وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42) قوله تعالى والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون قوله تعالى لا نكلف نفسا إلا وسعها كلام معترض ، أي والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ، ومعنى لا نكلف نفسا إلا وسعها أي أنه لم يكلف أحدا من نفقات الزوجات إلا ما وجد وتمكن منه ، دون ما لا تناله يده ، ولم يرد إثبات الاستطاعة قبل الفعل; قاله ابن الطيب. نظيره لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها.
لا نكلف نفسا الا وسعها English
لطيفة علمية: ما قال: يسارعون إلى الخيرات، إذ المفروض أن يقول: يسارعون إلى الخيرات، وإنما قال: يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ [المؤمنون:61]، ومعناه: أنهم ما خرجوا عن دائرتها، فهم في وسطها يسرعون، لأنهم ليسوا بعيدين عنها حتى يسارعون لها، وإنما قال: يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ [المؤمنون:61]. [ ثالثاً: تقرير قاعدة رفع الحرج في الدين]، تقرير قاعدة شرعية ربانية جاء بها الكتاب والسنة، ولا يختلف فيها عالمان من المؤمنين، وهي أن الله عز وجل لا يكلف الإنسان إلا بقدر طاقته، وما زاد عن طاقته لا يكلفه، وهذا في أي عبادة من العبادات، وذلك كالرباط والجهاد والصدقة والصلاة والصيام وغيرها من العبادات، فلا تكلف إلا في حدود قدرتك، وما زاد عن ذلك لا تكلف به؛ إذ لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، أي: طاقتها وقدرتها. [ رابعاً: تقرير كتابة أعمال العباد وإحصاء أعمالهم ومجازاتهم بالعدل]، تقرير كتابة أعمال العباد، أما تقرءون قول الله تعالى: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ [الانفطار:10-11]؟ من هؤلاء؟ الملائكة الذين يتعاقبون فينا الليل والنهار، إذ يجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر، ففي صلاة الصبح ينزل ملكان لتسجيل أعمالنا في النهار، وفي صلاة العصر يعرج اللذان كانا معنا وينزل اثنان ليقومان الليل معنا، وبالتالي فأعمالنا وأقوالنا كلها مدونة مكتوبة وليس فيها أبداً زيادة ولا نقصان، والحمد لله رب العالمين.
لا نكلف نفسا الا وسعها تفسير
إن تزوج ولدي فأنا أذبح لك شاة، يا مولاي فلان! إن حصل كذا فأنا أطعم كذا، والله لأشرك في عبادة ربه غير الله تعالى، إذ إنه نذر لغير الله تعالى. ثالثاُ: الذبح، قال تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي [الأنعام:162]، أي: ذبحي، وقال: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:1-2]، أي: لربك، فالذين يذبحون للجان والعفاريت الموهومة، ويذبحون للأولياء وللقبور، فهؤلاء والله أشركوا في عبادة ربهم تعالى غيره، ولذلك لا نذبح للجان أبداً. ومن مظاهر الذبح: أن الرجل إذا بنى بناية وأراد أن ينزلها يقول: نخشى أن الجان يؤذونني في أهلي، فيأتي بشاة فيذبحها على عتبة الباب، ويلطخ العتبة بالدم، ثم بعد ذلك يسكن! فهذا الذبح لمن؟ للجان أو لله؟ إن قال: لله، فنقول: آلله أمرك بهذا؟! لا تكلف نفس إلا وسعها في القرآن الكريم. ما هو لله، إذ أمرك الله أن تذبح يوم العيد، فهل هناك من ينكر عليك؟ لكن عند النزول في هذا البيت تذبح شاه للجان وتقول: خشية أن يؤذيني في أهلي! كيف ذلك؟! وقد رأيت هذا في المدينة بعيني، فقد بنى أحد الإخوان من جدة بناية إلى جنب منزلنا، ولما فرغ من البناء وجدت العامل فيها قد ذبح شاة ولطخ الدم على عتبة البيت! فقلت له: لم هذا؟ فقال: أمرني المعلم!
