وما وجدتك يوما أهنت أمي, ولا فضلتني على أختي, ولا فضلت أختي علي. رأيتك دائما تخفض جناحك لأمي وأخوتي, كالطائر الذي يحتضن أفراخه. ). قلت يا بني لله ما أعطى ولله ما منع, لا تفسد ما بينك وبين الله, يا بني هالك من انقطعت صلته بالله, توسل إليه, وتذلل له, وابك على ذنبك, أوقد ليلك بذكره وعطر نهارك بشكره, اذكره دوما يا بني, فعساه ينظر إليك بعين رحمته نظرة لا تشقى بعدها أبدا. يا بني انكسر لعظمته, وارتجف من هيبته, وتضرع إليه والجأ إلى جنابه ¸ وقف باكيا على بابه, ولا تبرح معيته ولا تنصرف عن رحابه. يا بني لا تلتفت عنه فيلتفت عنك, إن ضاقت بك الدنيا فليس لك سواه, أنت إليه فقير وهو عنك غني. مكاوي جيم. وكم يسحرني بيانك يا والدي, وحلاوة لسانك, ونظافة قلبك, وحنانك الفياض, يا لروعة بشاشتك, كيف أبرك وقد كان البر منك ابتداءا ؟
كم أفخر بك, وأشرف بك. أنت الذي علمتني البر لأنك كنت بي بارا رحيما, وتعلمت منك الرضا بقضاء الله, فوجدت فيه راحتي ونصرتي على الدنيا ونفسي, وكنت بذلك أغنى الناس, وعلمتني أن العين التي لا ترى الحقيقة عمياء, وأن الأذن التي لا تسمع الحق صماء, وأن المرء يحرم عطاء الله بمعصية الله, وأن القلب الذي يحسد لا خير فيه, وأن صاحبه ساخط على قدر الله, وأن البكاء من خشية الله يغسل القلوب كما يغسل العيون.
مكاوي جيم
وفي هذا كان هنالك وفاء لصراعنا حول الميراث (الماضي) بحكم التراتبية الابوية، وليس حول التغيير (المستقبل)! اي الصراع كان حول المحافظة علي علاقة الوصاية، بين الاوصياء والاتباع. وعليه اصل الصراع في الدولة، هو صراع تحرر، يمر عبر فصم عري هذه العلاقة الوصائية، التي يجسدها احتكار السلطة من جانب الاوصياء. اما معضلة الصراع فليس مع الاوصياء (هذا يمثل الفرع)، ولكن في كيفية اقناع الاتباع، بانهم ليسو اتباع، وانما مواطنون كاملي الاهلية؟ وانه ليس هنالك مبرر للوصاية، إلا لغرض احتكار الامتيازات بواسطة قلة تدعي التميُّز او الانضباط او الحق التاريخي. لذلك ليس مصادفة ان صراع النخب السياسية تمترس حول هذه الامتيازات التي تعبر عنها السلطة. اي بوصفها قلة انتبهت مبكرا للعائد الكبير من هذا الصراع!! وكان من افرازات هكذا صراع سيطرة علي الدولة ووصاية علي المواطنين ، انه اتاح المجال امام ازدهار السلوكيات الانتهازية او مبدأ الغاية تبرر الوسيلة. وهذا ما حرف الصراع حول السلطة من حيز السياسة الي مسارات ليس لها صلة بالسياسة وعلي راسها الدين. وخطورة الامر هنا، انه تم الربط بين السلطة والقداسة، لتكتسب السلطة حصانة ضد النقد والتساؤل، وصولا لفرض الاخضاع التام للدولة.
ابتداءً من
ابدأ الان
أطباء متميزون لهذا اليوم
السؤال: هذه الرسالة من علي محمد عالي الغامدي ، بلاد غامد، قرية آل عاطف، يسأل عن الإفطار في شهر رمضان بالمرض يقول: أود أستفسر عن موضوع: هو أنني أعمل في منطقة حارة وأنا إنسان مريض، وسبق أن تنومت في مستشفى السداد، وفي رمضان هذا العام أفطرت الأيام كلها لعدم استطاعتي الصيام، فأرجو من فضيلتكم إفادتي، هل أقضي أم أطعم، أم ماذا يترتب علي؟ والله يحفظكم ويرعاكم.
