أما بعدُ: فاللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ على ما هديتَنا، ولله الحمدُ على ما أعطيتَنا. مؤمنونَ –بحمدِ ربِنا- برغمِ المُضَلِّلات، آمنونَ –بحمدِ ربِنا- برغمِ حُوثِيِ التخوُّناتِ، مُتحدونَ –بحمدِ ربِنا- برغمِ المُفَرِقاتِ، مُعافَونَ –بحمدِ ربِنا- برغمِ الفيروساتِ: "فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى".
- خطبة عيد الأضحى 1441 هـ - شبكة الوثقى
- تفسير قوله تعالى: "وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم..". - YouTube
خطبة عيد الأضحى 1441 هـ - شبكة الوثقى
وفي هذا اليوم وقف النبي –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بمنى، بين أكثر من مائةٍ وعشرين ألفًا من صحابته –رضوان الله عليهم- وقال لهم مقررًا ومعظمًا: أي يومٍ هذا؟ أليس يوم النحر؟ أي شهرٍ هذا؟ أليس شهرُ ذي الحجة؟ أي بلدٍ هذا؟ أليس البلدُ الحرام؟ ثم قال لهم: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرامٌ عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا»() كما جاء في الصحيحين. 🟔 أيها المؤمنون: في هذا اليوم تُختم أحد أركان الإسلام، وهو آخر الأيام المعلومات، وأول الأيام المعدودات. في هذا اليوم العظيم يؤدي الحجاج معظم مناسك حجهم، يتقربون إلى الله بالعج والثج، فيه يرمون الجمرة الكبرى، وينحرون الهدايا، ويحلقون رؤوسهم، ويطَّوفوا بالبيت العتيق، ويسعون بين الصفا والمروة، بعبادةٍ وتوحيد، إن هذا اليوم عظيم يشترك فيه الحجاج وغيرهم بالعج بالتكبير، وبإراقة دم الأضاحي والقرابين. خطبة عيد الأضحى 1441 هـ - شبكة الوثقى. فطوبى لمن تقبل الله قربانه، ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِين﴾ [المائدة:27]. جاء في السنن من حديث عبد الله بن قُرطٍ –رضي الله عنه- أن النبي –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: «إن أعظم الأيام عند الله –تبارك وتعالى- يوم النحر»().
أما تطهيرُ الحرمينِ ففاقَ الوصفَ. فاللهم اجْزِ ولاتَنا عنا خيرًا. ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ، أيُها المتعيدونَ المُبتهجونَ: يا لَجمالِ صباحِ يومِنا، فقد صلَى العالَمُ العيدَ عامَهم المُنصرمَ ببيوتِهِم. والآنَ بحمدِ اللهِ عُدْنا. ويا لَهيبةِ منظرِ تلكَ الحشودِ الخارجةِ لصلاةِ العيدِ، حين ازدحمَتْ بهمُ الشوارعُ، وامتلأتْ بهمُ الجوامعُ. فماذا أرادَ هؤلاءِ؟! أرادُوا ذِكرًا وشُكرًا: "وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" فاللهم أوزِعْنا شكرَ نعمِكَ الظاهرةِ والباطنةِ، وألِّفْ بين قلوبِنا، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ، نعمْ وداعاً رمضانُ شهرُ البركاتِ. لكنْ أهلاً بالعيدِ موسمِ المَسراتِ، فكما أن رمضانَ موسمٌ فالعيدُ موسمُ.
