ثانيًا:
ما جاء - في السؤال - من أن النبي عليه الصلاة والسلام كامل معصوم، فلماذا يحتاج منا أن نصلي عليه تلك الصلوات والتسليمات الكثيرة لتدخله الجنة، بينما نحن أحوج لذلك منه لأننا غير كاملين؟! هذا الاعتراض في غير محله؛ وذلك لعدة أمور:
الأول:
أن الصلاة والسلام على النبي "صلى الله عليه وسلم" امتثال لأمر الله بها، حيث قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، فهي عبادة والواجب على المسلم الامتثال لأمر الله، وألا يعترض على أمره. لماذا نصلي على النبي يوم الجمعة. الثاني:
فضل الصلاة على النبي "صلى الله عليه وسلم" ليست عائدة على النبي صلى الله عليه وسلم وحده، بل هي راجعة أيضًا على المصلي نفسه، فالفضل الوارد في الأحاديث السابقة وغيرها من الأحاديث إنما هي لمن صلى على النبي "عليه أفضل الصلاة والسلام". قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله – عند شرحه للحديث -: "إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صلى علي مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرة) يعني: إذا قلت: اللهم صل على محمد، صلى الله عليك بها عشر مرات، فأثنى الله عليك في الملأ الأعلى عشر مرات". انتهى من " شرح رياض الصالحين". الثالث:
حق النبي صلى الله عليه وسلم أعظم الحقوق بعد حق الله، فقد أنقذ الله به خلقاً من الظلمات إلى النور، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) الحديد / 9، وقال تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) إبراهيم / 1.
لماذا نصلي على النبي مكررة
ثانيًا: الصلاة ليست مَضيَعة للوقت، فعندما ينسل الإنسان من ضَوْضاء العمَل وصَخب الرائحين والغادِين فيقف في مُصلاَّه فسوفَ تهدَأُ نفسُه ويطمئنُّ قلبُه ويستريحُ جسمه وينطَفِئ غضبه؛ { أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28]. فلذلك كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم إذا عادَ منهكَ القوَّة من قِتال الأعداء قال: « يا بلال، أرِحْنا بها »؛ أي: بالصلاة. لماذا نصلي على النبي بحفر الخندق. ثالثًا: ليست الصلاة أمرًا مُباحًا كأمور المعيشة أو اختيارًا، بل هي أمرٌ جازم لها وقت محدَّد وهيئةٌ خاصَّة. رابعًا: الصلاة حاجةٌ ضروريَّة تستَدعِيها الحياةُ كالطعام والشراب قوامُ الجسم، والصلاة قوامُ الروح ومادَّة الطمأنينة تَرفَعُ صاحبَها عند ربِّه بعيدًا عن سَفاسِف الأمور، فيستقيم في شُؤون حَياته، وهي الحدُّ الفاصِل بين الكُفر والإيمان؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: « بين العبدِ وبين الكُفرِ والإيمانِ الصلاةُ، فإذا ترَكَها فقد أشرَكَ » (رواه الطبراني، انظر: "صحيح الترغيب"؛ للألباني 1/ 227 رقم 565)، وفي رواية: « بين الرجل وبين الكُفر تركُ الصلاة » (رواه أحمد، "صحيح الترغيب" 1/ 226 رقم 563). فالصلاة تُهذِّب أخلاقَه، وتَحُول بينه وبين الفَساد والزَّيْغِ والفحشاء والمنكر.
