160-م – (2493) وحدثنا عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي. أخبرنا أبو اليمان عن شعيب، عن الزهري. أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبدالرحمن؛ أن أبا هريرة قال: إنكم تقولون: إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. بنحو حديثهم.
- من فضائل الصحابي ابو هريرة رضي الله عنه – المحيط
- باب من فضائل أبي هريرة الدوسي، رضي الله عنه - حديث صحيح مسلم
من فضائل الصحابي ابو هريرة رضي الله عنه – المحيط
ولما تحسنت أحواله ووسع الله عليه لم يتكبر، ولم ينس ما كان فيه فقد كان يومًا لابسًا ثوبين من الكتان، حسنين ملونين، فامتخط في أحدهما فقال: بخٍ بخٍ أبو هريرة يتمخط في الكتان!
باب من فضائل أبي هريرة الدوسي، رضي الله عنه - حديث صحيح مسلم
ويبرز في الجانب حفظ العلم ونقله كثير من الصحابة، ومنهم المكثرون من الفـُتيا، ومنهم المكثرون من الرواية، ومعظم المكثرين من الرواية كانوا غلماناً في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-. ومنهم من اشتغل بخدمة النبي -صلى الله عليه وسلم- كأنس بن مالك وأسامة بن زيد وأبي هريرة -رضي الله عنهم أجمعين-، مما أعطى لهم فرصة كبيرة ليحفظوا عن رسول الله ويعوا. باب من فضائل أبي هريرة الدوسي، رضي الله عنه - حديث صحيح مسلم. وهؤلاء منهم من كفلته أمه كأنس -رضي الله عنه- ليتفرغ لخدمة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومنهم من تحمل عن طواعية واختيار ألم الفقر ومرارة الجوع، يشبع حيناً ويجوع أحياناً كأبي هريرة -رضي الله عنه-. ولقد حفظت الأمة جيلاً بعد جيل جميل هذا الجيل الأول امتثالاً لأمر الله -عز وجل-: { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ} [الحشر:10]، وامتثالاً لأمر النبي -صلى الله عليه وسلم-: { أصحابي أصحابي، اتقوا الله في أصحابي}، واعترافاً بالجميل لهم، فبجهادهم انتشر الإسلام فدخلنا فيه بفضل الله، وبعلمهم حفظ الدين فعلمناه وعملنا به - بفضل الله تعالى-. وإذا كان الكفار يظهرون العداوة لدين الله جملة وتفصيلاً، مما يجعل أمرهم واضحاً لكل ذي عينين، فإن الشيطان قد أوحى إليهم أن يتخذوا من بني جلدتنا وممن يتكلمون بألسنتنا من يزعم حب النبي -صلى الله عليه وسلم- بينما يسب صحابته وحملة شريعته.
[٥] [٦]
كان أبو هريرة واسع الحفظ. [٧]
طلب أبو هريرة العلم، وروى الحديث عن الصحابة، وأكثر من الطلب عليهم. [٨]
للصحابة موقفان من التّحديث؛ أحدهما التورّع؛ خشية الغلَط، وثانيهما؛ الجُرأة على التّحديث؛ خشية ضياع العلم، فكان أبو هريرة من الجريئين، أمّا الذين كانت رواياتهم قليلة فكانوا من المتورّعين، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (إن الناس يقولون أكْثَرَ أبو هريرة، ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا، ثم يتلو {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى)، إلى قوله {الرحيم}). من فضائل الصحابي ابو هريرة رضي الله عنه – المحيط. [٣] [٩]
كان أبو هريرة -رضي الله عنه- كثير السؤال، ويسأل عن كُلِّ ما لا يعلمه. [١٠]
كان من أهل الصُّفَّة لا عمل له، ولا تجارة، وكان أعزباً لا زوجة له ولا ولد يشغله عن العلم والحديث. خرج من المدينة إلى البحرين، وهذا يعني أنَّه سيصادف هناك أناساً لا علم لهم بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فاجتهد لذلك في نقل الحديث. طال عمره، فمات سنة 57 للهجرة، وهذا يعني شيئين: [١١] أنَّه كُلّما طال العمر زاد الحديث، وهذا معلوم. أنَّه سيأتي جيل جديد من التابعين يتعلَّمون الدين، وسيضطر من تأخر عمره كأبي هريرة أن يُحدِّثهم بكُلِّ شيء.