أما بعد:
فهذه الأحاديث الأربعة كالتي قبلها، فيها الحثّ على الحلم والأناة، والرفق وعدم العجلة، وعدم الغلظة وعدم الشدة، فالمؤمن مطلوبٌ منه الإحسان والرفق في كل شيءٍ، وعدم الغضب، إلا عند انتهاك محارم الله عزَّ وجل، ولكن المؤمن يُعوّد نفسَه الرفق والحلم، والأناة والصبر في كل شيءٍ؛ تأسِّيًا بالنبي عليه الصلاة والسلام، كما يقول ﷺ: إنَّ الله يُحبّ الرفقَ في الأمر كله كما تقدم، فالمؤمن مأمورٌ بالرِّفق في كل شيءٍ. وقال رجلٌ: يا رسول الله، أوصني، قال: لا تغضب ، قال: أوصني، قال: لا تغضب ؛ لأنَّ الغضب يُسبب شرًّا، ويُسبب خطرًا عظيمًا. ما صحة حديث لا تغضب ولك الجنة. ويقول ﷺ: إنَّ الله كتب الإحسانَ على كل شيءٍ، فإذا قتل أحدُكم فليُحسن القتلةَ، وإذا ذبح فليُحسن الذبحةَ، وليُحدّ شفرته، وليُرِحْ ذبيحته ، كل هذا من الرِّفق في الأمور، وبيَّن أن أهل الجنة: كل هيّنٍ، ليّنٍ، قريبٍ، سهلٍ. فأنت يا عبدالله مأمورٌ بالرفق في كل شيءٍ، والرحمة، والحلم، والتَّحمل، حتى لا تقع في المشاكل؛ فإنَّ الشدة والغلظة تُسبب الوقوعَ في المشاكل، والرفق والحلم والأناة والصبر تُسبب العافية، والله جلَّ وعلا يقول: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حولك [آل عمران:159]، ويقول في أهل التقوى والإيمان والجنة: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران:134].
- شرح حديث لا تغضب
- هل صيغة "زوّارات القبور" تعني الكثرة فقط؟
- حديث « لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ »
شرح حديث لا تغضب
وكم من مسلم بسبب غضبه هدم كل عناصر الودِّ والصداقة مع أصحابه! وكم من مسلم بسبب الغضب لَعَنَ والديه، وتلفَّظ عليهما بأشنع عبارة تَخرج من لسانه! كم من شخص بسبب لحظة الغضب تنكَّر لمن أسدى إليه معروفًا، وصنع له جميلًا! تعالَ معي أخي الكريم إلى سيرة الذين كانوا أصفياء القلوب ، إلى الذين كانوا أشداء على الكفار رُحماء بينهم؛ لنرى كيف دفعوا بالتي هي أحسن، كيف ابتعدوا عن الظاهرة الشيطانية، كيف سيطروا على أنفسهم. وأبدأ بأستاذ هؤلاء الرجال، المربِّي الأول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأنه إذا ذكرت الأخلاق ، فمحمد صاحبُها، وإذا ذكرت التربية ، فمحمد أستاذها، فرسول الله هو الذي رفع هذه الأمة من مدارج النِّمَال إلى مسابح الأفلاك. لا تغضب ولك الجنة حديث صحيح : صحيح الجامع. في ذات يوم، وبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يوزِّع الغنائم على المسلمين، يأتيه أعرابيٌّ فيخترق المجلس، ويقول للنبي صلى الله عليه وسلم: "زِدْني يا محمد، فليس المال مالك، ولا مالك أبيك"، فتبسَّم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: « صدقتَ؛ إنه مال الله ». وتأمَّل معي، أعرابي يقف أمام النبي صلى الله عليه وسلم يقول له: "أعطني المال، فالمال ليس مالك، وليس مال أبيك"، والنبي صاحب المقام المحمود، والحوض المورود، الذي أكرمه الله بالرسالة، وعصمه من الزَّلل، ماذا تظنون أنه يفعل به؟ والله، لو يعلم هذا الأعرابي وغيره أنَّ عاقبة الاعتداء على رسول الله صلى الله عليه وسلم هي الإعدام أو السجن أو العذاب الأليم، لَمَا تجرَّأ على فِعْل ذلك، ولكنهم عرفوه صاحب القلب الرحيم، صاحب القلب المملوء بالرحمة والشفقة على المسلمين.
فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يَحْقِد على هذا الأعرابي الفظِّ، الذي كان جافيًا في عباراته، بل قال له النبي صلى الله عليه وسلم: « صدقتَ يا أخا العرب؛ إنه مال الله »، وزاده عطاءً، سيدنا عمر كان واقفًا، فقال: يا رسول الله، دَعْنِي أضرب عنق هذا الأعرابي، فهذا الإنسان تجاوز حدَّه، فقال صلى الله عليه وسلم: « يا عمر، دعه؛ فإن لصاحبِ الحقِّ مقالًا ».
حديث:( لعن الله زوارات القبور) أليس المراد به المكثرات للزيارة. ؟ حفظ Your browser does not support the audio element. السائل: حديث: ( لعن الله زوارات القبور) ألا يقال هذا للمبالغة للمرأة التي تكثر من زيارة القبور؟ الشيخ: رد على هذا شيخ الإسلام رحمه الله في كتاب الفتاوى وذكر ثمانية أوجه أو أكثر في أن زيادرة المرأة للقبور ولو مرة واحدة محرم وقال إن الحديث هو ( زائرات) و ( زوارات) فنأخذ ب ( زائرات) لأنه أحوط عن أن فعال تأتي لمجرد النسبة لا للمبالغة كقوله تعالى: (( وما ربك بظلام للعبيد)) هذه المبالغة في الظلم أو أصل الظلم؟ أصل الظلم.
هل صيغة "زوّارات القبور" تعني الكثرة فقط؟
تعدّ زيارة القبور الإطار الذي يتعامل الإنسان خلاله مع الأشخاص الذين اختطفهم الموت، وكل المجتمعات -باختلاف عقائدها وبيئاتها- تحيط وتعتني بأمواتها بعناية فائقة، وكأنهم أحياء في ذاكراتها وقلوبها. والمشاعر الإنسانية تجاه الأموات من الأحبة لا يمكن وصفها، ولا يحس بها إلا من فقد عزيزا عليه، وزيارة القبور نوع من التواصل النفسي والرمزي مع الأموات، بل تمد الإنسان بطاقة روحية تخفف عنه ألم الفراق، فبعضهم يجد المواساة حين يقف أمام القبر، فتبدأ المشاعر والذكريات والشوق في التحرك من جديد، والقبر يرمز إلى هذه المشاعر والعواطف، فهذه القضية فطرية لا ينفرد بها مجتمع دون مجتمع، أو دين دون آخر، وهذه المشاعر الإنسانية -للأسف- تجاهلها بعض رجال الدين. فلماذا تُمنع النساء من حق زيارة القبور؟. هل صيغة "زوّارات القبور" تعني الكثرة فقط؟. زيارة القبور -كحق إنساني- مشروع للنساء والرجال على حد سواء، ومن الضروري إعادة النظر في السماح للنساء بزيارة المقابر، بشروط وضوابط معينة، والسماح أيضا بوضع لوحات عليها أسماء المتوفين، بحيث يكون هناك تنظيم أكثر للمقابر، فالأموات لهم أيضا حقوقهم، ويجب على المجتمع أن يتكفل بها.
حديث « لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ »
بسم الله الرحمنالرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم ،،،
نستكمل دراسة اسانيدالحديث في الجزء الثاني
قد روي الحديث منطريق ابو هريرة
سنن الترمذي: حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن زوارات القبور
قلت: الاسناد مطعونفيه لأجل عم بن ابي سلمة قال فيه علماء الجرح والتعديل:
تهذيب التهذيب::: الممؤلفابن حجر: خت 4 (البخاري في التعاليق والاربعة)عمر أبي سلمة (1) بن عبدالرحمن بن عوف الزهري المدني.
فالمشروع للنساء الصلاة عليه والسلام عليه في كل مكان كالرجال، ولا يشرع لهن زيارة القبر، ولا قبور الناس الآخرين، لا في بلدهن ولا في غير بلدهن، هذا هو المعتمد والأرجح من قولي العلماء في هذه المسألة، وإذا كانت المرأة في المدينة سائرة تصلي في المسجد مع الناس، وتصلي على النبي ﷺ وهي في المسجد، ما في حاجة إلى أن تذهب إلى عند القبر تصلي عليه في محلها، وتسلم عليه تقول: اللهم صل وسلم على رسول الله، عليك الصلاة والسلام يا رسول الله! ونحو ذلك، ويكفي هذا والحمد لله احتياطاً وبعداً عما حرم الله. نعم. فتاوى ذات صلة