فإذا كان هو الصواب من القراءة، فتأويل الكلام: فقالوا: يا ربنا باعدْ بين أسفارنا؛ فاجعل بيننا وبين الشأم فلوات ومفاوز، لنركب فيها الرواحل، ونتزود معنا فيها الأزواد، وهذا من الدلالة على بطر القوم نعمة الله عليهم وإحسانه إليهم، وجهلهم بمقدار العافية، ولقد عجل لهم ربهم الإجابة، كما عجل للقائلين إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ أعطاهم ما رغبوا إليه فيه وطلبوا من المسألة. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثني أَبو حصين عبد الله بن أحمد بن يونس، قال ثنا عَبْثَر، قال ثنا حصين عن أَبي مالك في هذه الآية ( فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا) قال: كانت لهم قرى متصلة باليمن، كان بعضها ينظر إلى بعض، فبطروا ذلك، وقالوا: ربنا باعد بين أسفارنا، قال: فأرسل الله عليهم سيل العرم، وجعل طعامهم أثلا وخمطًا وشيئًا من سدر قليل. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أَبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله ( فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) قال: فإنهم بطروا عيشهم، وقالوا: لو كان جَنَى جناتنا أبعد مما هي كان أجدر أن نشتهيه، فمُزِّقوا بين الشأم وسبأ، وبدلوا بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط، وأثل وشيء من سدر قليل.
تفسير قوله تعالى ( فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا ... الأية ) - Youtube
الشيخ بسام جرار" فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا - YouTube
القول في تأويل قوله تعالى: ( فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور)
اختلف القراء في قراءة قوله: ( ربنا باعد بين أسفارنا) فقرأته عامة قراء المدينة ، والكوفة ( ربنا باعد بين أسفارنا) على وجه الدعاء والمسألة بالألف. وقرأ ذلك بعض أهل مكة ، والبصرة ( بعد) بتشديد العين على الدعاء أيضا. وذكر عن المتقدمين أنه كان يقرؤه ( ربنا باعد بين أسفارنا) على وجه الخبر من الله أن الله فعل بهم ذلك ، وحكي عن آخر أنه قرأه ( ربنا بعد) على وجه الخبر أيضا غير أن الرب منادى. والصواب من القراءة في ذلك عندنا ( ربنا باعد) و ( بعد) لأنهما [ ص: 389] القراءتان المعروفتان في قراءة الأمصار ، وما عداهما فغير معروف فيهم ، على أن التأويل من أهل التأويل أيضا يحقق قراءة من قرأه على وجه الدعاء والمسألة ، وذلك أيضا مما يزيد القراءة الأخرى بعدا من الصواب. فإذا كان هو الصواب من القراءة ، فتأويل الكلام: فقالوا: يا ربنا باعد بين أسفارنا; فاجعل بيننا وبين الشأم فلوات ومفاوز ، لنركب فيها الرواحل ، ونتزود معنا فيها الأزواد ، وهذا من الدلالة على بطر القوم نعمة الله عليهم وإحسانه إليهم ، وجهلهم بمقدار العافية ، ولقد عجل لهم ربهم الإجابة ، كما عجل للقائلين ( إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم) أعطاهم ما رغبوا إليه فيه وطلبوا من المسألة.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة سبإ - الآية 19
[تفسير قوله تعالى: (فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا)] قال تعالى: {فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [سبأ:19] أي: هؤلاء كفروا بالله عز وجل وهم يعلمون أنه الرب. والكافر يعرف أن الرب هو الذي يخلق ويرزق، ولكن لا يتوجه له بالعبادة بل يشرك به غيره سبحانه تبارك وتعالى. قال تعالى: {فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} [سبأ:19] ، وهذه قراءة الجمهور. وقرأها يعقوب: (فقالوا ربُّنا باعَدَ بين أسفارنا) ، على صيغة الإخبار، أي: أن ربنا قد باعد بين أسفارنا. وقرأها ابن كثير وأبو عمرو وهشام: (ربَّنا بعِّد بين أسفارنا). وكل قراءة يقصد بها معنى. ولكن مجمل الكلام ومضمونه أنهم ملوا من الراحة وتعبوا منها، وبطروا، فاستحقوا الشقاء، مثل بني إسرائيل عندما لم يعجبهم المن والسلوى ضرب الله عز وجل عليهم التيه، يتيهون في الأرض أربعين سنة، ولا يصلون إلى بيت المقدس. فكانوا يقطعون الطريق في متاهة ولا يعرفون كيف يصلون إلى بيت المقدس، فلما جاعوا سألوا ربهم الطعام وهم في العقوبة، فأنزل الله عليهم الطعام المن والسلوى، وهما عسل من الشجر وطائر السمانى، يأكلون ما شاءوا ولا يدخرون شيئاً، ثم اشتاقوا إلى البقل، فقالوا: {فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا} [البقرة:61] أي: كل الوقت ونحن نأكل عسلاً ولحماً، فنريد أن نأكل ثوماً وبصلاً وجرجيراً وبقلاً من الأرض.
