المسألة الثانية: "رب" فيه قراءتان:
إحداهما: الرفع ، وفيه وجهان:
أحدهما: على المدح ، والتقدير هو رب المشرق ، فيكون خبر مبتدأ محذوف ، كقوله: ( بشر من ذلكم النار) [الحج: 72] وقوله: ( متاع قليل) [ ص: 159] [ آل عمران: 179] أي تقلبهم متاع قليل. والثاني: أن ترفعه بالابتداء ، وخبره الجملة التي هي ( لا إله إلا هو) ، والعائد إليه الضمير المنفصل. والقراءة الثانية: الخفض ، وفيها وجهان:
الأول: على البدل من " ربك ". والثاني: قال ابن عباس: على القسم بإضمار حرف القسم كقولك: الله لأفعلن وجوابه: ( لا إله إلا هو) كما تقول: والله لا أحد في الدار إلا زيد ، وقرأ ابن عباس: "رب المشارق والمغارب. " أما قوله: ( فاتخذه وكيلا) فالمعنى أنه لما ثبت أنه لا إله إلا هو لزمك أن تتخذه وكيلا وأن تفوض كل أمورك إليه ، وههنا مقام عظيم ، فإنه لما كانت معرفة أنه لا إله إلا هو توجب تفويض كل الأمور إليه دل هذا على أن من لا يفوض كل الأمور إليه ، فإنه غير عالم بحقيقة " لا إله إلا هو " ، وتقريره: أن كل ما سواه ممكن ومحدث ، وكل ممكن ومحدث فإنه ما لم ينته إلى الواجب لذاته لم يجب ، ولما كان الواجب لذاته واحدا كان جميع الممكنات مستندة إليه منتهية إليه ، وهذا هو المراد من قوله: ( فاتخذه وكيلا).
- رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا
- {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا، وَالليْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} - موقع العلامة الإنساني محمد أمين شيخو قدس سره
- واليل إذا يغشاها ... سبحااااااااااان الله
- والشمس وضحاها - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
- إسلام ويب - تفسير الألوسي - تفسير سورة الشمس - تفسير قوله تعالى والليل إذا يغشاها- الجزء رقم30
رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا
القول في تأويل قوله تعالى: ( واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا ( 8) رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا ( 9) واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا ( 10))
يقول تعالى ذكره: ( واذكر) يا محمد ( اسم ربك) فادعه به: ( وتبتل إليه تبتيلا) يقول: وانقطع إليه انقطاعا لحوائجك وعبادتك دون سائر الأشياء غيره ، وهو من قولهم: تبتلت هذا الأمر; ومنه قيل لأم عيسى ابن مريم البتول ، لانقطاعها إلى الله ، ويقال للعابد المنقطع عن الدنيا وأسبابها إلى عبادة الله: قد تبتل; ومنه الخبر الذي روي [ ص: 688] عن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه نهى عن التبتل ". وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد ، قال: ثني أبي ، قال: ثني عمي ، قال: ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله: ( وتبتل إليه تبتيلا) قال: أخلص له إخلاصا. حدثنا أبو كريب ، قال: ثنا يحيى ، عن ابن أبي نجيح ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس: ( وتبتل إليه تبتيلا) قال: أخلص له إخلاصا. حدثنا ابن بشار ، قال: ثنا مؤمل ، قال: ثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ( وتبتل إليه تبتيلا) قال: أخلص له إخلاصا. حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، مثله.
( رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا).
