ارتعدت فرائص ذلك
الشخص المجهول وزاغت عيناه، وبدت ملامح الخوف والهلع على محيّاه، فقال بصوت يقطر ألماً ومسكنة: " إني محتاج، وعليّ عيال، ولي حاجة شديدة". رقّت نفس أبي هريرة رضي الله عنه وهو يسمع كلماته التي تصف فقره ومسغبته، وهل صدقة الفطر إلا لأمثاله من المعوزين والمحتاجين؟ وهل
ثمة خيرٌ من إسعاد نفسٍ وإدخال السرور عليها؟
وهنا قرر أبو هريرة رضي الله عنه أن يطلق سراحه ويتركه في سبيله. وجاء الصباح، وانطلق أبو
الصحابي هريرة رضي الله عنه،
وصدى الحوار الذي دار بينه وبين أسيره لا يزال يرن في أذنه ويذكي في نفسه مشاعر الرحمة والشفقة، ورآه النبي -صلى الله عليه وسلم- مقبلاً،
فإذا به يسأله: ( يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟). منزلة الصحابة من الجن - إسلام ويب - مركز الفتوى. دُهِشَ أبو هريرة رضي الله عنه بهذا السؤال! ؛ إذْ كانت أحداث الأمس بمعزلٍ عن الناس فلم يسمعه أحد،
لكن هذه الدهشة زالت سريعاً؛ فهو رسول الله المتصل بوحي السماء، فأخبره بتفاصيل ما حدث له بالأمس ، واستمع له النبي عليه الصلاة
والسلام باهتمام، ثم أعلن له الخبر المفاجيء: ( أما إنه قد كذبك وسيعود). كذبني؟ واستغل طيبتي وحلمي؟ وفوق ذلك: سيعود للسرقة ويكرر الخطيئة؟! يا لوقاحة الرجل، واستحالت مشاعر الرأفة في نفس أبي هريرة رضي
الله عنه إلى غضبٍ عارم، وما دام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر أنه سيعود
فسيعود حتماً ،
ولن يفلت الليلة بفعلته.
- سمحج الجني
- منزلة الصحابة من الجن - إسلام ويب - مركز الفتوى
- مواقف الصحابة رضي الله عنهم مع الجن
سمحج الجني
1 من 2
ز ـــ سَمْحَج: بوزن أحمر، آخره جيم، الجنّي. روى الفَاكِهِيُّ في كتاب مكّة مِنْ حديث ابن عباس، عن عامر بن ربيعة، قال: بينما نحن مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بمكّة في بَدْءِ الإسلام إذ هتف هاتف على بعض جبال بمكة يحرِّضُ على المسلمين، فقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "هَذَا شَيْطَانٌ، وَلَمْ يُعْلِنْ شَيْطَانٌ بِتَحْرِيضٍ عَلَى نَبِيّ إلاَّ قَتَلَهُ اللهُ". فلما كان بعد ذلك قال لنا النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "قد قتله الله بيد رجلٍ من عفاريت الجن، يدعى سَمْحجًا، وقد سميته عبد الله" ، فلما أمسينا سمعنا هاتفًا بذلك المكان يقول: نَحْـنُ قَتَلْنَا مِسْعَــرًا لمَـــَّا طَغَى وَاسْتكْبَرا وَصَغَّرَ الحَقَّ وَسَنَّ المُنكَرَا بِشَتْمِـهِ نَبيِّنَـا المُظَفَّرا [الرجز] (*) ومن طريق حُميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه، قال: لما ظَهر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بمكّة هتف رجلٌ من الجنّ يقال له مِسْعَر بالتحريض عليه، قال: فتذامرت قريش، واشتدّ خَطْبُهم، فلما كان في الليلة القابلة قام مقامه آخر يقال له سَمْحَج، فقال مثله، فذكر نحوه. مواقف الصحابة رضي الله عنهم مع الجن. (*) (< جـ3/ص 148>)
2 من 2
منزلة الصحابة من الجن - إسلام ويب - مركز الفتوى
استدلّ القائلون بأنّ إبليس من الجنّ بظاهر قوله تعالى: (إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) ، فقد بين ربُّ العزّة اختلاف كينونة إبليس عن الملائكة وأنّ أصله من الجنّ، وقد فرّق بينه وبين الملائكة عصيانُه ورفضُه الامتثال لأمر الله حينما أمر الملائكة بالسّجود لآدم، وقد اعتُبِر إبليس من الملائكة لأنّه كان يتعبد معهم فأُطلِق عليه اسمُهم كما يُنادى حليفُ القبيلة باسمها، كما يدلّ على أنّه من الجنّ عصمة الملائكة من العصيان ورفض الامتثال لأوامر الله، قال تعالى: (لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ). المصدر:
مواقف الصحابة رضي الله عنهم مع الجن
قال: آية الكرسي، وآخر سورة البقرة من قوله: (آمن الرسول.. ) (البقرة: 285) إلى آخرها. هذه بعض الروايات التي جاءت في حديث معاذ رضي الله عنه أيضا، لكن قصة أبي هريرة رضي الله عنه مع الشيطان أثبت القصص كما هي في صحيح البخاري. فوائد من قصة أبي هريرة رضي الله عنه
يؤخذ من هذه القصص عدة فوائد منها: ان الشيطان قد يعلم ما ينتفع به المؤمن، وان الحكمة قد يعلمها الفاجر ولكن لا ينتفع بها لأنه لا يعمل بها، وان الشخص قد يعلم الشيء ولا يعمل به. ان الشيطان قد يَصْدُق أو يُصَدِّق ببعض ما يصدق به المؤمن، ومع ذلك لا يكون مؤمنا. وان الكذاب قد يصدق، فبعض الكذابين يمكن أن يَصدقوا في بعض الأحيان مع انهم كاذبون. وان العادة والغالب على الشيطان الكذب، وأنه نادرا ما يصدق. وان الشيطان قد يتصور بصورة يمكن للإنسي أن يراه من خلالها، لأن الله يقول في كتابه: (إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم) (الأعراف: 27)، الشيطان يراكم وأنتم لا ترونه. وان الشخص الذي يقام على حفظ الأشياء يسمى وكيلا، فمن يوكل بحفظ الصدقة فهو وكيل. كما ان الجن يأكلون من طعام الإنس، قال الله عز وجل: (وشاركهم في الأموال والأولاد) (الإسراء: 64). كما ان الشياطين قد يتكلمون باللغة العربية، وقد تسمعه أيضا باللغة التي عليها هذا الرجل، قد يتكلم باللغة الإنجليزية أو الفارسية.
وقال الألباني صحيح.