وفَرْع الشجرة: غصنها، ومن قولهم: فَرعَ الجبل إذا علاه، وسُمي الأعلى فرعاً، لتفرعه عن الأصل، ولهذا أفرد اللفظ في الآية، وإلا فكل شجرة لها فروع وأغصان. ووصف الشجرة بكونها طيبة يشمل طيب الصورة والشكل والمنظر والطعم والرائحة والمنفعة، ويكون أصلها ثابتاً أي: راسخاً آمناً من الانقطاع والاجتثاث، ويكون فرعها في السماء، لأن ارتفاع الأغصان يدل على ثبات الأصل، وأنها متى ارتفعت كانت بعيدة عن عفونات الأرض، فكانت ثمارها نقية عن جميع الشوائب. والآية من الاحتباك فذِكْر ثابت أولاً دال على عالٍ صاعد ممتد ثانياً، وذكر السماء ثانياً دال على الأرض أولاً. " الكلمة الطيبة " و " الكلمة الخبيثة ". وبين قوله تعالى أصلها ثابت وقوله: وفرعها في السماء طباق رائع وكناية عن علو شأن هذا الشجرة المباركة بداية ونهاية وأصلاً وفرعاً. ثمار دائمة ووصفت الشجرة أيضاً بأنها تُؤْتي أكُلها كل حين أي تؤتي ثمرها في كل وقت. والحين في اللغة بمعنى الوقت، فقد وصفت الشجرة بأن ثمارها دائمة ولا تنقطع في كل وقت وقته الله تعالى لإثمارها. وقوله تعالى بإذن ربها أي بإرادته ومشيئته سبحانه. والمراد بالأكُل المأكول، وإضافة (رب) الى ضمير الشجرة فيه تعظيم لمكانتها. وأوثر وصف الربوبية للدلالة على كمال التربية والعناية.
من الآية 24 الى الآية 31
وإذا كانت الشجرة الطيبة عنوان الخير والجود، فإن المؤمن خير كله، وبركة كله، وطيب كله. ولا شك أن القرآن حين يضرب مثلاً لكلمة التوحيد أو للمؤمن بالشجرة الطيبة الخيرة المعطاء، يكون قد أوصل الفكرة التي أراد إيصالها بشكل أكثر وضوحاً، وأشد بياناً من أن يأتي بتلك الفكرة مجردة، خالية من أي تمثيل أو تشبيه. المصدر: موقع الشبكة الإسلامية
&Quot; الكلمة الطيبة &Quot; و &Quot; الكلمة الخبيثة &Quot;
والرؤية في الآية علمية وليست بصرية، والمراد: ألم تعلم. وأوثرت (كيف) في الآية (للدلالة على أن حالة ضرب هذا المثل ذات كيفية عجيبة من بلاغته وانطباقه). وفي (ضرب) استعارة تصريحية تبعية، حيث استعير الضرب للذِكْر، والتقدير: ذَكَر مثلاً. المثل ومرادفاته وبلاغة الاستعارة هنا دلالتها على كمال العناية بقوة هذا المثل المذكور الشديد التأثير، الشبيه تأثيره بتأثير الضرب في المضروب أي قوة الإحساس وشدته، وأصل المثل النظير والمشابه، ويقال أيضاً: مِثل ومَثيل كما قيل: شَبَه وشِبْه وشَبيه. وقد اختص المَثَل بفتحتين بإطلاقه على الحالة الغريبة الشأن التي تُمثل للناس وتُوضح وتُشَبّه. من الآية 24 الى الآية 31. وبإطلاقه على قول يصدر في حالة غريبة فيحفظ ويشيع بين الناس لبلاغته. والمَثَل (عبارة عن قول في شيء يُشبه قولاً في شيء آخر بينهما مشابهة، ليُبين أحدهما الآخر، ويُصوره نحو قولهم: الصيفَ ضَيعتِ اللبنَ، فإن هذا القول يشبه قولك: (أهملتَ وقت الإمكان أمركَ) وهذا قول الراغب في مفرداته. ومن الفوائد أن نُبين بعض الفروق اللغوية بين المَثَل ومرادفاته. فالفرق بين المَثَل والعديل أن العديل ما عادل أحكامه أحكام غيره، وإن لم يكن مثلاً له في ذاته. والفرق بين المثلين والمتفقين، أن التماثل يكون بين الذوات والاتفاق يكون في الحُكْم والفعل، نقول: وافق فلان فلاناً في الأمر، ولا نقول: ماثله.
هل شجرة الحنظل شجرة خبيثة ولماذا
قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم أَلَمۡ تَرَ كَیۡفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلࣰا كَلِمَةࣰ طَیِّبَةࣰ كَشَجَرَةࣲ طَیِّبَةٍ أَصۡلُهَا ثَابِتࣱ وَفَرۡعُهَا فِی ٱلسَّمَاۤءِ تُؤۡتِیۤ أُكُلَهَا كُلَّ حِینِۭ بِإِذۡنِ رَبِّهَاۗ وَیَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ یَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِیثَةࣲ كَشَجَرَةٍ خَبِیثَةٍ ٱجۡتُثَّتۡ مِن فَوۡقِ ٱلۡأَرۡضِ مَا لَهَا مِن قَرَارࣲ [إبراهيم 24- 25]. ومن هنا يتبين أن القرآن الكريم اخبرنا عن وجود شجرة خبيثة، وشبه بها الكلام الخبيث فما هي الشجرة الخبيثة التي قصدها القرآن. إن الشجرة الخبيثة التي ذكرت في القرآن على بعض الأقوال هي شجرة الحنظل، والسبب في أنها شجرة خبيثة هو أنها كما قال أنس بن مالك رضي الله عنه " ألم تروا إلى الرياح كيف تصفقها يميناً وشمالاً؟". وفي أقوال أخرى أنها مثل المنافق لا طعم لها، لذلك فهي خبيثة، مثل خبث المنافق، ولكن الغرض في النهاية مضمونه التشبيه وليس الشجرة نفسها. إذن فسبب اعتبار شجرة الحنظل أنها شجرة خبيثة هو انها لم يضرب لها عرق، او ليس لها مستقر في الأرض وليس لها ثبات في الأرض، ولا فروع تصعد في السماء.