تاريخ الإضافة: 9/9/2018 ميلادي - 29/12/1439 هجري
الزيارات: 8310
♦ الآية: ﴿ وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: مريم (13). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَحَنَانًا ﴾ وآتيناه حنانًا: رحمةً ﴿ مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً ﴾ تطهيرًا. هل (الحنان) من صفات الله ؟ - الإسلام سؤال وجواب. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا ﴾ رحمةً من عندنا؛ قال الحطيئة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، شعرًا:
تَحَنَّنْ عليَّ هَداكَ المليكُ
فإنَّ لكُلِّ مقامٍ مَقالا
أي: ترحَّم. ﴿ وَزَكَاةً ﴾ قال ابن عباس رضي الله عنهما: يعني بالزكاة الطاعة والإخلاص، وقال قتادة رضي الله عنه: هي العمل الصالح، وهو قول الضحَّاك ومعنى الآية وآتيناه رحمةً من عندنا وتحنُّنًا على العباد، ليدعوهم إلى طاعة ربهم ويعمل عملًا صالحًا في إخلاص، وقال الكلبي: يعني صدقةً تصدَّق الله بها على أبويه، ﴿ وَكَانَ تَقِيًّا ﴾ مسلمًا ومخلصًا مطيعًا، وكان من تقواه أنه لم يعمل خطيئةً ولا هَمَّ بها. تفسير القرآن الكريم
هل (الحنان) من صفات الله ؟ - الإسلام سؤال وجواب
لم يكن للمنشاوي طقوس قبل القراءة، فقد حمل القرآن منذ أتم السابعة وحتى رحل، اعتاد في شبابه وقبل تناول طعام العشاء، قراءة رُبع، لم يحتج وقتًا للدخول في حالة الخشوع لأنه لم يغادرها، لكنه حرص على الإتقان في الصعيد حيث الحفلات التي يحضرها والده، ينفصل عن الجالسين بجسده، ويُراعي القراءة المنضبطة، يقع في نفسه الخوف أن يُخطئ دون قصد، كان الجمهور يُدرك ذلك، فحينما يُريدونه أن يكرر آية، يقف أحدهم ليقول بعلو صوته "عيد عشان خاطر الشيخ المنشاوي أبوك"، أو يُقطع قراءته آخر لينادي "عيد وإلا هقول لأبوك الشيخ". كيف لقارئ عاش 49 عامًا فقط أن ينتقل صوته عبر الزمن؟، كيف ظل السميعة إلى الآن يطوفون مصر ليحصلوا على حفلاته النادرة، يملك واحد منهم فقط 1200 تسجيلاً، ويبحث آخرون فتظهر لهم تلاوات جديدة، ينشرونها في كل مكان؛ يجتمعون في بيت أحدهم ليتذوقوها، أو يرفعونها عبر المنصات المختلفة؛ يسمعه شبابٌ بعضهم لا يعرف شكله، لكن خشوعه يخترق قلوبهم؛ يُعلقون عبر موقع ساوند كلاود "رفقًا بقلوبنا والنبي يا شيخ". لا يعرف المنشاوي عوازل السنين، من أحبوه حديثًا يلتقطون قراءته بين المئات، كأن كيانه اختفى وراء حنو تلاوته، لا شيء يمنع حلاوة صوت المنشاوي عن مُحبيه، لا موجات الأثير، ولا التسجيل السيئ، ولا ساعات الوقوف خارج الصوان، من شهدوا لياليه يتذكرونها كالحِلم، كأن معية الله تتكشف لهم كل مرة من جديد.
و ينبغي أن يكون هذا الحنان في اطار توحيد الله سبحانه ، فقد يكون للحنان جانب سلبي ، و هو أن يحن الانسان على الآخرين فيخضع لهم ، و يخرج عن حدود
الله ، و هذا خطأ ، انما يجب عليه أن يحن عليهم ، و يخضع لله ، و هكذا كان يحيى ، و لعل الآية تشير الى ذلك. قوله تعالى:{ وزكاة} أي وعملاً صالحاً زاكياً عن قتادة والضحاك وابن جريج. وقيل: زكاة لمن قبل دينه حتى يكونوا أزكياء عن الحسن. وقيل: يعني بالزكاة طاعة الله والإخلاص عن ابن عباس. وقيل: معناه وصدقة تصدق الله به على أبويه عن الكلبي. وقيل: معناه وزكيناه بحسن الثناء عليه كما يزكي الشهود الإنسان عن الجبائي. وفي الميزان قوله تعالى:{ زكاة} والأصل في معناه النمو الصالح، وهو لا يلائم المعنى الأول كثير ملاءمة فالمراد به إما حنان من الله سبحانه إليه بتولي أمره والعناية بشأنه وهو ينمو عليه، وإما حنان وانجذاب منه إلى ربه فكان ينمو عليه، والنمو نمو الروح. ومن هنا يظهر وهن ما قيل: إن المراد بالزكاة البركة ومعناها كونه مباركاً نفّاعاً معلماً للخير، وما قيل: إن المراد به الصدقة، والمعنى وآتيناه الحكم حال كونه صدقة نتصدق به على الناس أو المعنى أنه صدقة من الله على أبويه أو المعنى أن الحكم المؤتى صدقة من الله عليه وما قيل: إن المراد بالزكاة الطهارة من الذنوب.