لا نكلف نفسا الا وسعها حالات وتس
ولذلك يقول الحق سبحانه: { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم... }
لا نكلف نفسا الا وسعها لها ما كسبت
أعطني فقد أشرك في عبادة ربه غيره، أي: ذلك المخلوق الذي قال له: أعطني، أو خذ بيدي، أو فرج غمي وكربي، وعلى كل إذا أقبل على كائن سوى الله وقال: أعطني أو افعل لي فقد أشرك في عبادة ربه والله العظيم. وللأسف فقد عم الجهل وغطى البلاد الإسلامية قروناً، وأصبح المسلمون يدعون غير الله تعالى تحت عنوان: التوسل، يا سيدي فلان! يا مولاي فلان! أنا كذا، ويسألون حاجاتهم والله العظيم، نساء ورجالاً، بله أهل القرآن الحاملون له! إن سؤال غير الله ولو إبرة فأقل من ذلك شرك في عبادة الله تعالى، إذ لا نسأل حاجاتنا إلا من الله الذي يقدر على أن يعطينا ويملك أمرنا، وقد تعبدنا بهذا الدعاء فكان عبادة له، فارفع يديك إلى السماء: يا رب! يا رب! لا يلومك أحد ولا يعيبك أحد؛ لأنك رفعت كفيك إلى ربك، أما أن تقول: يا رسول الله! أو يا حسين! أو يا فاطمة! أو يا عبد القادر! أو يا مولاي إدريس! أو يا سيدي البدوي! أو يا عيدروس! تفسير: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها). فهذه والله شرك في عبادة الله تعالى، وأهلها إن لم يتوبوا ويموتوا على التوحيد دخلوا النار وخلدوا فيها والعياذ بالله. ثانياً: النذر، وقد تعبدنا الله تعالى به، وجعله عبادة من عباداته، واقرءوا ثناءه على فاطمة و علي: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ [الإنسان:7]، فالوفاء بالنذر عبادة لله تعالى، فمن نذر لله نذراً فيجب أن يفي به، وذلك كأن يقول: لله علي أن أتصدق الليلة بدينار، وجب عليه أن يفي، أو لله علي أن أصوم غداً، يجب عليه أن يصوم، أو لله علي ألا أتأخر عن الصف الأول، وجب عليه أن يفي، وعلى كلٍ إذا نذر لله نذراً في العبادات فيجب أن يفي بنذره، وهو مرحوم مكرم عزيز لأنه يعبد الله عز وجل، ومن نذر لغير الله تعالى: يا سيدي فلان!
والاعتقاد هو يسهل دائما السلوك الإيماني ويجعل مشاق التكاليف في الأعمال الصالحة مقبولة وهينة، ولذلك أوضح سبحانه: إياكم أن تظنوا أني قد كلفتكم فوق طاقتكم، لا؛ فأنا لا أكلف إلا ما في الوسع، وإياكم أن تفهموا قولي: { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ} هو رغبة في إرهاق نفوسكم، ولكن ذلك في قدرتكم لأنني المشرع، والمشرع إنما يضع التكليف في وسع المكلَّف. لا نكلف نفسا الا وسعها تفسير. ونحن في حياتنا العملية نصنع ذلك؛ فنجد المهندس الذي يصمم آلة يخبرنا عن مدى قدرتها، فلا يحملها فوق طاقتها وإلا تفسد. وإذا كان الصانع من البشر لا يكلف الآلة الصماء فوق ما تطيق، أيكلف الذي خلق البشر فوق ما يطيقون؟ محال أن يكون ذلك. إذن فيجب أن نوصد الباب أمام الذين يحاولون أن يتحللوا من التزامات التكليف عليهم، فلا تعلق الحكم على وسعك الخائر الجائر، ولكن غلق الوسع على تكليف الله، فإن كان قد كلف فأحكم لأن ذلك في الوسع؛ والدليل على كذب من يريد الافلات من الحكم هو محاولته إخضاع الحكم لوسعه هو؛ أن غيره يفعل ما لا يريد أن يفعله. فحين ينهى الحق عن شرب الخمر تجد غيرك لا يشرب الخمر امتثالاً لأمر الله، وكذلك تجد من يمتنع عن الزنا أو أكل الربا؛ فإذا كان مثيلك وهو فرد من نوعك قادراً على هذا العمل فمن لا يمتنع عن مثل هذه المحرمات هو المذنب لا لصعوبة التكليف.
آحمد صبحي منصور:
لا فارق. لا نكلف نفسا الا وسعها english. يقول جل وعلا: ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا) البقرة 286)( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ مَا آتَاهَا) الطلاق 7) (لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا) البقرة 233) (لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا) الانعام 152)(لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا) الاعراف 42)(وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا) المؤمنون). هذا من مقاصد التشريع الاسلامى ، وهو التيسير والتسهيل ورفع الحرج وعدم العنت والمشقة. فالله جل وعلا لا يكلف نفسا فوق طاقتها ، ولا يكلف نفسا إلا وسعها ، ولا يكلف نفسا إلا ما آتاها من قوة وجهد وامكانات مالية وعقلية وجسدية. مقالات متعلقة
بالفتوى: