أما حول مقدار كفارة تأخير قضاء رمضان فإنها تكون إطعام مسكين عن كل يوم تم إفطاره من الطعام الذي يتم تناوله. قد ذكر جمهور أهل العلم من الشافعية، المالكية والحنابلة بلزوم الفدية التي تقدر بنحو مقدار مدًا من القمح أو الدقيق أو 1/2 صاع من التمر أو الشعير وهو ما يعادل 750 جرام تقريبًا. أما أبو حنيفة، فقد ذكر أن صيام شهر رمضان على من أفطره القضاء بالصيام وليس بالإطعام وذلك لقول الله تعالى:
(وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ على سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أخَرَ)
سورة البقرة، آية: 185. كما أجاز أهل العلم أنه يمكن إخراج قيمة الطعام نقدًا، لأن الغرض من الإطعام هي سد حاجة المسكين. اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام القضاء متقطع
متى يباح إفطار شهر رمضان؟
تسهيلًا من الله تعالى على المسلمين في مسألة صيام شهر رمضان، فإن هناك بعض الحالات التي تعفى من صيام شهر رمضان ومنها:
الشيخ المسن الضعيف الذي لا يستطيع أن يصوم شهر رمضان وذلك لقول الله تعالى:
"وما جعل عليكم في الدين من حرج". السيدة الحامل أو المرضع، لو كان الصيام قد يؤثر على صحتها أو صحة الجنين، في هذه الحالة عليها أن تفطر وتعوضه بعد ذلك. يرى الحنابلة والشافعية، أن الحامل والمرضع عليها أن تعوض هذه الأيام التي أفطرتها، أما الشافعية والحنفية، فهم يرون عدم وجوب تعويض هذه الأيام.
كفارة تأخير قضاء رمضان كريم
والآن، قد تتساءل عن سؤال آخر وهو: وقت دفع كفارة تأخير قضاء الصوم ؛ فتابعنا في الآتي
لنعرضه لك أيضًا. هل يجوز تأخير دفع كفارة الصيام؟
كما ذكرنا، في الأعلى، أن كفارة تأخير قضاء الصوم، هي إطعام مسكين لكل يوم مع القضاء، ويجوز الإطعام قبل قضاء الصيام، أو بعده، أو معه، ولكن يُفضل أن يكون قبله؛ حتى تُسارع إلى الخير، وتتخلص من آفات التأخير، والله تعالى أعلى وأعلم. إذا شعرت عزيزي القارئ أنك في حيرة من أمرك، أو أن هُناك شيء لا تستطيع فهمه، أو تُريد التأكد من فهمك له؛ حتى لا تقع في الإثم؛ يمكنك الاتصال مباشرةً بدار الإفتاء المصرية عن طريق هذا الرقم: 107. وبهذا نكون قد أوضحنا لك حكم تأخير قضاء الصيام إلى ما بعد رمضان الثاني ، متمنين أن نكون قد أفدناك… يمكنك كذلك معرفة: حكم عدم قضاء صيام أيام من رمضان للمرأة وكفارته
حكم تأخير قضاء الصيام إلى ما بعد رمضان الثاني شهر رمضان كفارة الصيام
كما يسقط صيام شهر رمضان عن المريض الذي لا أمل في شفائه. اقرأ أيضًا: هل يجوز الصيام القضاء بدون نية
حكم تأخير قضاء رمضان لعدة سنوات
أما حول حكم تأخير قضاء رمضان، فإن أهل العلم والشريعة اختلفوا على رأيين هما:
1- الحالة الأولى
لو كان التأخير بسبب مرض واستمر هذا المرض إلى رمضان التالي، في هذه الحالة لا إثم عليه في عدم الكفارة والقضاء. الدليل على ذلك قول الله تعالى:
(وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أخَرَ)
2- الحالة الثانية
لو كان التأخير بدون عذر، أو من كان قادر على القضاء ولكن فرط فيه حتى دخول رمضان التالي، فإنه يكون عليه إثم كير وتجب عليه الكفارة والفدية. 3- الرأي الثالث
يرى بعض الفقهاء أن تأخير القضاء لعدة سنوات يجعل الكفارة متضاعفة على من تأخر في ذلك على حسب عدد السنوات تتم المضاعفة، ومنهم الشافعية. لكن المالكية والحنابلة قالوا أن القضاء واحد ولا يتضاعف، لأن الواجب لا يزداد بالتأخير ولكن يجب القضاء بعدد الأيام التي تم إفطارها. أما الحنفية، فهم يرون أنه لا فدية عليه في الأساس، ولكن عليه قضاء هذه الأيام عن طريق الصيام فقط. اقرأ أيضًا: هل يجوز الاغتسال بعد الفجر في صيام القضاء
نسيان عدد أيام القضاء
يتعرض بعض الناس لنسيان عدد الأيام التي تم الإفطار فيها في شهر رمضان وخاصة السيدات في فترة الحيض.
