ومثل ذلك يقال في مسائل المعاملات؛ كالدَّين يوفيه الإنسان عن غيره، فتبرأ ذمته، فما وُفِّي به الدين ليس له، وكان الواجب عليه أن يكون هو الموفي له، وكذلك إذا تبرع إنسان لغيره بمال، جاز لذلك الغير أخذه، وحيازته، والانتفاع به على الوجه المأذون به شرعًا. ويمكن أن يقال -بعد كل ما تقدم-: إن السعي الذي حصل به رفع درجات الأولاد، ليس للأولاد، كما هو نص قوله تعالى: { وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} ولكنه من سعي الآباء، فهو سعي للآباء أقر الله عيونهم بسببه، بأن رفع إليهم أولادهم، ليتمتعوا في الجنة برؤيتهم. فالآية تصدق الأخرى ولا تنافيها؛ لأن المقصود بالرفع إكرام الآباء ثم الأولاد، فانتفاع الأولاد تَبَع، فهو بالنسبة إليهم تفضل من الله عليهم بما ليس لهم، كما تفضل بذلك على الولدان، والحور العين، والخلق الذين ينشئهم للجنة. إن الله ليرفع ذرية المؤمن معه في الجنة وإن كانوا أقل منه في العمل - حسوب I/O. ومما يدعم كل ما تقدم ويؤكده ما قاله بعض أهل العلم، وقد سئل عن قوله تعالى: { وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} مع قوله: { وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (261) البقرة ، فقال: ليس له بالعدل إلا ما سعى، وله بالفضل ما شاء الله تعالى.
إن الله ليرفع ذرية المؤمن معه في الجنة وإن كانوا أقل منه في العمل - حسوب I/O
(فهي ليست في الكبار المكلفين). (ذكره ابن جرير*, والماتريدي* والبغوي* وابن عطية*, والقرطبي*) القول الثالث: أن المراد بهم الذرية الذين التقنوا الإيمان من آبائهم وأمهاتهم، وأخذوه منهم، ولم يبحثوا عن حجته وبرهانه حتى يكون أخذهم وقبولهم عن البحث عن الحجة والبرهان، فهم وإن كانوا مقلدين آباءهم في الإيمان، متلقنين منهم فإنهم يلحقون بآبائهم. والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم. (انفرد بذكره الماتريدي*) قلت: لم تذكر الآية أن الذرية يلحقون بدرجة الآباء نفسها, فالأقرب أن المراد بالإلحاق إدخالهم الجنة مثل ما دخل آباؤهم. فتكون هذه الآية كقوله تعالى: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ) وقوله: (رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِ مْ) فيكون قوله في الآيتين: (وَمَنْ صَلَحَ) بمعنى قوله هنا: (واتبعتهم ذريتهم بإيمان) وهذا الفهم للآية لا يوجد ما يمنعه والله أعلم وإن كنت لم أر قائلاً به من المفسرين, ويؤيده قوله: (كل امرئ بما كسب رهين) أي: كل مرتهن بعمله وتكون منزلته على حسب عمله. ويكون المراد بقوله: (وما ألتناهم من عملهم من شيء) أن كل أهل الجنة يعطون أجرهم كاملاً ولا ينقصون من عملهم.
أما ما دل الدليل على استثنائه ووصول ثوابه إلى الميت فهو: الحج ، والعمرة ، والصوم الواجب ، والصدقة ، والدعاء.