فانظر إلى القمح كيف يخرجه لك ويجلِّيه ربُّك، فهو ينبت ثم تخرج سنابلاً فتخرج شيئاً فشيئاً حتى يتم نماؤها ونضجها فتصبح لك طعاماً... انظر إلى العنب كيف تخرج عناقيده من براعمها، فتنمو شيئاً فشيئاً إلى أن يصبح طعمها سكَّرياً من بعد أن كان حامضاً. وفي اللبن كيف يخرج من بين فرث ودم نقياً خالصاً... وفي الأزهار كيف تنبعث روائحها العطرة وتتلوَّن بألوانها الزاهية، من بعد أن مرَّت في أدوارها ومراحلها، ومن بعد أن كانت لا لون ولا رائحة لها. وهكذا كل ذلك توحيه لنا كلمة: (إِذَا جَلاَّهَا).. ويكون مجمل ما نفهم من الآية:
أي: انظروا إلى هذه الخيرات المتواردة من كل شيء، وإلى تلك الكيفية التي يكون بها ظهورها إذا أخرجها الله تعالى لكم وجلاَّها. واليل إذا يغشاها ... سبحااااااااااان الله. وننتقل الآن إلى كلمة: (وَاللَيْل).. فنقول: ليست كلمة: (الليل) قاصرة على ما يفهمه عامة الناس من أنه الوقت الذي تغيب فيه شمس النهار... إنما تدلُّ على ذلك الحال الذي ينتاب الأرض من عدم رؤية الأشياء رؤية واضحة جليّة، وما يرافق ذلك من هدوء وسكون ورطوبة وبرودة في الجو وغير ذلك من العوامل العديدة. ويغشاها: مأخوذة من غشى، بمعنى: غطَّى وأتى وحلّ. تقول: غشى الأمر فلاناً، أي: أتاه وحلَّ به، وغشيته بالسوط بمعنى: ضربته.
{وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا، وَالليْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} - موقع العلامة الإنساني محمد أمين شيخو قدس سره
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وما قسمها. حدثني علي ، قال: ثنا أبو صالح ، قال: ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله: ( والأرض وما طحاها) يقول: قسمها. وقوله: ( ونفس وما سواها) يعني جل ثناؤه بقوله: ( وما سواها) نفسه; لأنه هو الذي سوى النفس وخلقها ، فعدل خلقها ، فوضع " ما " موضع " من " وقد يحتمل أن يكون معنى ذلك أيضا المصدر ، فيكون تأويله: ونفس وتسويتها ، فيكون القسم بالنفس وبتسويتها. وقوله: ( فألهمها فجورها وتقواها) يقول تعالى ذكره: فبين لها ما ينبغي لها أن تأتي أو تذر من خير ، أو شر أو طاعة ، أو معصية. حدثني علي ، قال: ثنا أبو صالح ، قال ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله: ( فألهمها فجورها وتقواها) يقول: بين الخير والشر. حدثني محمد بن سعد ، قال: ثني أبي ، قال: ثني عمي ، قال: ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله: ( فألهمها فجورها وتقواها) يقول: بين الخير والشر. حدثني محمد بن سعد ، قال: ثني أبي ، قال: ثني عمي ، قال: ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس: ( فألهمها فجورها وتقواها) قال: علمها الطاعة والمعصية. {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا، وَالليْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} - موقع العلامة الإنساني محمد أمين شيخو قدس سره. [ ص: 455]
حدثني محمد بن عمرو ، قال: ثنا أبو عاصم ، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث ، قال: ثنا الحسن ، قال: ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( فألهمها فجورها وتقواها) قال: عرفها.
واليل إذا يغشاها ... سبحااااااااااان الله
2021-12-19, 4:32 pm من طرف عبدالله الضعيف » بريد القلوب.. مساحة للجميع.. 2021-12-06, 9:19 pm من طرف المحبة في الله » اريد ان............. اقول 2021-12-06, 9:17 pm من طرف المحبة في الله » سحر الكلمات على القلوب 2021-12-06, 9:16 pm من طرف المحبة في الله » أمّن يُجيب المضطر إذا دعاه..! 2021-11-16, 3:30 pm من طرف ابو ريهام » كبرنااااا بهدووووء 2021-11-16, 3:16 pm من طرف ابو ريهام » هل من موحد؟؟؟؟؟ 2021-11-16, 3:08 pm من طرف ابو ريهام » شاركونا فى حملة مليون صلاة على النبى 2021-09-30, 4:54 pm من طرف عطر الورد » رباعيات...... إسلام ويب - تفسير الألوسي - تفسير سورة الشمس - تفسير قوله تعالى والليل إذا يغشاها- الجزء رقم30. 2021-09-21, 7:37 am من طرف ابو ريهام » الخريف.
