسم المنتظر من هذه الندوة؛ فمهمتنا اليوم ليست مجرد مناقشة موضوع قيل فيه الكثير، ولا استعراض قضايا ذاتية، ولا إضافة خطابات جديدة على الأدبيات المتوافرة، بقدر ما نحن مدعوون الى التفكير معا في التدابير اللازم اتخاذها من أجل تأهيل المهن التربوية، وفي تحديد السبل الكفيلة بمعالجة التعثرات والاختلالات، في اتجاه تحسين الخدمات، والارتقاء بأداء الفاعلين التربويين، ضمن مقاربة قوامها أن يتحمل، كل حسب موقعه ومهامه، المسؤولية الملقاة على عاتقه، وأن تشتغل جميع المهن على نحو منسق ومتضافر، يجعلها في خدمة التأهيل المستمر للمدرسة المغربية.
يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين1
فضل ياحي ياقيوم برحمتك استغيث
تاريخ النشر: الإثنين 20 جمادى الآخر 1432 هـ - 23-5-2011 م
التقييم:
رقم الفتوى: 157047
197421
0
406
السؤال
في دعائه صلى الله عليه وسلم: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله. ما معناه ومتى يجب الدعاء به؟ وجزاكم الله خيرا. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن معنى الدعاء المذكور طلب المؤمن من الله سبحانه وتعالى ودعاؤه باسمه الحي واسمه القيوم والاستغاثة برحمته في أن يصلح له شأنه كله وألا يكله إلى نفسه، أي لا يسلمه إليها ويتركه طرفة عين أي تحريك جفن وهو مبالغة في القلة، ومعنى القيوم أي القائم بنفسه المقيم لغيره. قال ابن القيم رحمه الله تعالى: فالقيوم: القائم بنفسه المقيم لغيره. انتهى. وفي مرقاة المصابيح: عن أنس أن رسول الله كان إذا كربه أمر أي أصابه كرب وشدة يقول: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أي أطلب الإغاثة وأسأل الإعانة. يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث. انتهى. وفي معنى لا تكلني إلى نفسي طرفة عين. قال المناوي في فيض القدير: لا تكلني أي لا تصرف أمري إلى نفسي أي لا تسلمني إليها وتتركني هملا طرفة عين أي تحريك جفن وهو مبالغة في القلة. انتهى. والحديث المذكور رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها: ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. وقال المنذري في ((الترغيب)) (1/ 311): رواه النسائي والبزار بإسناد صحيح، والحاكم، وقال: صحيح على شرطهما. وقال الهيثمي في ((المجمع)) (10/ 117): رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير عثمان ابن موهب وهو ثقة. وقال الحافظ في ((نتائج الأفكار)) (2/ 385): حسن غريب. وانظر: ((الصحيحة)) (227). ياحي ياقيوم برحمتك استغيث اصلح لي شاني كله. قلت: عثمان بن موهب ليس هو عثمان بن عبد الله بن موهب، الثقة المشهور الذي أخرج له الشيخان، فالأول هاشمي كوفي والثاني يتمي مدني، وقد فرق بينهما ابن أبي حاتم وتبعه المزي وابن حجر والذهبي. ((الجرح والتعديل)) (6/ 155، 169)، و((تهذيب الكمال)) (19/ 499)، و((تهذيب التهذيب)) (5/ 518)، و((الميزان)) (3/ 58). قلت: وقد تفرد عنه زيد بن الحباب؛ لكن قال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال الحافظ في ((التقريب)) (5089): عثمان بن موهب عن أنس مقبول، من الخامسة، وهو عثمان بن عبد الله بن موهب. قلت: ولحديث أنس طرق أخرى:
يرويها: سلمة بن حرب بن زياد الكلابي ثني أبو مدرك ثني أنس بن مالك بنحوه مرفوعاً وفيه قصة. أخرجه الطبراني في ((الصغيرة)) (1/ 270/ 444- الروض)، وفي ((الدعاء)) (1046)، وفي ((الأوسط)) (3565). قلت: نصر بن علي ومن دونه – وهو شيخ الطبراني: خالد بن النضر – ثقات.