فالبدارَ البدارَ عباد الله بتقييد ألسنتكم عن الخوض في الباطلِ، واقطعوها عن النُّطقِ بغيبةِ كلِّ مسلمٍ غافل، وطهِّروا قلوبكم عن التشاحُنِ والتحاسُد فإنهما عن طريق الجنةِ عوائقُ وللنفوسِ قواتل، ألا وإن عثرةَ الرِّجلِ سريعٌ اندمالُها، وعثرةَ اللسانِ فظيعٌ وَبَالُها. ومَن أبصرَ عُيُوبَ نفسهِ عميَ عمَّن سواه، ومَن ملَّكَ هَوَاه قِيَادَهُ أرداه، ومَن خَبُثَ مَشهَدَهُ خَبُثَ منتهاه، ومن انتهكَ عِرضَ أخيه بغيبةٍ كان خصْمُه الله. ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب. وذلك لصحَّة الآثارِ الْمُجمع عليها: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى عن الغيبة والاستماع إليها. قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 12]، وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 58]. وقد سمعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلين يغتابان ماعزاً رضي الله عنه ، فمَرَّ صلى الله عليه وسلم (بجيفَةِ حِمَارٍ، فقالَ: أينَ فُلانٌ وفُلانٌ، انزِلاَ فكُلا من جيفةِ هذا الحِمَارِ، قالا: غَفَرَ اللهُ لَكَ يا رسولَ اللهِ، وهَلْ يُؤكَلُ هذا؟ قالَ صلى الله عليه وسلم: فمَا نِلْتُمَا من أخيكُما آنِفاً أشَدُّ أَكْلاً مِنْهُ) رواه أبو يعلى وصحَّح إسناده ابن كثير.
- ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا اعراب
- رمضان مبارك عليكم الشهر الكريم
ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا اعراب
ومنها إسناد الفعل إلى أحد للإشعار بأن أحدا من الأحدين لا يحب ذلك. ومنها أنه لم يقتصر على تمثيل الاغتياب بأكل لحم الإنسان حتى جعل الإنسان أخا. ومنها أنه لم يقتصر على كون المأكول لحم الأخ حتى جعل الأخ ميتا. وفيه من المحسنات: الطباق بين " أيحب " وبين " فكرهتموه ". والغيبة حرام بدلالة هذه الآية وآثار من السنة بعضها صحيح وبعضها دونه. وذلك أنها تشتمل على مفسدة ضعف في أخوة الإسلام. وقد تبلغ الذي اغتيب فتقدح في نفسه عداوة لمن اغتابه فينثلم بناء الأخوة ، ولأن فيها الاشتغال بأحوال الناس وذلك يلهي الإنسان عن الاشتغال بالمهم النافع له وترك ما لا يعنيه. وهي عند المالكية من الكبائر وقل من صرح بذلك ، لكن الشيخ عليا الصعيدي في حاشية الكفاية صرح بأنها عندنا من الكبائر مطلقا. ووجهه أن الله نهى عنها وشنعها. ومقتضى كلام السجلماسي في كتاب العمل الفاسي أنها كبيرة. وجعلها الشافعية من الصغائر لأن الكبيرة في اصطلاحهم فعل يؤذن بقلة اكتراث فاعله بالدين ورقة الديانة ، كذا حدها إمام الحرمين. لا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا. فإذا كان ذلك لوجه مصلحة مثل تجريح الشهود ورواة الحديث وما يقال للمستشير في مخالطة أو مصاهرة فإن ذلك ليس بغيبة ، بشرط أن لا يتجاوز الحد الذي يحصل به وصف الحالة المسئول عنها.
إن الغيبة خلق ذميم، لا يتصف به الرجال، وإنما يتصف به أشباه الرجال الجبناء من ذوي الوجهين الذين يغتابون إخوانهم وأصدقاءهم أمام الناس، فإذا لقوهم هشّوا لهم وبشّوا، وتظاهروا بالصداقة والود. ومن هنا كان المسلم الحق أبعد الناس عن الغيبة والتلون بلونين، لأن الإسلام علمه الرجولة، ولقّنه الاستقامة، وحبّب إليه التقوى في القول والعمل، وكرّه إليه النفاق والتلون والتذبذب؛ بل نفره من هذه الخصال تنفيراً، حين جعل ذا الوجهين من شرار الناس عند الله، وذلك في قول الرسول، صلى الله عليه وسلم: تجد من شرار الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه، رواه البخاري ومسلم. ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا اعراب. إن المسلم الحق له وجه واحد لا وجهان، وجه أغر أبلج مشرق واضح لا يلقى به قوماً دون قوم؛ بل يلقى به الناس جميعاً، لأنه يعلم أن اتخاذ الوجهين هو النفاق بعينه، والإسلام والنفاق لا يجتمعان، وأن ذا الوجهين منافق، والمنافقون في الدرك الأسفل من النار. المسلم الحق يقف من الغيبة موقفاً جاداً، فلا يتورط بالوقوع في شكل من أشكالها، ولا يسمح لأحد أن يغتاب في مجلسه؛ بل يذب عن إخوانه ألسنة البغي والعدوان، ويدفع عنهم قالة السوء، عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: من ذبّ عن لحم أخيه بالغيبة كان حقاً على الله أن يعتقه من النار، رواه أحمد.
