الوفاة
أصاب السيّدة زينب رضي الله عنها مرضٌ شديد تسبّب بموتها، وكان ذلك بحياة أبيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتوفيت في السنة الثامنة للهجرة، وكان عمرها آنذاك لم يتجاوز تسعةً وعشرين عاماً، وكان هذا المرض نتيجة إسقاطها حملها بعد أن تعرّضت للخوف على يد أحد كفار قريش خلال هجرتها.
ولادة السيدة زينب الحوراء سلام الله عليها
نشأتها
لقد نشأت في بيت العلم والمعرفة ومهبط الوحي وتنزيل نعم فهي التي عاشت بين مدرسة النبوة والإمامة وتخرجت على يد تلك المدرستين في عاشت بين احظان خاتم النبوة محمد (صلى الله عليه وآله) ووصيه علي ابن أبي طالب (عليه السلام) وأم أبيها فاطمة الزهراء (عليها السلام) سيدة نساء العالمين والحسن والحسين عليهم السلام سيدى شباب أهل الجنة. فخريجة تلك المدرستين يكفي أن تكون مثلا للمرة المؤمنة الصالحة. ألقابها
الصديقة الصغرى. ولادة السيدة زينب الحوراء سلام الله عليها. عقيلة بني هاشم. عقيلة الطالبيين. بطلة كربلاء
ولما دنت الوفاة من رسول الله, جاءت زينب إلى جدها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقالت:يا جداه رأيت البارحة رؤىأنها انبعثت ريح عاصفة سودت الدنيا وما فيها وأظلمته, وحركتني من جانب إلى جانب, فرأيت شجرة عظيمة, فتعلقتُ بها من شدة الريح, فإذا بالريح قلعتها وألقتها على الأرض, ثم تعلقت على غصن قوي من أغصان تلك الشجرة, فقطعتها أيظن, فتعلقت بفرع آخر, فكسرته أيظن, فتعلقت على أحد الفرعين من فروعه, فكسرته أيظن, فاستيقظت من نومي؟ فبكى رسول الله وقال:الشجرة جدك, والفرع الأول أمك فاطمة, والثاني أبوك علي, والفرعان الآخران هما أخواك الحسنان, تسود الدنيا لفقدهم, وتلبسين لباس الحداد في رزيتهم.
لما وفد الإمام محمد بن إدريس الشافعي إلى مصر سنة 198 هـ، توثقت صلته بنفيسة بنت الحسن، واعتاد أن يزورها وهو في طريقه إلى حلقات درسه في مسجد الفسطاط، وكلما ذهب إليها سألها الدعاء، – لداء في بطنه- وأوصى أن تصلي عليه السيدة نفيسة في جنازته، فمرت الجنازة بدارها حين وفاته عام 204هـ، وصلّت عليه تنفيذًا لوصيته، وأثنت عليه قائلة "رحم الله الشافعي.. كان يحسن الوضوء". عُرف عن السيدة نفيسة بنت الحسن زهدها وحسن عبادتها وعدلها، فيُروى أنها لما كانت بالمدينة كانت تمضي أكثر وقتها في المسجد النبوي تتعبد، وتروي زينب ابنة أخيها يحيى المتوج قائلة: "خدمتُ عمّتي السيدة نفيسة أربعينَ عامًا، فما رأيتها نامَت بلَيل، ولا أفطرت إلا العيدين وأيام التشريق، فقلت لها: أمَا ترفُقِين بنفسِك؟ فقالت: كيف أرفُق بنفسي وأمامي عَقَبات لا يقطَعُهُنّ إلا الفائزون؟ وكانت تقول: كانت عمتي تحفَظ القرآن وتفسِّره، وكانت تقرأ القرآنَ وتَبكي". وقيل أنها حفرت قبرها الذي دُفنت فيه بيديها، وكانت تنزل فيه وتصلي كثيرًا، وقرأت فيه المصحف مائة وتسعين مرة وهي تبكي بكاءً شديدًا، كما ذكروا أنها حجّت أكثر من ثلاثين حجة أكثرها ماشية، كانت فيها تتعلق بأستارالكعبة و تقول: "إلهي و سيدي و مولاي متعني و فرحني برضاك عني، ولا تسبب لي سببًا يحجبك عني".