وقال الشيخ ابن جبرين (حفظه الله): "لا حرج في تطبيق الكريمات على الجسم عند الصيام إذا كانت هناك حاجة لذلك
لأن الكريم يصل فقط إلى سطح الجلد ولا يدخل الجسم وحتى لو تم امتصاصه
من قبل المسام فإنه لا يعتبر كاسرًا للصيام. " هل وضع الكريم يبطل الصيام
وفقًا للرأي الذي نتبينه فيما يتعلق بالصيام وعن تطبيق الكريم على الجسد: "لا يوجد نص في القرآن أو السنة أو ما يوافقهما في الآراء أو أى تشبيه واضح يشير إلى أن من
يطبق الكريم على جلده ويتصور طعمه أو رائحته فإن صيامه سينكسر،
كما أنه لا يشبه الأشياء التي تفطر الصيام المذكور في نصوص الشريعة". قال الإمام بن تيمية في كتابه "واقع الصيام" وهو يتحدث عن كسر الصيام بالكحل: "لو كان هذا من بين الأشياء التي تفطر لكان النبي قد أوضح ذلك، كما فعل مع الأشياء الأخرى التي تفطر وبما أنه لم يوضح ذلك، فقد عرفنا أنه يمكن تصنيفه تحت العطور والبخور والزيت،
فقد يمر البخور عبر الأنف ويدخل الرأس ويتحول إلى مادة صلبة ويتم امتصاص الزيت بواسطة الجلد ويدخل فيه وبالتالي يحصل الإنسان على تأثير بنفس طريقة العطور،
وبما أن الصيام لم يمنع هذه الأشياء فإن ذلك يثبت أنه يجوز له استخدام العطور والبخور والزيت والكحل "
والله سبحانه وتعالى يعرف أفضل.
هل الرعشة تبطل الصيام للاطفال
الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فأما تعمد الفطر في نهار رمضان لمن ليس له عذر يبيحه فمن أكبر الكبائر، فالواجب على زوجك التوبة النصوح إلى الله تعالى وأن يقضي ما أفطره من أيام. ولا يجوز لك أن تطلبي من زوجك ضمك أو تقبيلك في نهار رمضان ولا أن تمكنيه من ذلك إذا كان التقبيل والمباشرة يفضي إلى تحريك الشهوة. هل الرعشة تبطل الصيام للاطفال. وأما صومك لليوم المذكور: فإن كنت لم تتيقني أنه قد خرج منك المني بسبب تلك المباشرة فإنه صحيح، وإن تيقنت خروج المني بسبب المباشرة فعليك قضاء هذا اليوم. وأما إن خرج منك مذي فإنه لا يفسد الصوم بخروجه على الراجح. والله أعلم. 1
0
31, 131
هل الرعشة تبطل الصيام في
اهـ. والقول بعدم الفطر هو المفتى به عندنا، كما بيناه في الفتوى رقم: 63268 ، والفتوى المحال إليها فيها. وإذا تقرر ما ذكر علم أن مجرد حصول الرعشة لا يبطل به الصيام، وبالأحرى يعلم أن مجرد التفكير من دون رعشة لا يبطل الصيام. ونوصي الأخت السائلة بتقوى الله تعالى, والحذر من خطوات الشيطان، فإن التفكير في مثل تلك الأمور وإن كان لا يؤاخذ به العبد إلا أنه قد يكون خطوة من خطوات الشيطان التي يستدرج بها العبد إلى ما وراءها؛ ليوقعه في المحرمات، وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {النور: 21}. هل الرعشة تبطل الصيام عمداُ. فاجتهدي في طرد تلك الأفكار عنك, واستعيني بالله تعالى, وأكثري من دعائه. والله أعلم.
السائل: العمر: المستوى الدراسي: غير ذلك الدولة: الامارات العربية المتحدة المدينة:
السوال: ما حكم الذي يحتلم بعد طلوع الفجر ؟ الجواب: حصول الإحتلام بعد طلوع الفجر لا يَضُرُّ بالصوم ، و الصوم صحيح ، و على المُحتلم الإغتسال من الجنابة إذا أراد أن يُصلِّي كما هو واضح. أما إذا كان الإحتلام قبل طلوع الفجر فيجب عليه المبادرة الى الإغتسال من الجنابة قبل طلوع الفجر ، و إذا كان الوقت لا يسع للإغتسال أو كان معذوراً من استعمال الماء فيجب عليه حينئذٍ التيمم بدلاً عن غسل الجنابة قبل طلوع الفجر ، ثم يغتسل بعد ذلك ، حيث يجب أن يكون على طهارة حين طلوع الفجر. مواضيع ذات صلة