[٧]
الرضا بقدر الله وقسمته
لأنَّه يلجأ إلى الله بالاستخارة في كلّ أمره، فيعلم أنّ ما اختاره الله له هو الخير من أمره؛ فيرضى، ولا يصيبه الجزع والنفور ممّا أصابه. [٧]
العلاقة بين التوكل والأخذ بالأسباب
لا يتعارض التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب، وإنّما يرتبط به ارتباطاً وثيقاً، فالمسلم يأخذ بالأسباب في كلّ أمره، ثمّ يتوكّل على الله مع علمه أنَّ الله هو مسبّب هذه الأسباب، وأنّه المُدبِّر والمصرّف لأحوال العباد، وأنَّ كل ما يصيب العبد إنّما هو بتقديره وإرادته وحكمته. [٩]
المراجع ↑ سورة الطلاق ، آية:2-3
↑ الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية ، صفحة 264-265، جزء 55. بتصرّف. ↑ سورة النمل ، آية:79
↑ سورة إبراهيم ، آية:12
↑ محمد عبد الغفار ، مسائل خالف فيها رسول الله أهل الجاهلية ، صفحة 3، جزء 9. بتصرّف. ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي سعيد الخدري ، الصفحة أو الرقم:1469، صحيح. ^ أ ب ت ث ج عبد الرحمن المحمود ، دروس للشيخ عبد الرحمن صالح المحمود ، صفحة 23-28، جزء 13. بتصرّف. ↑ سورة الحج ، آية:31
↑ عبد العزيز بن باز ، فتاوى نور على الدرب ، صفحة 17، جزء 4.
ثمرات التوكل على الله
التوكل على الله من عوامل جلب المنافع ودفع المخاطر. يحب الله سبحانه وتعالى عباده المتوكلين عليه، فقد قال عز وجل في سورة آل عمران: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ". فوائد التوكل على الله
ومن الفوائد الأخرى للتوكل على الله ما يلي:
المتوكل على الله مُحصن من أي مرض قلبي مثل التشاؤم والكِبر، كما أنه مُحصن من شرور العين والحسد. من يتوكل على الله يزداد إيمانه به ويرضى بقضائه. المتوكلين على الله من أوائل الناس الفائزين بالجنة، فقد جاء في كتاب الله تعالى في سورة العنكبوت: " وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ 58 الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ". يمثل التوكل على الله وقاية للمؤمن من أذى الناس وظلمهم وعدوانهم، فقد جاء في سورة آل عمران: "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ".
ثمرات التوكل علي الله النابلسي
فيعمل العبد ويقرن أعماله بالتوكل على الله ويسعى لمرضاة ربه ومرضاة رسوله، فعمل الإنسان وعبادته لا تكفي لحصول النتائج بل الله صاحب القدرة والمشيئة في كل الأمور ولكن مع هذا يظل العبد المؤمن يتوكل على الله وحده لتحقيق المراد والمصاير وقبول الأمر بأمل ورجاء في الله تعالى. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يومًا فقال: "يا غلام إني أعلمك كلمات: أحفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف" [11]. وقال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]، فالله كاف الجميع ما يهمهم في جميع أمورهم، والله تعالى يريد من عبده المؤمن تكميل مراتب العبودية من الذل والانكسار، والتوكل والاستعانة، والرضى والإنابة له، والأمل والرجاء وفيهما من الانتظار والترقب لفضل الله ما يوجب التعلق بذكر والعمل على طاعته، ورضاه فالله يحب من عباده أن يؤملوه ويرجوه ويسألوه من فضله سبحانه بعد توكلهم عليه. الهوامش:
[1] انظر ابن القيم، مدارج السالكين، (2/37)
[2] انظر: الرازي، مفاتيح الغيب، (6/41-42)
[3] أبو طالب، قتادة ابن دعامة السدوسي الأكمه، توفى سنة 117هـ ، انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي، (5/269)
[4] انظر: للمراغي، تفسيره (1/137)
[5] انظر: لأبو السعود، إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم، (1/255)
[6] انظر: لابن عاشور، التحرير والتنوير، (2/337- 338)
[7] انظر: للسيوطي عن قتادة، الدر المنثور، (2/6687)... وما بعدها.
ثمرات التوكل على ه
التوكل على الله صفة المؤمنين الرزق من عند الله الرزق من عندِ الله تعالى والتوكل عليه صفةُ المؤمن ، الرزقُ مَشروط ببذلِ الأسباب وإن كانت يسيرة، فعلى الإنسانِ أنّ يبذلُ الأسباب ثم يتوكلَ على الله مفوّضًا لهُ الأمر ، فهذهِ مريم عليها السلام لما جاءها المخاض أمرَ الله حتى تأكل أنْ تهزّ جذع نخلةٍ يابس لا ثمرَ فيه، أرادَ الله أنْ يأتيها بالرزقِ عن طريقِ مُعجزة ولكنّه يُعلمنا أنهُ لا بدلَ من العمل، وموسى عليه السلام أمرَ أنْ يُضرب البحر بعصاه حتى ينشق، فلا هزّ مريم للجذعِ ولا ضربُ موسى البحر فعل ولكنهُ درس من رب البشر. سر التوكل على الله والإنفاقُ ليس عبادةً ظاهريّة بل عبادةً تدخلُ في أعماقِ النفس الإنسانيّة ، فليسَ الله هو الرزّاق فحسب، وإنّما هو المُعطي، ولا ينقصُ المال من الصدقة في الدنيا قبلَ الآخرة، وقد يكونُ التعويض ماليّ أو بمنصبٍ ومكانة أو بشرّ يصرف أو تطفئ الخطيئة كما يُطفئ الماء النار، وبها معنى عقيدي يربطُ بين الفعلِ الظاهر "الإنفاق والصدق" وبين المعنى الباطن "أنّي أؤمن بالله". علاقة التوكل والأخذ بالأسباب يعلمنا الله أنّ الإنسان يجبُ أنْ يعمل ويبذلَ كلّ جُهده، ولكن يُعلمنا أيضًا ألا نتعمد ونتّكل على أعمالنا؛ بل على ربنا صاحبِ الرزق ، فتركُ اِتخاذ الأسباب معصية ولكن التوكلّ عليها شرك {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}، و{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}.