لماذا نصلي على النبي بحفر الخندق
والله أعلم
لماذا نصلي على النبي يوم الجمعة
فإذا كان الإنسان قد يكثر من ذكر اسم الطبيب الذي قد جعل الله على يديه شفاءه وغاية ما في الأمر صلاح البدن، فكيف بمن جعل الله على يديه صلاح الروح والبدن معًا. فكان من حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته أن يكثروا من الصلاة عليه ردًا لذلك الجميل وجزاء لبعض حقوقه عليه الصلاة والسلام. لماذا نصلي؟ - طريق الإسلام. قال ابن القيم رحمه الله: "إن الله سبحانه أمر بالصلاة عليه عقب إخباره بأنه وملائكته يصلون عليه، والمعنى أنه إذا كان الله وملائكته يصلون على رسوله، فصلوا أنتم عليه فأنتم أحق بأن تصلوا عليه وتسلموا تسليما لما نالكم ببركة رسالته" انتهى من "جلاء الأفهام". وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله: " (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) ؛ اقتداء باللّه وملائكته، وجزاء له على بعض حقوقه عليكم، وتكميلا لإيمانكم، وتعظيمًا له صلى اللّه عليه وسلم، ومحبة وإكرامًا، وزيادة في حسناتكم، وتكفيرًا من سيئاتكم". انتهى من "تفسير السعدي" ( 1 / 671). فصلوات الله وسلامه عليه دائمًا إلى يوم الدين، ما تعاقب الليل والنهار، وصلوات الله وسلامه عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار. فلا نحرم أنفسنا من ذلك الفضل، أعاننا الله وإياكم على اغتنام الطاعات ووقانا شرور أنفسنا إنه جواد كريم.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من أعظم العبادات وذلك لعدة أمور: الأول: أن الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم مأمور بها، قال تعالى: {... يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56]، فهي عبادة والواجب على المسلم الامتثال لأمر الله، وألا يعترض على أمره. لماذا نصلي على النبي ياناس صلو. الثاني: فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليست عائدة على النبي صلى الله عليه وسلم وحده، بل هي راجعة أيضاً على المصلي نفسه، فالفضل الوارد في الأحاديث السابقة وغيرها من الأحاديث إنما هي لمن صلى على النبي الصلاة عليه والسلام، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عند شرحه للحديث: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « من صلى علي مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرة » يعني: إذا قلت: اللهم صل على محمد، صلى الله عليك بها عشر مرات، فأثنى الله عليك في الملأ الأعلى عشر مرات" (انتهى من شرح رياض الصالحين). الثالث: حق النبي صلى الله عليه وسلم أعظم الحقوق بعد حق الله تعالى، فقد أنقذ الله تعالى به خلقاً من الظلمات إلى النور، قال الله تعالى: { هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ.. } [الحديد:9]، وقال تعالى: { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ} [إبراهيم:1].
· أنه كان منطلقاً لكثير من الغزوات التي غيَّرت وجه التاريخ: ففيه عُقدت ألوية كثيرة للجهاد كأحد والأحزاب وتبوك ومؤته والفتح، وطرحت قضايا مصيرية للمسلمين، وقضي فيه أمور خطيرة، وخلافات مهمة. وبالعموم فإن فضائل المسجد النبوي على صاحبه أفضل الصلاة، وأتم التسليم كثيرة، وكيف لا وهو مسجد سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وعليه آله وصحبه أجمعين. نسأل الله تعالى أن يبلغنا زيارته، وأن يرزقنا الصلاة في روضته، والحمد لله رب العالمين. [1] انظر تفسير الطبري (14/476-482)، وتفسير ابن كثير (4/214). [2] رواه الترمذي (3099)، والنسائي (697)، وصححه الألباني، انظر صحيح سنن النسائي (697). [3] شرح النووي على صحيح مسلم (9/169). [4] أخرجه الترمذي (3100)، وأبو داود (44)، وابن ماجة (357)، وصححه الألباني. [5] لقاءات الباب المفتوح للشيخ ابن عثيمين (183/32) بتصرف. [6] رواه أحمد (9409) وابن ماجه (227)، وصححه الألباني انظر صحيح الجامع الصغير (6184). ما فضل الصلاة في المسجد النبوي. منقول
337 من: (باب فضل المشي إلى المساجد)
حد المسجد النبوي الشريف
المسجد النبوي من المساجد التي أسست على التقوى من أول يوم، وقد أسسه رسول الله عليه وسلم مقدمه المدينة المنورة في العام الأول من الهجرة والرابع عشر من البعثة، وقد ورد في فضل الصلاة فيه ما يجعل النفوس تحرص على الصلاة فيه؛ إذ كان من المساجد التي تشد إليها الرحال وفيه الروضة التي هي من رياض الجنة؛ ما جعل من المهم معرفة حدود المسجد النبوي لمريد الصلاة فيه. ومما جاء فيه من الفضل ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما: "عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة في ما سواه، إلا المسجد الحرام»، وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى"، كما روى البخاري ومسلم في صحيحيهما أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة».