وقال في حق هؤلاء: ( وظلموا أنفسهم) أي: بكفرهم ، ( فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق) أي: جعلناهم حديثا للناس ، وسمرا يتحدثون به من خبرهم ، وكيف مكر الله بهم ، وفرق شملهم بعد الاجتماع والألفة والعيش الهنيء تفرقوا في البلاد هاهنا وهاهنا; ولهذا تقول العرب في القوم إذا تفرقوا: " تفرقوا أيدي سبأ " " وأيادي سبأ " و " تفرقوا شذر مذر ". وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان ، حدثنا إبراهيم بن حبيب بن الشهيد ، سمعت أبي يقول: سمعت عكرمة يحدث بحديث أهل سبأ ، قال: ( لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان [ عن يمين وشمال]) إلى قوله: ( فأرسلنا عليهم سيل العرم) وكانت فيهم كهنة ، وكانت الشياطين يسترقون السمع ، فأخبروا الكهنة بشيء من أخبار السماء ، فكان فيهم رجل كاهن شريف كثير المال ، وإنه خبر أن زوال أمرهم قد دنا ، وأن العذاب قد أظلهم. فلم يدر كيف يصنع; لأنه كان له مال كثير من عقار ، فقال لرجل من بنيه - وهو أعزهم أخوالا -: إذا كان غدا وأمرتك بأمر فلا تفعل ، فإذا انتهرتك فانتهرني ، فإذا تناولتك فالطمني. فقال: يا أبت ، لا تفعل ، إن هذا أمر عظيم ، وأمر شديد ، قال: يا بني ، قد حدث أمر لا بد منه.
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة سبإ - القول في تأويل قوله تعالى " فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم "- الجزء رقم20
فلم يزل به حتى وافاه على ذلك. فلما أصبحوا واجتمع الناس ، قال: يا بني ، افعل كذا وكذا. فأبى ، فانتهره أبوه ، فأجابه ، فلم يزل ذلك بينهما حتى تناوله أبوه ، فوثب على أبيه فلطمه ، فقال: ابني يلطمني ؟ علي بالشفرة. قالوا: وما تصنع بالشفرة ؟ قال: أذبحه. قالوا: تذبح ابنك. الطمه أو اصنع ما بدا لك. قال: فأبى ، قال: فأرسلوا إلى أخواله فأعلموهم ذلك ، فجاء أخواله فقالوا: خذ منا ما بدا لك. فأبى إلا أن يذبحه. قالوا: فلتموتن قبل أن تذبحه. قال: فإذا كان الحديث هكذا فإني لا أرى أن أقيم ببلد يحال بيني وبين ولدي فيه ، اشتروا مني دوري ، اشتروا مني أرضي ، فلم يزل حتى باع دوره وأراضيه وعقاره ، فلما صار الثمن في يده وأحرزه ، قال: أي قوم ، إن العذاب قد أظلكم ، وزوال أمركم قد دنا ، فمن أراد منكم دارا جديدا ، وجملا شديدا ، وسفرا بعيدا ، فليلحق بعمان. ومن أراد منكم الخمر والخمير والعصير - وكلمة ، قال إبراهيم: لم أحفظها - فليلحق ببصرى ، ومن أراد الراسخات في الوحل ، المطعمات في المحل ، المقيمات في الضحل ، فليلحق بيثرب ذات نخل. فأطاعه قومه فخرج أهل عمان إلى عمان. وخرجت غسان إلى بصرى. وخرجت الأوس والخزرج وبنو عثمان إلى يثرب ذات النخل.
