قصيدة ابكت+غابت ثمان سنين - YouTube
ثمان سنين من غابت ! - .. :: منتدى تاروت الثقافي :: ..
كاتب الموضوع رسالة????
بالحمى أم مسموم أم عضه فرس كيف مات الخليفة المهدى؟.. ما يقول... | Menafn.Com
تغيّر الزمن في طرابلس منذ أن جاءت الأخبار الأولى عن فاجعة غرق زورق الهجرة حاملاً 84 من أبنائها وبناتها وأطفالها بينهم فلسطينيون وسوريون، هم أبناؤها أيضاً، على ما يقول أحد مخاتيرها محمد السبسبي، فعاصمة لبنان الثانية طالما كانت أم الفقير، كل فقير. تغيّر الزمن في الفيحاء وذاب الفرق بين الليل والنهار، إذ كيف لمدينة أن تنام مع حلول الظلام ولا يزال 33 من أولادها في غياهب الموج، جُلّهم من النساء والأطفال. وكيف لعينها أن تسهو فيما أهلها لا يعنيهم مرور الوقت، يلازمون الشاطئ من القلمون إلى حدودها مع بحر عكار يراقبون أي جسم في الماء بحثاً عن فلذات أكبادهم. بالحمى أم مسموم أم عضه فرس كيف مات الخليفة المهدى؟.. ما يقول... | MENAFN.COM. وفي طرابلس تغيّر مفهوم الأمل "لو بترجع لي لو شقفة صغيرة من أولادي أدفنها بقبر حدّي" يقول الشاب العشريني وكأنّه يهذي وهو يروح ويجيء أمام مرفأ طرابلس. يصرخ الشاب بكلّ من يقترب منه ليسأله عن حاله، فيما يقول صديقه الذي يلاحقه كظله إنّه أرسل زوجته مع أطفاله الثلاثة على أمل أن يلحق بهم عندما يستقرّون في إيطاليا، فلم يعد منهم "مين يخبّر". وفيها، في "أم الفقير" تغيّر شكل العيون أيضاً، ومعه نبرة الصوت وحال الناس. صارت الحدقات حمراء متورّمة فيما يغصّ المتحدثون في كلّ محطة كلام، وقد يعلو النشيج وفقاً لصلة القرابة مع الغائبين المفقودين، ولا يمضي وقت طويل حتى تلمس الهشاشة المستجدة في من دعكتهم الحياة في الشمال المتروك المعتاد على شظف العيش وصعوباته والكدح المستمر.
وحده التحقيق الشفاف والجدي الذي يؤدي إلى الحقيقة الساطعة في تحديد المسؤوليات يشفي غليل أهلها ومعهم كل اللبنانيين. ثمان سنين من غابت ! - .. :: منتدى تاروت الثقافي :: ... هناك لم يقنعهم المؤتمر الصحافي الذي عقدته القيادة البحرية تنفي فيه مسؤولية عناصرها وضباطها عما حدث. كيف ذلك وبينهم 45 ناجياً وناجية تتطابق أقوالهم حول ما جرى "ضربنا مركب الجيش" هو ما يصرّون عليه كبداية لرواية مأساتهم: "كنا منقطع المياه الإقليمية بعد 10 دقايق، شو بدهم فينا؟ ليش حال الجيش أفضل من حالنا؟ معاش العسكري لبيطلع 40 دولار أحسن من مدخولنا؟ ليش هو قادر يتحكّم ويطعمي اولاده؟ عم يلاقي دوا لأهله وإذا لقيه قادر يشتريه؟ مش عم ينطر بالصف الطويل ليشتري ربطة الخبز؟…". تطول لائحة الذل التي يعددونها ويتشاركونها مع العسكري، والأهم كدافع للهجرة سعياً وراء الحياة الكريمة. ليس الجوع ما دفعهم لرمي أنفسهم واطفالهم في البحر "فشروا نكون جوعانين، ما حدا بيجوع، مناكل خبز حاف وما منجوع، بس بدنا نأمن حياة كريمة لأطفالنا ومستقبل كمان، كان بدنا اولادنا يصيروا ناجين من هيدي السلطة مش نحن ناجيين من الموت، وهن يموتوا"، يقول عميد دندشي بعدما غسل شبان الحي وجهه وأصروا عليه ليشرب نقطة ماء فيما دلّك أحمد، صديق طفولته كتفيه، وترضّت عليه أمه، الثكلى بأحفادها، ليهدأ فيما كان جسده ينتفض غضباً "مين بيعوضني ولادي؟ 40 يوم و5 سنين و8 سنين؟".