4 – حَدِيث أبي ابْن كَعْب الَّذِي ورد فِيهِ " بَيْنَمَا مُوسَى فِي مَلأ من بني اسرائيل إِذْ جَاءَهُ رجل، فَقَالَ: هَل تعلم أحدا أعلم مِنْك؟ قَالَ مُوسَى: لَا. فَأوحى الله إِلَى مُوسَى: بلَى، عَبدنَا خضر {
إِن دلّ تَخْصِيص الله عز وَجل بِتِلْكَ الْأُمُور الغيبية بالخضر دون مُوسَى – عَلَيْهِمَا السَّلَام – مَعَ أَنه من أولي الْعَزْم من الرُّسُل فَإِنَّمَا يدل على نبوة الْخضر، وَيُؤَيِّدهُ سِيَاق هَذَا الحَدِيث حَيْثُ قَالَ الله عز وَجل " بلَى عَبدنَا خضر} ". وَالله تَعَالَى أعلم. ونخلص في هذا المبحث:
أن الخضر عليه السلام نبي من أنبياء الله عز وجل ، وأن من آياته ومعجزاته ما ورد في قصته مع نبي الله وكليمه موسى عليه السلام:
1- قول الله تعالى عنه وفيه: ( فوجدا عبدا من عبادنا) والعبودية منزلة عظيمة عند الله تعالى لا يبلغها إلا من أختارها الله ، فهي هبة ومنحة ودرجة وشرف لا يصله إلا من أكرمه الله تعالى بها. النبي الخضر عليه السلام عند الدروز. 2- قول الله تعالى عنه وفيه: ( آتيناه رحمة من عندنا) ، قال تعالى: ( آتيناه) وهي عطاء من قبل الله تعالى ، و ( رحمة من عندنا) ، هي النبوة. 3- قول الله تعالى عنه وفيه: ( وعلمناه من لدنا علما) وهو العلم الذي منحه الله تعالى لنبيه الخضر عليه السلام ، وهو العلم اللدني العلم الحقيقي.
قصة موسى عليه السلام مع الخضر
وهي من مفاتيح المعارف وبدونها لا قيمة لأي علم. – الرحمة ( آتَيْنَاهُ رَحْمَةً): وهي وإن كانت تعني هنا: النبوة.. لكنها تلقي بظلال جميلة في شأن الرفق بالناس والرأفة بالمتعلمين. ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) الأنبياء: 107. – العلم ( وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا) أي: معرفة دقيقة عميقة لا يسبر غورها إلا من رعاه الله وتولاه. سيدنا الخضر عليه السلام. فقد آتى الله الخضرعلما لدنيّا أهلّه لأن يعلّم أنبياء من أولى العزم من الرسل ( موسى عليه السلام). وهذا حال المعلم القدوة القائد مهتم دائما بقضايا الآخرين ومصالحهم ويقدمها على مصلحته ، ويعيش مع الناس ويحمل همومهم.. وهو كذلك عزيز النفس عفيفها له هيبة العلماء وكبريائهم
فالمعلم الناجح المتميز لا بد له من هذه الركائز حتى يكون مؤثرا قائدا وقدوة في مجاله وتخصصه:
– الانكسار لله والتواضع له مهما بلغ من العلم وترقى في الدرجات المعرفية.. ولا يعجب بعلمه وفهمه و يظن أنه بلغ غاية المنتهى. بل ينسب الأمور دائما لله ويشكره على فضله. – الرحمة بالمتلقين والمتعلمين والرفق بطلبة العلم.. فمع خروج موسى – عليه السلام – عن الشرط الذي التزم به مع الخضر
( قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا) الكهف 70.
174 – (2380) حدثني حرملة بن يحيى. أخبرنا ابن وهب. أخبرني يونس عن ابن شهاب، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود، عن عبدالله بن عباس؛
أنه تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى، عليه السلام. فقال ابن عباس: هو الخضر. فمر بهما أبي بن كعب الأنصاري. فدعاه ابن عباس فقال: يا أبا الطفيل! هلم إلينا. فإني قد تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقيه. فهل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه؟ فقال أبي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل. إذ جاءه رجل فقال له: هل تعلم أحدا أعلم منك؟ قال موسى: لا. فأوحى الله إلى موسى: بل عبدنا الخضر. باب من فضائل الخضر، عليه السلام - كتاب الفضائل - نورة. قال فسأل موسى السبيل إلى لقيه. فجعل الله له الحوت آية. وقيل له: إذا افتقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه. فسار موسى ما شاء الله أن يسير. ثم قال لفتاه: آتنا غداءنا. فقال فتى موسى، حين سأله الغداء: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره. فقال موسى لفتاه: ذلك ما كنا نبغي. فارتدا على آثارهما قصصا. فوجدا خضرا. فكان من شأنهما ما قص الله في كتابه". إلا أن يونس قال: فكان يتبع أثر الحوت في البحر.