ومن كان منكم يريد الراسيات في الوحل ، المطعمات في المحل ، فليلحق بيثرب ذات النخل. فكانت الأوس والخزرج ، وهما هذان الحيان من الأنصار. ومن كان منكم يريد خمرا وخميرا ، وذهبا وحريرا ، وملكا وتأميرا ، فليلحق بكوثي وبصرى ، فكانت غسان بنو جفنة ملوك الشام. ومن كان منهم بالعراق. قال ابن إسحاق: وقد سمعت بعض أهل العلم يقول: إنما قالت هذه المقالة طريفة امرأة عمرو بن عامر ، وكانت كاهنة ، فرأت في كهانتها ذلك ، فالله أعلم أي ذلك كان. وقال سعيد ، عن قتادة ، عن الشعبي: أما غسان فلحقوا بالشام ، وأما الأنصار فلحقوا بيثرب ، وأما خزاعة فلحقوا بتهامة ، وأما الأزد فلحقوا بعمان ، فمزقهم الله كل ممزق. رواه ابن أبي حاتم وابن جرير. ثم قال محمد بن إسحاق: حدثني أبو عبيدة قال: قال الأعشى - أعشى بني قيس بن ثعلبة - واسمه: ميمون بن قيس: وفي ذاك للمؤتسي أسوة ومأرب عفى عليها العرم رخام بنته لهم حمير إذا جاء مواره لم يرم فأروى الزروع وأعنابها على سعة ماؤهم إذ قسم فصاروا أيادي ما يقدرو ن منه على شرب طفل فطم وقوله تعالى: ( إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور) أي: إن في هذا الذي حل بهؤلاء من النقمة والعذاب ، وتبديل النعمة وتحويل العافية عقوبة على ما ارتكبوه من الكفر والآثام - لعبرة ودلالة لكل عبد صبار على المصائب ، شكور على النعم.
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي رفع قدر آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له أكرم أمهات المؤمنين وحرم أذيتهن لأنهن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، صلى الله عليه ورضي عن أزواجه الطاهرات المطهرات أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ *وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُوْلَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيْمًا](الأحزاب الآيات 70، 71، 72).
فضايل عايشه رضي الله عنها من هي
هذا وصلوا وسلموا على نبي الرحمة وهادي الأمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا. اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، اللهم وفق ولاة أمر المسلمين عامة للحكم بكتابك والعمل بسنة نبيك ووفق ولاة أمرنا خاصة للخير، اللهم خذ بأيديهم لما فيه خير البلاد والعباد اللهم، ارحم هذا الجمع من المؤمنين والمؤمنات اللهم استر عوراتهم وآمن روعاتهم وارفع درجاتهم في الجنات واغفر لهم ولآبائهم وأمهاتهم وأصلح نياتهم وذرياتهم. {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}. فضايل عايشه رضي الله عنها للصف الثامن. اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم غيثاً مغيثاً هنيئاً مريئا سحا عاماً طبقا مجللا نافعا عاجلاً غير آجل اللهم تسقي به البلاد وتروي به العباد وتجعله بلاغاً للحاضر والباد، اللهم اجعل موسمنا موسم خير وبركة، اللهم اجعل بداية موسمنا موسم خير وبركة، اللهم أفرحنا بنزول الغيث وطرح البركة يا ذا الجلال والإكرام وعم به ديار المسلمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد. الجــمــعـة:14-11-1431هـ
فضايل عايشه رضي الله عنها للصف الثامن
قال أبو نعيم في الحلية كانت عائشة رضي اله عنها للدنيا قالية وعن سرورها لاهية وعلى فقد أليفها باكية ولقد أحبت وعشقت الحياة التي عاشتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أسمى ما يكون من الزهد وعلى أشد ما يكون الشظف وأطاعت بكل أمانة وصدق وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا أَرَدْتِ اللُّحُوقَ بِي فَلْيَكْفِكِ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ ، وَإِيَّاكِ وَمُجَالَسَةَ الأَغْنِيَاءِ ، وَلاَ تَسْتَخْلِقِي ثَوْبًا حَتَّى تُرَقِّعِيهِ)(رواه الترمذي) انتهى كلامه. تقول عائشة رضي الله عنها: (لقد أعطيت تسعا ما أعطيتها امرأة إلا مريم بنت عمران: لقد نزل جبريل بصورتي في راحته حتى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أ ن يتزوجني ولقد تزوجني بكرا وما تزوج بكرا غيري ولقد قبض ورأسه في حجري ولقد قبرته في بيتي ولقد حفت الملائكة بيتي وإن كان الوحي لينزل عليه و هو في أهله فيتفرقون عنه وإن كان لينزل عليه وإني لمعه في لحافه وإني لابنه خليفته وصديقه ولقد نزل عذري من السماء ولقد خلقت طيبة وعند طيب ولقد وعدت مغفرة ورزقا كريما).