فضل الصلاة في المسجد - موضوع
مشروع توسعة وإعمار المسجد النبوي الشريف، الذي دشنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في أكتوبر الماضي، يمثل طفرة غير مسبوقة في أرض طيبة الطيبة، بلد الرسول الهادي عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. كما يكتسب المشروع أهمية استثنائية تكلل هامة الزمان، لشرف المكان ورفعته ورمزيته الروحية العالية. وتتعاظم تلك الأهمية حين يتعلق الأمر بمسجد النبي والعناية بزائريه الراكعين الساجدين في جنباته، الذين تتزايد أعدادهم عاماً بعد عام. ومن المؤمل أن يودع زوار مدينة الهدى والنور بهذا المشروع التاريخي مشكلة الزحام إلى الأبد. وهذا العمل الجليل؛ الكبير في بعده المادي، يمثل في بعده الآخر نصرة لمقام النبي الكريم بعمارة مسجده وخدمة قاصديه، وبذل الغالي والنفيس في سبيل ذلك الهدف السامي. توسعة المسجد النبوي.. أهمية استثنائية لشرف المكان - جريدة الوطن السعودية. وتأتي هذه المناسبة العظيمة ردا بليغا على إساءة الموتورين، وعبث العابثين الذين قال الله فيهم مخاطبا رسوله في محكم تنزيله: (إنا كفيناك المستهزئين). كما سيكون لهذه التوسعة التي تعد الأضخم في تاريخ المسجد، أثرها الملموس في نشر قيم الخير والسلام والمحبة والأمن والتسامح والوسطية والاعتدال ونبذ التعصب والفرقة، وذلك من خلال أحباب رسول الله الذين يؤمون مسجده الشريف.
توسعة المسجد النبوي.. أهمية استثنائية لشرف المكان - جريدة الوطن السعودية
أرضُ الهِجرة، وموطِنُ السُّنَّة، ودارُ الإيمان، الفضائلُ مجموعةٌ فيها، والإيمانُ يأرِزُ إلى نواحِيها؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الإيمانَ ليأرِزُ إلى المدينةِ كما تأرِزُ الحيَّةُ إلى جُحرِها» ؛ متفق عليه. بلدةٌ معشوقةُ السُّكنَى، طيبةُ المثوَى، سكَنُها مع الإيمان شرَفٌ باذِخ، واستِيطانُها مع التقوى عِزٌّ شامِخ؛ فعن عبد الله بن عُمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من استطاعَ أن يموتَ بالمدينةِ فليفعَل؛ فإني أشفعُ لمن ماتَ بها» ؛ أخرجه أحمد. فضل الصلاة في المسجد - موضوع. وكان عُمرُ بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول: "اللهم ارزُقني شهادةً في سبيلِك، واجعل موتي في بلدِ رسولِك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -"؛ أخرجه البخاري. فيا هناءَةَ ساكنيها، ويا سعادةَ قاطِنِيها، ويا فوزَ من لزِمَ الإقامةَ فيها حتى جاءَته المنِيَّةُ في أراضيها. وفي سُكناها من البركة ما يُستحقَرُ دونَها كلُّ رغَدٍ ورخاءٍ ورَفاهٍ؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يأتي على الناسِ زمانٌ يدعُو الرجلُ ابنَ عمِّه وقريبَه: هلُمَّ إلى الرَّخاء، هلُمَّ إلى الرَّخاء، والمدينةُ خيرٌ لهم لو كانوا يعملون» ؛ أخرجه مسلم.
[٥]
خامساً: فضلُ الصّلاة في المسجدِ لفضلِ صلاةِ الجماعة؛ فعن الصّحابي أبيُ بن كعب -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّ صلاةَ الرَّجلِ معَ الرَّجلِ أزكى مِن صلاتِهِ وحدَهُ وصَلاتُهُ معَ الرَّجُلَيْنِ أزكى مِن صلاتِهِ معَ الرَّجلِ وما كثُرَ فَهوَ أحبُّ إلى اللَّهِ تَعالى).
4- دعا صلى الله عليه وسلم ربه أن يكون للمدينة حرم كما لمكة حرم فاستجاب الله دعاءه، ومن خصائص حرم مكة مضاعفة الصلاة فيها إلى مائة ألف صلاة، ويمكن أن يكون من خصائص حرم المدينة مضاعفة الصلاة في جميعها داخل حرمها ألف صلاة... والله واسع الفضل والكرم والإحسان. 337 من: (باب فضل المشي إلى المساجد). ويقال في الجواب: كون المدينة لها حرم كما لمكة حرم لا يقتضي بأي نوع من أنواع الدلالة أن تكون خصائص المدينة مماثلة لخصائص مكة والمدينة حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث: "أن إبراهيم حرم مكة ودعا لها، وحرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة، ودعوت لها في مدها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم عليه السلام لمكة"ـ ويتبين مما ذكرت أن كل ما ورد من أدلة لا يقوى على إفادة المطلوب لا سيما أن هذا القول لم يقل به أحد من أهل العلم السابقين. والله تعالى أعلم وأحكم.