والشمس وضحاها - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وقالوا في قوله: ( والليل إذا يغشاها) يعني: إذا يغشى الشمس حين تغيب ، فتظلم الآفاق. وقال بقية بن الوليد ، عن صفوان ، حدثني يزيد بن ذي حمامة قال: إذا جاء الليل قال الرب جل جلاله: غشي عبادي خلقي العظيم ، فالليل يهابه ، والذي خلقه أحق أن يهاب. رواه ابن أبي حاتم.
إسلام ويب - تفسير الألوسي - تفسير سورة الشمس - تفسير قوله تعالى والليل إذا يغشاها- الجزء رقم30
تأملوا معي هذه الآية: ( وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا) أي أن الليل وهو الظلام يغشى الشمس ألا تلاحظون معي دقة ومطابقة هذا الوصف القرآني لما نراه اليوم بالتلسكوبات الفضائية؟! امين مشتاق متواصل نقاط: 173 السٌّمعَة: 8 عدد المساهمات: 132 تاريخ التسجيل: 11/04/2010 العمر: 36 الموقع: موضوع: رد: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا) الأحد أبريل 11, 2010 11:41 pm بارك الله فيك جزاك الله خيرا (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا) صفحة 1 من اصل 1 صلاحيات هذا المنتدى: لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى الداعيه الصامت:: المشتاقون للجنــه الأسلاميه::.. :: آلآعــجـآز آلعـلمـيـ للقــرآنـ وآلسـنــة انتقل الى:
فإذا كانت كلمة (النهر) إنما تعني الماء الكثير الجاري بقوة واتِّساع، فإن كلمة (النهار) لا تعني شيئاً واحداً، إنما تشمل الأشياء الكثيرة المتوارد عليك خيرها من الله توارداً كثيراً متَّصلاً. فالفواكه في تواردها صيفاً شتاءً، لا بل في الفصول كلها، والحبوب والخضر في جريها عليك من الله جرياً دائماً، والهواء في تجدده، والينابيع في إمدادها الأرض بالماء إمداداً مطرداً... الخ. وبصورة عامة إذا أنت وسَّعت نظرك رأيت من كل شيء نهراً يفيض عليك بالخير من الله فيضاً عظيماً متواصلاً... وعلى هذا فكلمة (النهار) إنما تشمل ما تراه من كل شيء، في تواصل جريه، ودوام توارده وعدم انقطاع خيره. فإذا أنت نظرت للأشياء نظرة شاملة من هذه الناحية أدركت طرفاً من معنى كلمة (النهار) التي ليس يحصيها بيان على قرطاس ولا تعبير في كتاب وعرفت ما تعنيه تلك الكلمة مما ينهال عليك من الله من الخيرات. فالله تعالى يريد أن ينبِّهك إلى ذلك الخير الكثير المتوارد عليك بصورة دائمية من كل صنف ونوع، لتعلم مصدر ذلك ولتتعرَّف إلى ربك، ولتقدِّر فضل خالقك. وأما كلمة (إِذَا جَلاَّهَا): فمأخوذة من جلَّى، وجلَّى: بمعنى كشف وأظهر وأخرج، ويعود الضمير (ها).. في كلمة (جلاها) إلى الخيرات التي شملتها كلمة: (النهار).. في ظهورها وخروجها لك من عالم الغيب إلى عالم الظهور والرؤية، وفاعل جلاّها هو لفظ الجلالة الله تعالى، وتدل كلمة: (إذا) على الكيفية التي يكون بها ظهور هذه الخيرات إلى حيِّز الوجود.
إن رجلا من مزينة أو جهينة ، أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: يا رسول الله ، أرأيت ما يعمل الناس فيه ويتكادحون أشيء قضي عليهم ، ومضى عليهم من قدر سبق ، أو فيما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم عليه السلام وأكدت به عليهم الحجة ؟ قال: " في شيء قد قضي عليهم " قال: ففيم [ ص: 456] نعمل ؟ قال: " من كان الله خلقه لإحدى المنزلتين يهيئه لها ، وتصديق ذلك في كتاب الله: ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها) ".