فضايل عايشه رضي الله عنها في الاسلام
أرأيت لو نزلتَ واديًا وفيه شجرة قد أُكل منها، ووجدتَ شجرًا لم يؤكل منها، في أيها كنت ترتع بعيرك؟ قال: في الذي لم يرتع منها - تعني: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يتزوج بكرًا غيرها "(رواه البخاري). ويلاطفها القول في قوله -صلى الله عليه وسلم-: " إني لأعلم إذا كنت عنى راضية، وإذا كنتِ علي غضبى "، قالت: فقلت ومن أين تعرف ذلك؟ قال: " أما إذا كنتِ عنى راضيةً فإنك تقولين: لا وربِّ محمد، وإذا كنتِ غضبى قلت: لا وربِّ إبراهيم"، قالت: قلت أجل والله يا رسول الله، ما أهجر إلا اسمك "(رواه مسلم). من فضائلها أنها قالت: " لقد أُعطيتُ تسعًا ما أُعطِيتْها امرأةٌ بعدَ مريمَ بنتِ عمران: لقد نزل جبريل بصورتي في راحته، حتى أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يتزوجني، ولقد تزوجني بكرًا، وما تزوج بكرًا غيري، ولقد قُبض ورأسُه في حِجري، ولقد قَبَرْتُه في بيتي، ولقد حفَّت الملائكة بيتي، وإن كان الوحي ينزل عليه في أهله فيتفرقون عنه، وإن كان الوحي لينزل عليه وإني لمَعَه في لحافه، وإني لابنةُ خليفتِه وصدِّيقه، ولقد نزل عذري من السماء، ولقد خُلِقتُ طيبةً وعند طَيِّب، ولقد وُعدتُ مغفرة ورزقًا كريمًا " رواه ابو يعلى في المسند.
فضايل عايشه رضي الله عنها بالخط الكوفي
4) أن سب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو التعرض لعرضه عليه الصلاة والسلام بقذف أزواجه جرم عظيم وخصوصاً الصديقة بنت الصديق وهي المبرأة من فوق سبع سماوات. فضايل عايشه رضي الله عنها في الاسلام. 5) أن من مناقب أم المؤمنين عائشة رضي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن الملك جاء بصورتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم في سرقة من حرير قبل زواجها به صلى الله عليه وسلم، وهي أحب أزواجه إليه ونزل الوحي في لحافها دون غيرها من نسائه وأرسل جبريل سلامه إليها مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان صلى الله عليه وسلم يحرص أن يمرض في بيتها وأخبر أنها من أهل الجنة وقد نزلت آيات تتلى إلى يوم القيامة بسببها فقد برأها الله جل وعلا ونزلت آية التيمم وكانت عائشة رضي الله عنه سبباً في نزولها…). وجاء في ختام البيان [… فالواجب على كل مسلم محبة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والترضي عنهم أجمعين وتوقيرهم ونشر محاسنهم والذب عن أعراضهم والإمساك عما شجر بينهم فهم بشر غير معصومين ولكن نحفظ فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتأدب معهم بأدب القرآن فنقول [رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ] (الحشر الآية10). ]
والفتخات: جمع فتخة، وهي حَلْقة من فضة لا فص لها، وذكر ابن حجر -رحمه الله-: أنها كانت تبالغ في تنظيف ثيابها التي تنام فيها مع النبي -صلى الله عليه وسلم-. وأما عبادتها فعجيبة، نقل ابن رجب عن ابن أبي الدنيا، عن القاسم بن محمد، قال: "كنت غدوت يومًا فإذا عائشة قائمة تُسّبح -يعني: تصلي- وتبكي، وتقرأ ( فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ)[الطُّور: 27]، وتدعو وتبكي، وتردِّدُها، فقمت حتى مللت القيام، فذهبت إلى السوق لحاجتي، ثم رجعت فإذا هي قائمة كما هي، تصلي وتبكي". تحميل فضل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها - PDF. وقد كانت -رضي الله عنها- مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في آخر لحظات حياته، قالت: "فلما كان في مرضه جعل يدور في نسائه ويقول: " أين أنا غدًا؟ أين أنا غدًا ؟" حرصًا على بيت عائشة، قالت عائشة: فلما كان يومي سكن، -أي: عن هذا القول- وكان ذلك في مرضه"(رواه البخاري).
" وكان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات، ومسح عنه بيده، فلما اشتكى وجعه الذي توفي فيه طفقت أنفث على نفسه بالمعوذات التي كان ينفث، وأمسح بيد النبي -صلى الله عليه وسلم- عنه "(رواه البخاري). وهي تعلم ما المُحبَّب للنبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: " دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنا مسندته إلى صدري، ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به، فأَبَدَّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بَصَرَه، فأخذت السواك فَقَصَمتْه وَنَفَضته، وطَيّبته، ثم دفعته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فاستنَّ به، فما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استن استنانًا قطُّ أحسنَ منه، فما عدا أن فرغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رفع يده أو إصبعه، ثم قال: في الرفيق الأعلى -ثلاثًا- ثم قضى، وكانت تقول: مات بين حاقنتي وذاقنتي "(رواه البخاري).