حكم قول مبارك عليكم شهر رمضان من الأحكام الشرعية الهامّة التي يبحث المسلمون عنها مع دخول شهر رمضان المبارك، وذلك أنّه قد شاع بين المسلمين تبادل التهاني والأدعية بمناسبة دخول شهر رمضان المبارك، وهذه العبارة تحديدًا يكثر استخدامها وتداولها، ولذلك فإنّ موقع المرجع سيبيّن من خلال هذا المقال هل يجوز أن يقول المسلم مبارك عليكم شهر رمضان، وحكم قول رمضان كريم. ما معنى قول مبارك عليكم شهر رمضان
إنّ معنى كلمة رمضان مبارك تعني الدعاء بالخير والبركة والفضل من الله لعباده، وهي من الأمور التي تزيد الألفة بين القلوب في شهر رمضان، فهي تحمل الكثير من المعاني الجميلة والمبهجة، وتحمل معاني طلب الخير من الله سبحانه وتعالى للمسلم والله أعلم. حكم قول مبارك عليكم شهر رمضان
بيّن أهل العلم أنّه يباح قول مبارك عليكم شهر رمضان إظهارًا للفرح والبشارة والتهنئة بالنعم التي تصيب المسلم فيه، فالتهاني من باب العادات، والتي الأصل فيها الإباحة ، ولا حرج على المسلم أن يظهر فرحه بالمناسبات الدينية، وبقدوم مواسم الخير والبركة، كشهر رمضان المبارك، فقد قال تعالى في محكم تنزيله: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}.
رمضان مبارك عليكم الشهر الكريم
اليوم عندنا عيد… بقدومك يا رمضان الخير صفحة من حياتا، تبدأ من جديد. اللهم إني أحب عبدك هذا فيك فأحبه و بلغه شهر رمضان يا كريم. رفع الله قدرك وفرج همك وبلغك شهر رمضان الذي احبه ربك ودمت لمن احبك. تقبل الله صيامك وقيامك، ومبارك عليك الشهر، ويعود عليك بصحة وسعادة، وعمر مديد إن شاء الله. رفع الله قدرك، وفرج همك، وبلغك شهر رمضان الذي احبه ربك، ودمت لمن يحبك. أمانينا تسبق تهانينا، وفرحتنا تسبق ليالينا، ومبارك الشهر عليك وعلينا. اللهم بلغنا رمضان، وأعنا على الصيام والقيام، وقراءة القرآن. أرق العبارات للتهنئة بشهر رمضان
أسأل الله لكم في شهر رمضان، حسنات تتكاثر وذنوب تتناثر، وهموم تتطاير، وأن يجعل بسمتكم سعادة، وصمتكم عبادة وخاتمتكم شهادة ورزقكم فى زيادة، وبكل زخة مطر، وبعدد من حج واعتمر، أدعو الله أن يتقبل صالح العمل. بنسيم الرحمة، وعبير المغفرة أقول مبارك عليك شهر العتق من النار. مبارك عليكم شهر الخير، الذي كلّنا في ربوعه غير، نسأل اللّه أن يكتبنا من أهل الخير، وكل عام ورمضان ينور قلوبنا بالخير والبركات. أسأل الله أن يعطيك أطيب ما في الدنيا محبة الله، وأحسن ما في الجنة رؤية الله، وأنفع الكتب كتآب الله، وأن يجمعك بأبر الخلق رسول الله، وأن يبلغك رمضان ويبارك لك فيه.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ رواه أحمد (9213)، والنسائي (2106) وصححه الألباني في "صحيح النسائي" (1992). هذا الحديث بشارة لعباد الله الصالحين بقدوم شهر رمضان ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر الصحابة رضي الله عنهم بقدومه ، وليس هذا إخباراً مجرداً، بل معناه: بشارتهم بموسم عظيم، يقدره حق قدره الصالحون المشمرون ؛ لأنه ﷺبين فيه ما هيأ الله لعباده من أسباب المغفرة والرضوان، وهي أسباب كثيرة، فمن فاتته المغفرة في رمضان فهو محروم غاية الحرمان. وإن من فضل الله تعالى ونعمه العظيمة على عباده أن هيأ لهم المواسم الفاضلة لتكون مغنماً للطائعين، وميداناً لتنافس المتنافسين. فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات، وتقرب فيها إلى مولاه بما فيها من وظائف الطاعات.