رجاء، اكتب كلمة: تعليق في المربع التالي
لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) تفسير سورة ( لم يكن) وهي مكية في قول يحيى بن سلام. ومدنية في قول ابن عباس والجمهور. وهي تسع آيات وقد جاء في فضلها حديث لا يصح ، رويناه عن محمد بن محمد بن عبد الله الحضرمي قال: قال لي أبو عبد الرحمن بن نمير: اذهب إلى أبي الهيثم الخشاب ، فاكتب عنه فإنه قد كتب ، فذهب إليه ، فقال: حدثنا مالك بن أنس ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي الدرداء ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لو يعلم الناس ما في ( لم يكن) الذين كفروا من أهل الكتاب ، لعطلوا الأهل والمال ، فتعلموها " فقال رجل من خزاعة: وما فيها من الأجر يا رسول الله ؟ قال: " لا يقرؤها منافق أبدا ، ولا عبد في قلبه شك في الله. والله إن الملائكة المقربين يقرءونها منذ خلق الله السماوات والأرض ما يفترون من قراءتها. لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة - الآية 1 سورة البينة. وما من عبد يقرؤها إلا بعث الله إليه ملائكة يحفظونه في دينه ودنياه ، ويدعون له بالمغفرة والرحمة ". قال الحضرمي: فجئت إلى أبي عبد الرحمن بن نمير ، فألقيت هذا الحديث عليه ، فقال: هذا قد كفانا مئونته ، فلا تعد إليه.
لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة - الآية 1 سورة البينة
فيبعد أن يقال: لم يكن الذين كفروا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - منفكين حتى يأتيهم محمد; إلا أن يقال: أراد: لم يكن الذين كفروا الآن بمحمد - وإن كانوا من قبل معظمين له - بمنتهين عن هذا الكفر ، إلى أن يبعث الله محمدا إليهم ويبين لهم الآيات; فحينئذ يؤمن قوم. وقرأ الأعمش وإبراهيم والمشركون رفعا ، عطفا على الذين. والقراءة الأولى أبين; لأن الرفع يصير فيه الصنفان كأنهم من غير أهل الكتاب. وفي حرف أبي: فما كان الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركون منفكين. وفي مصحف ابن مسعود: لم يكن المشركون وأهل الكتاب منفكين. وقد تقدم. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة البينة. حتى تأتيهم البينة قيل حتى أتتهم. والبينة: محمد - صلى الله عليه وسلم -.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة البينة
⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ﴿رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً﴾ يذكر القرآن بأحسن الذكر، ويثني عليه بأحسن الثناء. * * *
وقوله: ﴿وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾
يقول: وما تفرّق اليهود والنصارى في أمر محمد ﷺ، فكذّبوا به، إلا من بعد ما جاءتهم البينة، يعني: من بعد ما جاءت هؤلاء اليهود والنصارى البينة، يعني: أن بيان أمر محمد أنه رسول بإرسال الله إياه إلى خلقه، يقول: فلما بعثه الله تفرّقوا فيه، فكذّب به بعضهم، وآمن بعضهم، وقد كانوا قبل أن يُبعث غير مفترقين فيه أنه نبيّ.
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة البينة - القول في تأويل قوله تعالى " لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة "
وقد تعددت أقوال المفسرين فبلغت بضعَة عشر قولاً ذكر الآلوسي أكثرها وذكر القرطبي مُعظمها غيرَ معزُو ، وتداخل بعض ما ذكره الآلوسي وزاد أحدهما ما لم يذكره الآخر. ومراجع تأويل الآية تَؤُول إلى خمسة: الأول: تأويل الجملة بأسرها بأن يُؤوَّل الخبر إلى معنى التوبيخ والتعجيب ، وإلى هذا ذهب الفراء ونفطويه والزمخشري. الثاني: تأويل معنى { منفكين} بمعنى الخروج عن إمهال الله إياهم ومصيرهم إلى مؤاخذتهم ، وهو لابن عطية. الثالث: تأويل متعلِّق { منفكين} بأنه عن الكفر وهو لعبد الجَبَّار ، أو عن الاتفاق على الكفر وهو للفخر وأبي حيّان. أو منفكين عن الشهادة للرسول صلى الله عليه وسلم بالصدق قبل بعثته وهو لابن كيسان عبد الرحمن الملقب بالأصم ، أو منفكين عن الحياة ، أي هالكين ، وعُزي إلى بعض اللغويين. الرابع: تأويل { حتى} أنها بمعنى ( إنْ) الاتصالية. والتقدير: وإن جاءتهم البينة.
وقوله: ( وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة) يقول: وما تفرق اليهود والنصارى في أمر محمد صلى الله عليه وسلم ، فكذبوا به ، إلا من بعد ما جاءتهم البينة ، يعني: من بعد ما جاءت هؤلاء اليهود والنصارى البينة ، يعني: أن بيان أمر محمد أنه رسول بإرسال الله إياه إلى خلقه ، يقول: فلما بعثه الله تفرقوا فيه ، فكذب به بعضهم ، وآمن بعضهم ، وقد كانوا قبل أن يبعث غير مفترقين فيه أنه نبي.