قال بن المنذر: إنما يفضل عمل اليد سائر المكاسب إذا نصح العامل، كما جاء مصرحًا به في حديث أبي هريرة، قلت: ومن شرطه أن لا يعتقد أن الرزق من الكسب، بل من الله تعالى بهذه الواسطة، ومن فضل العمل باليد الشغل بالأمر المباح عن البطالة، واللهو، وكسر النفس بذلك، والتعفف عن ذلة السؤال، والحاجة إلى الغير. اهـ. فالحاصل: أنه على قول من يرى التجارة أفضل المكاسب، فالعمل في التجارة أفضل من العمل في الوظيفة، ومما يقوي تفضيل الاشتغال بالتجارة على الوظيفة أن العمل في التجارة أنفع للناس ـ غالبًا ـ وأنها سالمة من منة صاحب العمل، وتسلطه، ونحوها من المكدرات التي قد تكتنف الوظيفة، والتجارة أوسع أبواب الرزق، كما أخرج مُسَدَّدٌ في مسنده: عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ الرحمن قال بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: تِسْعَةُ أَعْشَارِ الرِّزْقِ فِي التِّجَارَةِ. وقال نُعَيْمٌ: كسب الْعُشْرِ الْبَاقِي فِي السَّائِمَةِ - يَعْنِي الْغَنَمَ -. قال البوصيري: هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؛ لِجَهَالَةِ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. اهـ. أحاديث عن الغش في التجارة - الجواب 24. وهو مرسل، فنعيم لم تثبت له صحبة. فالعمل في التجارة أعون على الصدقة، وبذل الخير، كما أن ظهور التوكل في تحصيل الرزق في التجارة أبلغ منه في الوظيفة، وقد يقال بأن المفاضلة بين التجارة والوظيفة، أو غيرهما من الأعمال يختلف باختلاف الأشخاص، والأحوال، كما أشار إليه الحافظ ابن حجر، وراجع للفائدة الفتويين رقم: 135054 ، ورقم: 18410.
- أحاديث عن الغش في التجارة - الجواب 24
- قصة الإسلام | معاملات الرسول - هدي الرسول -
أحاديث عن الغش في التجارة - الجواب 24
الحمد لله. يمكن تلخيص هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التجارة ، والبيع ، والشراء فيما يلي:
1. عمل النبي صلى الله عليه وسلم بالتجارة قبل البعثة مع عمه أبي طالب ؛ وعمل
لخديجة كذلك ، وسافر لذلك إلى بلاد الشام, وكان أيضا يتاجر في الأسواق ؛ فمجنة ،
وعكاظ: كانت أسواقاً في الجاهلية ، وكان التجار يقصدونها للبيع ، والشراء. قصة الإسلام | معاملات الرسول - هدي الرسول -. 2. وكان النبي صلى الله عليه وسلم
يباشر البيع بنفسه ، كما سيأتي في حديث جمل عمر ، وجمل جابر رضي الله عنهما ، أو
يُوكل ذلك إلى أحدٍ من أصحابه ، كما في عُرْوَةَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ
الْبَارِقِيِّ قَالَ: أَعْطَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم دِينَاراً
يَشْتَرِي بِهِ أُضْحِيَةً - أَوْ شَاةً - فَاشْتَرَى شَاتَيْنِ ، فَبَاعَ
إِحْدَاهُمَا بِدِينَارٍ ، فَأَتَاهُ بِشَاةٍ وَدِينَارٍ ، فَدَعَا لَهُ
بِالْبَرَكَةِ فِي بَيْعِهِ ، فَكَانَ لَوِ اشْتَرَى تُرَابًا لَرَبِحَ فِيهِ. رواه الترمذي ( 1258) وأبو داود ( 3384) وابن ماجه ( 2402) ، وصححه الألباني في
" صحيح الترمذي ". 3. كان
صلى الله عليه وسلم يأمر التجار بالبرِّ ، والصدق ، والصدقة. عن حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( الْبَيِّعَانِ
بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا ، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا
فِي بَيْعِهِمَا ، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا).
قصة الإسلام | معاملات الرسول - هدي الرسول -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إن الله يحبُّ سمح البيع, سمح الشراء, سمح القضاء ». [أخرجه الترمذي, وصححه الألباني برقم (1064) في صحيح الترمذي] ومن أحبه الله عز وجل, ورحمه, وفقه في تجارته, وأغدق عليه من واسع فضله. الصدقة والإنفاق في سبيل الله: عن قيس بن أبي غزرة رضي الله عنه, قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( « يا معشر التجار, إن البيع يحضره اللغو, والحلف, فشوبوه بالصدقة ») [أخرجه أصحاب السنن, وصححه الألباني برقم (7974) في صحيح الجامع] وفي رواية عند الترمذي ( يا معشر التجار, إن الشيطان والإثم يحضران البيع, فشوبوا بيعكم بالصدقة). قال العلامة العثيمين رحمه الله: الصدقة لا تُنقص المال، وإن نقصته عددًا، فإنها تزيدُهُ بركةً، وحماية وكثير من الناس الذين ينفقون ابتغاء وجه الله، يجدون ذاك ظاهرًا في أموالهم بالبركة فيها، ودفع الآفات عنها، حتى أن الرجل يقول: كيف لم أنفق هذا الشهر إلا كذا، يتقالُّ ما أنفق؛ لأن الله أنزل فيه البركة، وبركة الله تعالى لا نهاية لها. والصدقة لها فوائد كثيرة, ومنافع عظيمة, فهي تنمي المال, وتحفظه من الآفات, وهي من أسباب التوفيق في التجارة.
شهِدتُ معَ عمرَ رضيَ اللهُ عنهُ المغربَ فأتَى عليٌّ ومعي رُزَيمةٌ لي فقالَ: ما هَذا معكَ ؟ فقلتُ: إنِّي أقومُ في هَذا السُّوقِ فأشتريَ وأبيعُ ، فقال: يا معشرَ قرَيشٍ لا يغلبَنَّكُم هَذا وأمثالَهُ على التِّجارةِ فإنَّها ثُلثُ المُلكِ. اقرأ أيضًا: أحاديث عن الديون
مصادر: مصدر 1 مصدر 2 مصدر 3
المراجع