كفارة تأخير قضاء رمضان 2022
[١٧] وقد بيّن العلماء أنّ تأخير قضاء صيام رمضان حتى مجيء رمضان التالي لا يخلو من إحدى حالتَين، بيانهما فيما يأتي:
الحالة الأولى: يكون التأخير بعُذر، كمَن مرضَ في رمضان، واستمرَّ معه حتى رمضان التالي؛ فلا إثم عليه في التأخير، وعليه القضاء فقط؛ لقوله -تعالى-: (وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) ، [٧] [١٧] [١٨] وكذلك الحال في مَن كان صحيحاً لا يشكو المرض، أو صار مُقيماً بعد أن كان مسافراً بعد انقضاء رمضان إلى أن دخل شعبان ، ثمّ مَرِضه كُلّه، أو سافر فيه؛ إذ يلزمه القضاء فقط؛ إذ إنّ تأخيره إلى شعبان جائزٌ في حقّه، وهو لم يكن يعلم بما سيحصل له. [١٩]
الحالة الثانية: يكون التأخير بلا عُذر ، كمَن كان قادراً على القضاء ففرَّط فيه حتى دخل رمضان التالي، فهو يأثم بتأخيره، وقد تمّ بيان الآراء في لزوم الفِدية والكفّارة عليه وتوضيحها سابقاً في عنوان (كفّارة عدم قضاء صيام رمضان). [١]
مسائل مُتعلّقة بقضاء صيام رمضان
هناك العديد من المسائل المُتعلّقة بقضاء الصيام، ومنها ما يأتي:
التتابُع في قضاء صيام رمضان: اتّفق فقهاء المذاهب الأربعة على أنّه ليس من الواجب التتابُع في قضاء الصيام لِمَن أفطرَ أيّاماً من رمضان ؛ وذلك لعدم وجود قرينة تدلّ على ذلك؛ قال -تعالى-: (فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) ، [٧] [٢٠] وإن كان من المُستحَبّ التتابُع؛ لأنّه أشبه بالأداء، وأكثر حِيطة؛ فلا يعلم الإنسان ما يُمكن أن يحدث معه، [١٨] وصوم التتابُع أسرع في إبراء الذمّة، وإسقاط الواجب.
نعم. فتاوى ذات صلة
كفارة تأخير قضاء رمضان الذي انزل فيه
بتصرّف. ↑ وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 7، جزء 28. بتصرّف. ↑ عزيزة القرني (4-7-2015)، "القضاء في الصوم والحج" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2020. بتصرّف. ↑ وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 217، جزء 32. بتصرّف. ↑ حمد الحمد، فقه الصيام والحج من دليل الطالب ، صفحة 3، جزء 7. بتصرّف. ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1950 ، صحيح. ↑ ابن الرفعة (2009م)، كفاية النبيه في شرح التنبيه (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 382، جزء 6. بتصرّف. ^ أ ب الكاساني (1406ه - 1986م)، بداع الصنائع في ترتيب الشرائع (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 103، جزء 2. بتصرّف. ^ أ ب عبد الملك الجويني (1428ه - 2007م)، نهاية المطلب في دراية المذهب (الطبعة الأولى)، جدة: دار المنهاج، صفحة 60، جزء 4. بتصرّف. ^ أ ب ابن قدامة المقدسي (1415ه - 1995م)، الشرح الكبير على المقنع (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار هجر، صفحة 499، جزء 7. بتصرّف. ^ أ ب محمد الموسى، عبدالله المطلق، عبدالله الطيار (1433ه - 2012م)، الفقه الميسر (الطبعة الثانية)، الرياض: دار مدار الوطن، صفحة 64، جزء 3.
واستدلوا بأن ذلك قد ورد عن بعض الصحابة كأبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم. وذهب الإمام أبو حنيفة رحمه الله إلى أنه لا يجب مع القضاء إطعام. واستدل بأن الله تعالى لم يأمر مَنْ أفطر من رمضان إلا بالقضاء فقط ولم يذكر الإطعام ، قال الله تعالى: ( وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) البقرة/185. انظر: المجموع (6/366) ، المغني (4/400). وهذا القول الثاني اختاره الإمام البخاري رحمه الله ، قال في صحيحه:
قَالَ إِبْرَاهِيمُ -يعني: النخعي-: إِذَا فَرَّطَ حَتَّى جَاءَ رَمَضَانُ آخَرُ يَصُومُهُمَا وَلَمْ يَرَ عَلَيْهِ طَعَامًا ، وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مُرْسَلا وَابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ يُطْعِمُ. ثم قال البخاري: وَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهُ الإِطْعَامَ ، إِنَّمَا قَالَ: ( فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) اهـ
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وهو يقرر عدم وجوب الإطعام:
وأما أقوال الصحابة فإن في حجتها نظراً إذا خالفت ظاهر القرآن ، وهنا إيجاب الإطعام مخالف لظاهر القرآن ، لأن الله تعالى لم يوجب إلا عدة من أيام أخر ، ولم يوجب أكثر من ذلك ، وعليه فلا نلزم عباد الله بما لم يلزمهم الله به إلا بدليل تبرأ به الذمة ، على أن ما روي عن ابن عباس وأبي هريرة رضي الله عنهم يمكن أن يحمل على سبيل الاستحباب لا على سبيل الوجوب ، فالصحيح في هذه المسألة أنه لا يلزمه أكثر من الصيام إلا أنه يأثم بالتأخير.