التفريغ النصي الكامل
أرشدت الشريعة إلى السبيل الأقوم للطهر والعفاف، حفاظاً على صيانة المجتمعات، فحثت على النكاح وشجعت عليه، ورغبت فيه، وأن الله يغني من نواه قاصداً الطهر والعفاف، وتعتري النكاح التكاليف الخمسة باختلاف حالات الأشخاص. تفسير قوله تعالى: (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم... تفسير قوله تعالى: "وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم..". - YouTube. )
وقول الله عز وجل: (وأنكحوا) أمر ربنا جل جلاله بالتزويج، وإذا كان قد أمر بالتزويج في هذه الآية فقد أمر بالزواج في آية أخرى فقال: فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ [النساء:3]، والأمر بالتزويج قد أكده رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: ( يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج)، وأكده بقوله: ( تناكحوا تناسلوا، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة). قال علماؤنا رحمهم الله: النكاح تعتريه الأحكام التكليفية الخمسة؛ فالزواج تارةً يكون واجباً، وتارةً مندوباً، وتارةً مباحاً، وتارةً يكون حراماً، وتارة يكون مكروهاً. حالات وجوب وندب النكاح
إذا خشي الإنسان على نفسه العنت مع قدرته على الزواج، يعني: إنسان يستطيع طولاً عنده المال، وفي الوقت نفسه يخشى على نفسه أن يقع في الحرام، فهذا الإنسان يكون الزواج في حقه واجباً، ويحرم عليه أن يؤخره.
تفسير قوله تعالى: &Quot;وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم..&Quot;. - Youtube
ويكون النكاح مندوباً أي: سنة لإنسان لا يخشى على نفسه العنت وعنده القدرة، فهذا يندب له أن يتزوج من أجل أن يحيي السنة؛ لأن هذه سنة الأنبياء يقول الله عز وجل: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً [الرعد:38]، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: ( النكاح من سنتي)، وثبت في صحيح البخاري: ( أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما سأل سعيد بن جبير رحمه الله، قال له: هل تزوجت؟ قال: لا، قال له: تزوج؛ فإن خير هذه الأمة أكثرها نساءً) يعني: رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومثل ذلك أيضاً أنه أحياناً قد يعيش الإنسان في أرض فتنة، في دار بلاء، ربما يعيش في بلاد يكثر فيها الكاسيات العاريات، وتتيسر فيها السبل الحرام -والعياذ بالله- فهذا يخشى على نفسه العنت فهنا يكون الزواج في حقه واجباً. ورب إنسان آخر يعيش مثلاً في مكة أو في المدينة لا يكاد يرى وجه امرأة وهو مشغول بعبادة الله، يقبل ويدبر على حرم الله، وقد استفرغ همه في طلب العلم مثلاً، فلا يخشى على نفسه العنت، نقول: هذا الإنسان الزواج في حقه يكون سنةً، ويكون مندوباً.
وقرأ الحسن ( والصالحين من عبيدكم) ، وعبيد اسم للجمع. قال الفراء: ويجوز ( وإماءكم) بالنصب ، يرده على الصالحين يعني الذكور والإناث ؛ والصلاح الإيمان. وقيل: المعنى ينبغي أن تكون الرغبة في تزويج الإماء والعبيد إذا كانوا صالحين فيجوز تزويجهم ، ولكن لا ترغيب فيه ولا استحباب ؛ كما قال فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا. ثم قد تجوز الكتابة وإن لم يعلم أن في العبد خيرا ، ولكن الخطاب ورد في الترغيب والاستحباب ، وإنما يستحب كتابة من فيه خير. الخامسة: أكثر العلماء على أن للسيد أن يكره عبده وأمته على النكاح ؛ وهو قول مالك ، وأبي حنيفة ، وغيرهما. قال مالك: ولا يجوز ذلك إذا كان ضررا. وروي نحوه عن الشافعي ، ثم قال: ليس للسيد أن يكره العبد على النكاح. وقال النخعي: كانوا يكرهون المماليك على النكاح ويغلقون عليهم الأبواب. تمسك أصحاب الشافعي فقالوا: العبد مكلف فلا يجبر على النكاح ؛ لأن التكليف يدل على أن العبد كامل من جهة الآدمية ، وإنما تتعلق به المملوكية فيما كان حظا للسيد من ملك الرقبة والمنفعة ، بخلاف الأمة فإنه له حق المملوكية في بضعها ليستوفيه ؛ فأما بضع العبد فلا حق له فيه ، ولأجل ذلك لا تباح السيدة لعبدها.