الإطعام كفارة المريض في رمضان
قال الإمام النووي في كتابه المجموع: " متى أطلق الفقراء أو المساكين تناول الصنفين، وإن جمعا أو ذكر أحدهما ونفى الآخر وجب التمييز حينئذٍ، ويحتاج عند ذلك إلى بيان النوعين أيهما أسوأ حالاً، والمشهور عندنا وهو الذى نص عليه الشافعي وجماهير أصحابنا المتقدمين والمتأخرين أن الفقير أسوأ حالاً ". 6 - لا يجوز إخراج الفدية لكافر، فالفدية من الصدقات الواجبة، ولا يجزئ دفعها إلا إلى مسلم من الفقراء أو المساكين، وهذا قول جمهور العلماء، جاء في حاشية البجيرمي الشافعي عن إخراج الفدية لمن عجز عن الصوم: " فَلَا يُجْزِئُ دَفْعُهَا لِكَافِرٍ ". وجاء في كتاب كشاف القناع للإمام البهوتي الحنبلي: "وَلَا يَجُوزُ دَفْعُهَا أَيْ: الْكَفَّارَةَ إلَى كَافِرٍ كَالزَّكَاةِ ". الإطعام كفارة المريض في رمضان. فائدة:
يجوز إخراج صدقة التطوع للكافر الذي لا يحارب المسلمين ولا يعتدي عليهم، وإن كان إخراجها للمسلم أولى وافضل. قال الإمام الشافعي رحمه الله في كتابه الأم: " ولا بأس أن يتصدق على المشرك من النافلة، وليس له في الفريضة من الصدقة حق ". وقال الإمام النووي رحمه الله في المجموع: " يُسْتَحَبُّ أَنْ يَخُصَّ بِصَدَقَتِهِ الصُّلَحَاءَ، وَأَهْلَ الْخَيْرِ، وَأَهْلَ الْمُرُوءَاتِ وَالْحَاجَاتِ، فَلَوْ تَصَدَّقَ عَلَى فَاسِقٍ أَوْ عَلَى كَافِرٍ مِنْ يَهُودِيٍّ أَوْ نَصْرَانِيٍّ أَوْ مَجُوسِيٍّ جَازَ، وَكَانَ فِيهِ أَجْرٌ فِي الْجُمْلَةِ ".
قيل له: مثل الحمى ؟ قال: وأي مرض أشد من الحمى ؟ وذلك، أن الأمراض تختلف، فمنها مالا أثر للصوم فيه، كوجع الضرس وجرح الأصبع والدمل الصغير وما شابههما، ومنها ما يكون الصوم علاجًا له، كمعظم أمراض البطن، من التخمة، والإسهال، وغيرها فلا يجوز الفطر لهذه الأمراض، لأن الصوم لا يضر صاحبها بل ينفعه، ولكن المبيح للفطر ما يخاف منه الضرر. والسليم الذي يخشى المرض بالصيام، يباح له الفطر أيضًا كالمريض الذي يخاف زيادة المرض بالصيام. وذلك كله يعرف بأحد أمرين: إما بالتجربة الشخصية، وإما بإخبار طبيب مسلم موثوق به، في فنه وطبه، وموثوق به في دينه وأمانته، فإذا أخبره طبيب مسلم بأن الصوم يضره، فله أن يفطر، وإذا أبيح الفطر للمريض، ولكنه تحمل وصام مع هذا فقد فعل مكروهًا في الدين لما فيه من الإضرار بنفسه، وتركه تخفيف ربه وقبول رخصته، وإن كان الصوم صحيحًا في نفسه، فإن تحقق ضرره بالصيام وأصر عليه فقد ارتكب محرمًا، فإن الله غني عن تعذيبه نفسه. قال تعالى:(ولا تقتلوا أنفسكم. إن الله كان بكم رحيما). (النساء: 29). هل يجوز للمريض أن يتصدق بدل الأيام التي أفطرها وهو مريض ؟ المرض نوعان: مرض مؤقت يرجى الشفاء منه وهذا لا يجوز فيه فدية ولا صدقة، بل لابد من قضائه كما قال تعالى: (فعدة من أيام أخر) فإذا أفطر شهرًا فعليه شهر وإذا أفطر يومًا فعليه يوم، فإذا أفطر أيامًا فعليه أن يقضي مثلها حين يأتيه الله بالصحة وتتاح له فرصة القضاء.. هذا هو المرض المؤقت.